كيتا "سليل أباطرة مالي" يسافر عبر الإيقاعات الإفريقية بدار الأوبرا السلطانية.. الخميس المقبل

مسقط - الرؤية

يحيي الفنان الشهير سالف كيتا، المعروف بلقب (صوت إفريقيا الذهبي)، حفلا فنيًا بدار الأوبرا السلطانية مسقط مساء يوم الخميس المقبل. وسيقدم سالف كيتا مزيجا من الموسيقى والأغاني التي تستلهم التراث الإفريقي، لاسيما الموروث الذي قام بتطويره لموطنه الأصلي (مالي)، مع معزوفات أخرى من أحدث إصداراته الفنية.

يعتبر سالف كيتا سليلا مباشرا لمؤسس إمبراطوريّة مالي، سوندياتا كيتا. ولد سالف كيتا أمهق اللون، وهو أمر اهتم به لاحقا للتوعية بوضع البشرة الخاص للأشخاص ذوي اللون الأمهق، وهو تغير في الخلايا الصبغية للبشرة يجعل الشخص يبدو شديد البياض لدرجة مميزة. اُعتبِر سالف كيتا في البداية طفلا مشؤوما في عائلته بسبب لونه، لكنْ سرعان ما مكنته موهبته الموسيقية الفذة من أن يكون مدعاة فخر لا لعائلته وحدها فحسب، ولكن لوطنه مالي وللقارة الإفريقية كاملة.

سالف كيتا مؤلف كلمات أغان ومغن وملحن، ومطور للموروث الموسيقي الأفريقي. يقف كيتا في نفس الصف مع كبار فناني إفريقيا المشهورين عالميا مثل (يوسو ندور) و (مريم ماكِبا). قدم سالف كيتا على مدار مشواره الفني موسيقى مبتكرة مستمدة من تقاليد موسيقى الجاز الأفريقي. بالفعل يستحق سالف كيتا أن يوصف بأنه "صوت إفريقيا الذهبي"، فهو يقدم موسيقى أفريقية بتأثيرات ساحرة مبتكرة. انطلق مشوار سالف في السبعينيات مع فرقة "السفراء"، التي ساعدته ليحصل على الشهرة العالمية. وفي عام 1984، انتقل إلى باريس ليقدم أعماله إلى قطاع عريض من الجماهير باقتحام الساحة الغربية. صدر ألبومه المنفرد "سورو" في عام 1987 وكان بداية رحلة متواصلة مستمرة من تسجيل الألبومات.

غنى سالف كيتا للرئيس نيلسون مانديللا في عيد ميلاده السبعين عام 1988، وذلك في إطار مساعي تحرير مانديلا من سجنه. ومعروف عن كيتا أنه أحد النشطاء في حملات التوعية بمرض الأيدز في إفريقيا، وهذا الجهد ونظراؤه هو ما جعله ينال عام 2004 لقب سفير الأمم المتحدة للموسيقى والرياضة، وهو منصب شرفي شجع كيتا ليعزز من جهوده للتوعية ضد مرض الملاريا، وكذلك لإصدار ألبومات تخصص مسألة اللون الأمهق للبشرة. ألبومه المسمى (المختلف) موجه حول قضية الاشخاص المُهق، وأيضا لكل فئات المجتمع (المختلفة). يحوي الألبوم أغنية اشتهر منها سطر يقول: "فلنترك كل شخص ينال الحب والكرامة، سيكون العالم رائعا"، وقد نالت هذه الأغنية جائزة مجال (أفضل موسيقى العالم) عام 2010م.

ويعد ألبوم "مقتطفات" (2011) وألبوم "قصة" (2012) أحدث تسجيلات سالف الناجحة هي يجمع سالف كيتا في موسيقاه بين الموسيقى الأفريقية التقليدية المطورة، مع مزيج من الجاز الأفريقي، وفي أغانٍ أخرى توجد تأثيرات أوروبية وأمريكية، كما أن الآلة الأكثر استخداما في أغانيه هي الساكسفون والترومبيت، وبعض أغانيه الأفريقية أدخل عليها مؤثرات موسيقية عصرية، هذه المؤثرات تتداخل فيها آلات موسيقية غربية وإيقاعات شبه لاتينية تتراوح أطيافها حول السامبا والرومبا.

تعليق عبر الفيس بوك