"أوبك" تتوقع عودة التوازن لأسعار النفط في 2016.. وإيران تزيد إنتاج الخام 500 ألف برميل يوميا

الإمارات تعتبر أي ضخ جديد "إضرارا" بالسوق

عواصم - الوكالات

توقعت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أمس الإثنين أن تسجل إمدادات معروض النفط من الدول غير الأعضاء بها هبوطا أكبر من المتوقع هذا العام جراء انهيار أسعار الخام بما سيعزز الطلب على نفط المنظمة.

وقالت أوبك في تقرير إن إمدادات المعروض من خارجها ستنخفض بواقع 660 ألف برميل يوميا في 2016 بقيادة الولايات المتحدة. وتوقعت المنظمة الشهر الماضي انخفاض المعروض من خارجها بواقع 380 ألف برميل يوميا. وقالت أوبك "التحليلات تشير إلى أن السوق سيقودها المعروض في 2016. سيكون أيضا العام الذي سيشهد بداية عملية إعادة التوازن". وسيؤدي هبوط الإمدادات من خارج أوبك إلى تقلص التخمة في المعروض التي أدت إلى انهيار أسعار الخام إلى أقل من 28 دولارا للبرميل وهو أدنى مستوى لها منذ 2003. ومما ساهم في المزيد من الهبوط تحويل أوبك لاستراتيجيتها في 2014 نحو الدفاع عن الحصة السوقية بدلا من دعم الأسعار. وأدى هبوط الأسعار إلى بدء تباطؤ تطوير مصادر الإنتاج المرتفع التكلفة نسبيا مثل إنتاج النفط الصخري الأمريكي كما أجبر الشركات على تأجيل أو إلغاء مشروعات بمليارات الدولارات وهو ما وضع بعضا من الإمدادات المستقبلية على المحك. وإلى الآن تقول أوبك إنها ضخت كميات أقل في ديسمبر بما يقلص فائض المعروض في السوق. وقال التقرير نقلا عن مصادر ثانوية إن إنتاج المنظمة شاملا إندونيسيا بعد انضمامها لها من جديد انخفض بواقع 210 آلاف برميل يوميا إلى 32.18 مليون برميل يوميا في ديسمبر.

ويشير التقرير إلى فائض في المعروض قدره 530 ألف برميل يوميا هذا العام إذا واصلت المنظمة الإنتاج بمعدلات ديسمبر نزولا من 860 ألف برميل يوميا أشار إليها تقرير الشهر الماضي. وأبقت أوبك على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2016 دون تغير يذكر عند 1.26 مليون برميل يوميا انخفاضا من 1.54 مليون برميل يوميا العام الماضي.

غير أن تقرير أوبك لا يتحدث عن أثر الإمدادات الناتجة عن رفع العقوبات الغربية عن إيران التي قالت إنها ستزيد إنتاجها بواقع 500 ألف برميل يوميا بما سيسد معظم الفراغ الذي ستتركه الدول غير الأعضاء في أوبك.

وقال نائب وزير النفط ركن الدين جوادي أمس الإثنين إن طهران أصدرت أمرا بزيادة إنتاج النفط الخام بواقع 500 ألف برميل يوميا لتطبق بذلك سياستها المتمثلة في تعزيز الإنتاج عقب رفع العقوبات عنها، وفقا لما نقله موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت "شانا" عن جوادي. وهبطت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها منذ 2003 في الوقت الذي تستعد فيه السوق لزيادة الصادرات الإيرانية لكنّها عاودت الارتفاع في وقت لاحق. وبلغ سعر خام القياس العالمي مزيج برنت نحو 29.50 دولار للبرميل. ونقل موقع شانا عن جوادي قوله "بإمكان إيران زيادة إنتاجها من النفط بواقع 500 ألف برميل يوميًا بعد رفع العقوبات. وقد صدر اليوم أمر بزيادة الإنتاج".

فيما قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي إن ضخ أي كميات إضافية من النفط سوف "يضر السوق" في إشارة إلى إيران. وفي أول تعليق من دولة خليجية عضو في منظمة أوبك بخصوص إيران منذ رفع معظم العقوبات عن طهران قال المزروعي إن أي إنتاج جديد يدخل السوق سيؤدي إلى تأخر استعادة توازنها. وقال للصحفيين على هامش مؤتمر في أبوظبي "هل إيران لديها الحق في فعل ذلك؟ نعم بالطبع.. فهي عضو في أوبك ولها الحق... لكن هل سيكون ذلك مفيدا للموقف؟.. لا". وتابع "لدينا تخمة في المعروض ومن سيضخ مزيدا من الإمدادات فإن ذلك سيزيد الوضح الحالي سوءا".

وفي السياق، أظهرت بيانات رسمية أن صادرات النفط الخام السعودية ارتفعت إلى 7.719 مليون برميل يوميا في نوفمبر من 7.364 مليون برميل يوميا في أكتوبر. وتقدم الرياض وأعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بيانات الصادرات الشهرية إلى مبادرة البيانات المشتركة (جودي) التي تنشر تلك البيانات على موقعها الإلكتروني.

تعليق عبر الفيس بوك