الاكتشافات الأثريّة القديمة في نزوح بالرستاق تكسب القرية جاذبية سياحية

"التراث والثقافة" تسجل القرية ضمن المناطق الأثرية بالسلطنة

الرستاق - العمانية

تشتهر قرية نزوح بوادي بني هني بولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة بزراعة النخيل بشتى أصنافها إلى جانب الزراعات الموسميّة وزراعة البر والحنطة والشعير والبقوليات والفواكه، كما تمتاز بموقع استراتيجي، حيث تقع على الطريق الذي يربط بين وادي بني غافر ونيابة الحوقين والمتصل إلى ولايتي الرستاق والسويق وتبعد عن مركز الولاية نحو (30) كيلومترًا، وتقع على جانبي الوادي مما يعطيها طابعا جماليًا فريدًا ويستمر جريان المياه الغيلية على مدار العام خاصة في أوقات الخصب لذا تعد القرية واحدة من المزارات السياحية الجميلة.

واكتسبت قرية نزوح أهميّة كبيرة نتيجة الاكتشافات الأثرية القديمة التي يعود تاريخها إلى الألف الأولى والثانية قبل الميلاد حيث اكتشفت بالقرية مقابر أثرية على الطريق المؤدي إلى نيابة الحوقين، وهي قبور يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام، كما اكتشفت نقوش أثرية قديمة يرى المعنيون بالآثار أنها قد تكون ذات علاقة بالنقوش المكتشفة في وادي السحتن، وهي موجودة في أماكن متفرقة في القرية، وهذه النقوش عبارة عن كتابات ورسوم تجسد الأحداث والبيئة المعاشة في تلك الفترة.

ويقول الأهالي إنّ خبراء أجانب زاروا القرية بصحبة فريق من وزارة التراث والثقافة، وسجلت الوزارة هذه المكتشفات ضمن سجلاتها، ويمكن للزائر للقرية أن يشهد بأم عينه تلك الآثار والنقوش والمقاب في كل موقع.

وقال ناصر بن زايد الخنبشي إنّ النقوش والمقابر المكتشفة تدل على أنّ القرية شهدت معارك قديمة ويتجلى ذلك في آثار الرصاص الموجود على الصخور الكبيرة والكتابات المختلفة التي تدون هذه المعارك. وأضاف أنّ القرية بها حصون أثرية قديمة جدًا حتى إنّ الكثير من الآباء والأجداد لا يعرفون تواريخها، كما توجد منازل أثرية داخلها مقتنيات أثرية قديمة مما يدل على عراقة وأهميّة هذه القرية ومن أهمها "بيت المقابيل" و"بيت الخنابشة" وهما بيتان كبيران بمثابة حصون، وتعتبران رمزان من رموز القرية التاريخية. كما توجد في القرية 3 عيون تعرف باسم عيون "العوينة"، تستخدم مياه إحداها للاستشفاء من الأمراض الجلدية لأنها كبريتية، والثانية تستخدم للشرب والثالثة لري المزروعات، وتوجد بالقرية كهوف كبيرة أحدها يسمى"جوار الحقم" وهو كهف كبير يحتمي به الأهالي عند هطول الأمطار، ويحكى الأجداد أن هطول الأمطار كان يستمر طويلا مما يتسبب في تساقط البيوت الطينية، لذا يلجأ الأهالي إلى هذه الكهوف حتى تتوقف الأمطار وتجف الأرض، أما في الزمن الحالي فقد أصبحت تستخدم لتخزين المنتجات الزراعية.

وأشار الخنبشي إلى أن وزارة التراث والثقافة سجلت القرية ضمن المناطق الأثرية بالسلطنة، والوزارة بصدد إعداد لافتات إرشادية للمواقع الأثرية. والخنبشي هو أحد المرافقين للوفود التي أوفدتها الوزارة لتسجيل المكتشفات الأثرية بالقرية.

ويذهب يعقوب بن حميد المقبالي إلى أن من أهم المعالم الأثرية في قرية نزوح حصن الشرف الذي يعتلي القرية ويطل عليها من أعلى سفح الجبل، وكذلك الكهوف والمقابر الأثرية والنقوش والمنحوتات على الصخور التي ترسخ أهمية القرية التاريخية، ومكانها الاستراتيجي إذ تتصدر قرى وادي بني هني، وتعد البوابة الرئيسية لقرى الوادي. أما الكهوف، بالإضافة إلى تحويلها لمخازن للمنتجات الزراعية فلا يزال الأهالي، خاصة المزارعون منهم، يقضون نهار شهر رمضان المبارك في فترة الصيف فيها لما تمتاز به هذه الكهوف من اعتدال في الحرارة بسبب المياه التي تنبع من وسط الصخور المكونة للعيون الثلاث المعروفة باستخدامها للشرب وري المزروعات والاستشفاء.

تعليق عبر الفيس بوك