"درب خضر 2" يسلط الضوء على تجارب ونجاحات 5 شخصيات عربية ألهمت الشباب

الريامي: البدايات البسيطة هي التي تحقق النجاح.. والمثابرة عنصر أساسي

سعاد بشناق: تهديد أمي بكسر البيانو دفعني لمواصلة دروس الموسيقى

الحمادي: التأليف يعتمد على الخيال وتطوير الأفكار إلى قصص

جمال: "سوبر مان" وراء نجاح "بلال"

فودة: ملامسة حياة الناس الوسام الأعظم على صدري

مسقط - ناصر الرزيقي

تصوير/ عادل العبدلي

استعرض خمس شخصيات عربية تجاربهم وقصصهم الملهمة ضمن البرنامج الثقافي لفعاليات مهرجان مسقط 2016؛ حيث أقيمت ليلة ثقافية ملهمة "دربك خضر 2"، بالتعاون مع مؤسسة رؤية الشباب، وذلك على مسرح المدينة في حديقة القرم الطبيعية.

وهدفت الفعالية إلى إلهام الشباب العُماني في مختلف المجالات عبر الشخصيات المشاركة، والتي استعرضت تجاربها الملهمة في مسيرتهم المهنية والحياتية وما حققوه من سلسلة من النجاحات في مشوار حياتهم، واستطاعوا أن يخطوا مسارات متميزة كتبوا خلال إنجازات متجددة.

وكانت البداية مع المصور الضوئي ماجد بن عبيد الريامي من السلطنة، والذي قدمته المصورة الضوئية هاجر الصبحية. واستعرض الريامي بداياته في تصوير العائلة خلال الرحلات، قائلا إن بدايته في التصوير كانت موفقة عبر أدوات بسيطة وكاميرا احترافية مستعملة، ورغم توقفه عن التصوير لفترة إلا أنه واصل العمل دون كلل. وأضاف أن هواية التصوير مكلفة، لكنه كان يحرص على حضور ورش العمل والمحاضرات، ما ساهم في تطور مهارتي بالتصوير، وفي عام 2012 حصل على أول لقب في مجال التصوير وكذلك الفوز بلقب الفياب في العام نفسه. وتابع أنه في عام 2013 حقق ما وصفها بـ"انتعاشة فوتوغرافية" له، مشيرا إلى أنه تعرض في الوقت نفسه لمرحلة إحباط لكنه تجاوزها بحصوله على جوائز؛ منها المركز الأول في مهرجان الشارقة وصورة "الحوطة" وهي أكثر الصور التي عرفتني للعالم، ولازالت تنافس في مسابقات عالمية. وبين الريامي أن هناك تحديات كثيرة في مجال التصوير الفوتوغرافي، ويتعين على المصور تجاوزها بالممارسة والمشاركة في المسابقات المحلية والدولية.

وبعد ذلك، تحدثت سعاد بشناق وهي مؤلفة موسيقية من الأردن، وقدمت فقرتها العازفة مريم الكعبية. وأشارت بشناق إلى تجربتها مع الموسيقى، قائلة: "كنت اسمع فيفالدي في السيارة وأنا عائدة من المدرسة مع والدي وتدرجت فيما بعد وتخصصت أكثر في الموسيقى". وأضافت: "ليست الصدفة هي من تجعل الإنسان مميزا، لكن الشغف والسعي وراء تحقيق الأحلام هو ما يفعل ذلك، فقد تطورت أذني الموسيقية من كثرة الاستماع، كما أنّ تهديد أمي بكسر البيانو هو ما دفعني للعودة لدروس البيانو". ومضت تقول: "كتبت الموسيقى التصويرية لفيلم "المنعطف" وأفتخر بهذا العمل وظهوره العالمي، كما حصلت على منحة لدارسة الموسيقى في كندا، وهو ما ساعدني في تعزيز قدرات التعامل مع الآخرين في نفس المهنة، من خلال التعاون والاستفادة وتبادل المعرفة الموسيقية، وينبغي هنا أن أؤكد أن الموسيقى تعني نشر الثقافة، وحضارتنا غنية موسيقيا". وبعدما أنهت بشناق كلمتها، استمع الحضور لأنغام موسيقية للمؤلفة.

فيما قدمت الكاتبة أمل السعيدية الضيف الثالث في الأمسية، وهو الكاتب الكويتي عبدالوهاب الحمادي من دولة الكويت، والذي تحدث عن بداياته مع الكتابة قائلا: "في السنة الرابعة لي كانت البداية من خلال القراءة، وقد تحمل أهلي أموالا كثيرة لشراء الكتب، ومن ثم بدأت التأليف من خلال الخيال وافتراض أحداث مصطنعة من أفكاري". وأوضح أن رواية "دروب أندلسية" هي محاولة للتعريف بالحضارة العربية في إسبانيا وقد حققت مبيعات جيدة، مشيرا إلى أن رواية "الطير الأبابيل" أيضا حققت انتشارا واسعا في منطقة الخليج، فيما تم منع رواية "لا تقصص رؤياك" في الكويت، لكنها استطاعت أن تدخل القائمة الطويلة للجائزة الدولية للرواية العربية "البوكر". وأوضح الحمادي أنه قرأ العديد من الكتب والروايات العالمية، ويرى أن الإنسان عندما يتوقف عن القراءة يتوقف عن الحياة، فالقراءة حياة.

إلى ذلك، تحدث المخرج أيمن جمال الذي قدمه صانع الأفلام سلطان القمشوعي عن عمله في مجال الإخراج؛ حيث أمضى أكثر من 8 سنوات في العمل على فيلم "بلال"، وقال إن فكرة "بلال" حفزها ابني وهو يرتدي زي "سوبرمان". وأوضح أنه تعلم فنون التسويق في الولايات المتحدة، وكانت بداياته في النجاح من خلال التسويق لفيلم "بلال"، مشيرا إلى أنه أبدى إعجابا بقصة "بلال"، بفضل طبيعتها الدرامية التي تناسب التوجه العالمي في مجال السينما.

فيما كان مسك الختام مع الإعلامي المصري الدكتور يسري فودة، وقد قدمه الإعلامي سالم العمري. وعن مسيرته المهنية في مجال الإعلام، قال فودة إنه منذ نعومة أظافره امتلك أحلاماً لا حدود لها، وثابر لتحقيق تطلعات مُتعددة، وقد تخرج في كلية الإعلام وتخصص في الصحافة التلفزيونية، وبدأ العمل في التلفزيون المصري ومن ثم هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، حتى انتقل إلى قناة الجزيرة التي قدم على شاشتها برنامج "سري للغاية"، والذي أسس من خلاله لعلم "الصحافة الاستقصائية" في الإعلام العربي. وأوضح فودة أن البرنامج بدأ بميزانية "صفر"، لكنه حقق نجاحا واسعا. وأشار فودة إلى أن الوسام الحقيقي الذي ناله هو عندما بدأ ملامسة حياة الناس والاقتراب منهم.

تعليق عبر الفيس بوك