أدباء: الكتاب العماني لا يجد حظه من الانتشار خارجيًا.. والقنوات تمارس الانتقائية في تعاملها مع المبدعين

دعوا المؤسسات الإعلامية للاضطلاع بدورها في إيصال صوت الكاتب

الصلطي: ذيوع صيت الكاتب وتسويق ذاته رهين بجوهر رسالته الإبداعية

العميري: المنتج الثقافي ثروة وطنيّة ونجاحنا في تسويقه يعني الحفاظ على ذاكرة الوطن

أجمع عدد من الكتاب على أنّ أعمال الكتاب العمانيين لا تجد حظها من الشهرة والانتشار، وعزوا ذلك إلى عدم وجود دور نشر متخصصة في السلطنة، تعمل على إشهار الكاتب وتسويق متنوجه الإبداعي، مشيرين إلى أنّ وجود دار نشر واحدة وهي "بيت الغشام" لا يساهم في دفع عملية النشر بالسلطنة، ولا يرضي طموحات كل الكتاب مما يدفعهم إلى البحث عن دار نشر خارج السلطنة في الأردن وسوريا ولبنان و مصر من أجل طبع كتابه وتسويقه حتى يصل إلى خارج نطاق الجغرافيا المحلية.

ونوهوا إلى ضرورة الاستفادة من الدعم الحكومي للكتاب والمتمثل في دعم وزارة التراث والثقافة والنادي الثقافي والمنتدى الأدبي والجمعية العمانية للكتاب والأدباء ومؤسسة بيت الغشام، ومؤسسة عمان للصحافة والنشر والإعلان. ودعوا المؤسسات الإعلامية للاضطلاع بدورها في إيصال صوت الكاتب وإبداعه للمتلقي.

الرؤية - تهاني سعيد البطراني

من جهته قال الشاعر أحمد البلوشي إن القلم العُماني تميز بالريادة والرصانة والتأثير رغم قلة المعروض من أعمال أدبية وفنية. وأضاف أنّ السوق القرائي ضعيف فنسبة القراءة في مجتمعاتنا العربية تكاد تكون مخجلة، ويعود ذلك لأمور شتى، من بينها الظروف الحياتية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يمر بها المواطن العربي.

أما الكاتب والشاعر سعيد خاطر الصلطي فيقول: كيف للعماني أن يكسب الشهرة وهو بعيد عن الإعلام، كما أنّ بعض القنوات الثقافية والموسسات الإعلامية تتجاهل المؤلف ولا تعره أي اهتمام وتمارس الانتقائية في اختيارها، فالمقابلات وغيرها من أشكال الظهور مقتصرة على فئة معينة من الكتاب، والباقون لا مكان لهم؛ بعكس الدول الأخرى التي تسعى فيها وسائل الإعلام إلى الكاتب من أجل نشر اعماله وتعريف الناس بفنه وإبداعه. وأشار إلى أنّ هناك الكثير من الأقلام القديمة والشابة التي تحاول إبراز ما أودعها الله من طاقات إبداعية ثقافية مثل الشعراء وكتاب القصة القصيرة والمسرح وغيرها، لافتا إلى أن نسخة معرض مسقط الدولي للكتاب هذا العام تنبئ بأن المنتج الثقافي العماني بخير.

ويقول الصلطي إن الإعلام جزء من تلك المنظومة التي تشكل واقعية ظهور الكاتب، ومنتجه الثقافي فهو دائم وأساسي بشكل كبير، وتتكئ عليه الكثير من المعطيات، ومن بينه وصوله لأكبر شريحة ممكنة من المتابعين والقراء، مضيفا أن ذيوع صيت الكاتب وتسويق ذاته رهين برسالته الإبداعية، فالقضايا والأدوات المشتغل عليها بصور ابتكارية محفزة للقراءة تجعل الكاتب أكثر حضورًا لدى المتابعين، مما يجعلهم ضمن قوائم انتظار كل جديد يقوم بكتابته مستقبلا. وتابع: هناك فئة مبدعة من الكتاب يمنعها القلق والخوف من النقد من عدم ظهورهم والنفاذ للعالم القرائي.

ويرى الشاعر عبد العزيز العميري أنّ بعض الكتاب فشلوا في الانتشار وتعريف القارئ بهم وذلك لأنّهم لم يوفقوا في طرح القضايا الجوهرية بصورة معمقة ويجب أن نعترف أنّ الكاتب العماني لم يتطرق إلى الوقائع من حوله بصورة توصله إلى العالم الخارجي. ويضيف أنّ عملية التسويق للمنتجات الثقافية هي منظومة تكامليّة ما بين مؤسسات المجتمع المدني والحكومي والقطاع الخاص لأنّ المنتج الثقافي هو ثروة وطنية ومتى ما نجحنا في تسويقه فإننا بذلك نسوق لذاكرة وطن، وهذا جزء من مسؤوليتنا الوطنية.

داعيا الإعلام بأنّ يسخر كل طاقاته الميسرة للوقوف بجانب الكاتب، وأن يشكل نقطة التقاء محورية وجادة معه..

وقال مثقفون إنّ على الكاتب استغلال جميع السبل والوسائل المتاحة التي تضمن إيصاله إلى المتلقي، وبصورة تحفظ له حضوره الأدبي بشكل أكثر واقعية، بعيدًا عن الإسفاف والخروج عن إطار الذوق العام، فالكاتب مبدع ومبتكر وإنسان صاحب رسالة، وعليه أن يوصل جل ما يكتب بطرق لائقة تحفظ له احترامه وتقديره في المجتمع الثقافي المحيط به، وعلى المؤسسات الإعلامية أن تقوم بدورها وتحتضنه وتحاول قدر الإمكان إيصاله إلى المتتبع من خلال قنواتها المتوفرة لديها سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو مُشاهدة.

وأضافوا أنالدعم المادي والمعنوي لهما تأثير كبير ومباشر، فبدونهما لا يساوي المبدع شيئا، وهما عاملان أساسيان في دفع عملية وصوله إلى المجتمع من حوله سواء على المستوى المحلي أو الدولي، فهو بحاجة لأن يطبع كتبه ويسوّقها بالطرق المثلى، إضافة إلى أنه بحاجة لأن يكون أكثر قربا من قضاياه وتفاصيل مجتمعه وهذا أمر لا يأتي إلا من خلال الدعم المعنويوالمادي.

تعليق عبر الفيس بوك