صناعة الفخار .. إرث حضاري يجسد إبداعات العماني القديم ونجاحه في توظيف مكونات البيئة

مسقط - عبد الله الرحبي

تزخر البيئة العمانية بالمورثات التقليدية القديمة التي نجدها حاضرة بقوة في فعاليات مهرجان مسقط كل عام حيث الفنون الشعبية والمهن التقليدية والمأكولات العمانية التي ينفرد بها المجتمع العماني، ليجد الزائر إلى القرية التراثية بالعامرات الدهشة لما تشهده من تنوع من فقرات وعروض مستوحاة من عمق التراث العماني.

وفي إحدى زوايا القرية التراثية برواق المهن التقليدية، يبدع ناصر بن سالم الشقصي القادم من ولاية بهلا في صنعته التي تعلمها من أجداده، لتكون له عونا في الحصول على متطلبات الحياة وتمثل مصدر رزق له لإعانة أفراد أسرته قديما، ولا يزال يبدع ويرسم أشكالا ذات تصاميم وألوان فريدة حتى يحافظ على هذه الموروث العماني ويعلمها للأجيال القادمة.

وقال الشقصي إن صناعة الفخار تعكس إبداع الإنسان العماني الذي توارثته الأجيال؛ حيث تنفرد بها بعض الولايات العمانية، مشيرًا إلى أنّه من خلال هذا الركن يسعى إلى إحياء هذه المهن والتعريف بها حتى لا تندثر. وأضاف أنّ الحكومة تهتم وتدعم مثل هذه الصناعات الحرفية وذلك من خلال الهيئة العامة للصناعات الحرفية، التي تعمل على احتضان مبادرات صناع الحرف وتدريبهم وتقديم الدعم المعنوي والمادي لهم. وأشاد الشقصي بدور الهيئة في تيسير المشاركة في مهرجان مسقط، حيث أتاح فرصة أكبر للتعريف بهذه الصناعات التراثية لزوار المهرجان، علاوة على عرض ما نقوم بصناعته من أدوات وأوانٍ منزلية وترويجها عبر هذه الفعاليات والمهرجانات التي تقام بأرض السلطنة.

وأوضح الشقصي أن صناعة الفخار تمر بمراحل وخطوات عدة، وتبدأ أولى هذه المراحل بجلب التربة الخاصة لصناعة الفخار، وتنقسم هذه التربة إلى ثلاثة أنواع: الخضراء والحمراء والبيضاء، بعدها يتم خلط التربة بالماء ثم عجنه باليد أو الدوس بالأقدام، ويتم إزالة أية شوائب قد تكون عالقة بالطين وبعدها تكون العجينة طرية وجاهزة لمرحلة التصنيع. وتابع أنه يتم أخذ الكمية المناسبة من الطين للقطعة المراد تصنيعها وتوضع على دواليب الصناعة الحديثة، ويتم تشكيل الآنية المراد صنعها وزخرفتها حسب الطلب والحجم المراد، وتدار هذه الآلة بواسطة الكهرباء، لكنه أشار إلى أنّها قديما كانت تدار من خلال دولاب دائري يُحرك بالقدم ليتحرك في الوقت ذاته الدولاب في الأعلى ولتتم الصناعة ببطء، أما الآلات الحديثة فساهمت في سرعة إنجاز العمل تلي هذه المرحلة مرحلة تجفيف الأواني وتجميعها قبل القيام بمرحلة الحرق.

وتحدث عن أهم المصنوعات الفخارية التي يحرص على صناعتها؛ كالجحلة والمجامر والجدوي بأحجامه الصغيرة والمتوسطة وفناجين القهوة والدلة العمانية وعيالة اللبن والمحلب وأقداح الماء وكذلك الحلول لطحن القهوة. وتحدث الشقصي عن أن بعض المنتجات تحتاج إلى فترة بسيطة لصناعاتها لا تتجاوز 2-5 دقائق.

وأوضح الشقصي أن مشاركته في المهرجان هذا العام تمثل فرصة لاكتساب خبرات مختلفة والتعرف على الصناعات الحرفية التي تزخر بها القرية التراثية وهي ساحة وملتقى لتطوير هذه الحرفة وإنتاج منتجات تتميز بتصاميم تجذب السياح المهتمين بهذه المصنوعات التقليدية أيضاً يعد المهرجان ساحة وملتقى لأصحاب المهن الحرفية في التعريف بها وإبراز منتجاتها التي تستقطب زوار المهرجان بزخارفها وتشكيلاتها الفريدة.

تعليق عبر الفيس بوك