المجلس الشعبي بحديقة النسيم .. عودة لزمن الماضي الجميل بذكريات خالدة

مسقط - سعيد الهنداسي

تصوير/ عيسى الرئيسي

تتميز حديقة النسيم العامة بالعديد من الفعاليات الفريدة، ويأتي المجلس الشعبي واحدًا من هذه الفعاليات التي تعيد الزائر إلى مرحلة من الماضي الجميل، بكل تفاصيله الرائعة وذكرياته الخالدة التي تعكس دفء المشاعر وقوة التماسك الوطني والشعبي.

ويتجمع عدد من الرجال في هذا المجلس، ومن هؤلاء سعيد بن مبارك السعدي من وادي بني خالد الذي حضر إلى هذا المجلس الشعبي، وبدأ يلقي على الحضور مجموعة من قصائد فن الميدان المعروف في أغلب محافظات السلطنة. وبسؤاله عن عبق هذا المجلس وذكرياته مع هذه المجالس الشعبية، أجاب قائلا: "تبقى المجالس بالنسبة لنا المكان المميز في كل بيت والذي من خلاله نستقبل الضيوف وتدور المحاورات الشعرية، بل يتعداه إلى أن يكون بمثابة المحكمة التي من خلالها نستمع إلى قضايا الناس ونتناقل أخبارهم". وعن دور المجلس في تربية النشء، يضيف السعدي أن: "من هذه المجالس التي كنا نحضرها ونحن صغار مع أبائنا وأجدادنا تعلمنا أصول التربية والحوار وآداب الحديث وإكرام الضيف وحسن الاستقبال ومعرفة أخبار القادمين إلينا". ويختتم السعدي حواره بقوله هذه دعوة منّا للشباب الآن في بداية حياتهم أن يتعلموا كل ما يفيدهم عن دور المجالس في التربية.

وبالقرب من الوالد سعيد السعدي يجلس شاب في مقتبل العمر وهو إسحاق السيفي القادم من وادي بني خالد أيضاً، وهو صاحب هذا المجلس، وسيكون متواجدا طيلة أيام المهرجان. وبسؤاله عن أهمية إقامة هكذا مجالس، رد بالقول: "بالنسبة لي هذا المجلس سيكون طيلة أيام المهرجان نستقبل فيه زوار المهرجان بشكل يومي، ونقدم فيه القهوة العمانية الأصيلة والتمر، ومن خلاله نُعرّف الزوار بالمجالس الشعبية القديمة". ويشاركه في هذا المجلس جمال السيفي المعروف بـ"اليتيم" ويقول إن هذه المجالس باتت أكثر أهمية عن ذي قبل، لأنها أصبحت المكان الذي يجمع الأصدقاء والأهل والأقارب، وإن قلت نوعا ما لطبيعة ووتيرة الحياة السريعة، لكن الآن يبدو المجتمع في أمس الحاجة إليها. وحول أنواع الفنون التي يجيدها، قال السيفي إنه يجيد فنون الميدان والتشحشح والرزحة وبن عبادي والقصافي، وقد طرح مجموعة من الإصدارات لهذه الفنون، وعن رسالته لأقرانه الشباب، قال السيفي: "أتمنى من الشباب التمسك بالموروث لأنه كنز ثمين وتاريخ تليد، وإذا لم يتم المحافظة سنفقده".

وأعرب محمد السلطي من الحاضرين في المجلس، عن إعجابه بروعة المكان، إذ يحمل عبق الماضي الجميل في بساطته ويمثل ساحة للاستماع إلى الأحاديث التي تحمل العبر والحكم.

وأما عبد الله المعمري الذي حضر المجلس وأبدى إعجابا بالحوارات والأحاديث المتداولة فيه، فقد قال إنّ المجالس تتميز بمكانة خاصة في عمان، حيث يجتمع فيها الكبير والصغير، في تمازج فريد، كما أنها تعكس جانبًا من هوية الوطن والتاريخ العماني الضارب في القدم.

تعليق عبر الفيس بوك