محاضرات توعوية وحملات لاستزراع أشجار القرم احتفالا بيوم البيئة العماني 2016

تحت شعار "بيئتنا وطن.. فحافظوا عليها"

مسقط - الرؤية

نظّمت وزارة البيئة والشؤون المناخية خلال اليومين الماضيين محاضرات توعوية ومسابقات بيئية للأطفال وحملة لتنظيف واستزراع أشجار القرم بمحميّة القرم الطبيعية، في إطار احتفالات السلطنة بيوم البيئة العماني تحت شعار "بيئتنا وطن.. فحافظوا عليها".

وتضمّنت الفعاليات محاضرة عن مشروع استزراع أشجار القرم، وجولة ميدانية داخل المشتل والتعرّف على محميّة القرم الطبيعية والكائنات البحريّة التي تعيش فيها. وأقيمت حملة لتنظيف شواطئ المحميّة وإزالة الأعشاب الدخيلة على بيئة أشجار القرم، إضافة إلى إجراء المسابقات البيئية للأطفال، وإطلاق حملة لاستزراع 1200 شتلة حديثة من أشجار القرم في المحميّة.

وتحرص الوزارة على مشاركة مختلف أفراد المجتمع من خلال إقامة الفعاليات والبرامج التعليمية والتوعوية، وحملات تنظيف واستزراع أشجار القرم، في إطار الجهود الاستراتيجية التي تبذلها الوزارة للمحافظة على الحياة الفطريّة في البيئة البحرية وتعزيزها، من خلال تهيئة مواقع البيئة البحرية وتنويعها، وخلق مناخ ملائم للحياة الفطرية بين جنباتها، ونشر الوعي البيئي بين أوساط المجتمع والتعريف بأهميّة الحفاظ على البيئة، وتحقيق مشاركة القطاعات المجتمعيّة في نشر ثقافة الحفاظ على بيئة عُمان نظيفة وتشجيع روح المبادرة وتنمية قيم الوعي البيئي في الحفاظ على البيئة البحرية، مع ضرورة إقامة الحملات التوعوية والتشجيعية بصورة منتظمة ودورية، وكذلك مشاركة الطلاب بالمراحل التعليمية المختلفة في مثل هذه الفعاليات ليكون هنالك ربط لهم ببيئاتهم وكيفية المحافظة عليها.

وقامت الوزارة بدور كبير في زراعة أشجار القرم في بيئات السلطنة، التي تعد من أهم البيئات الساحلية التي تساهم في إيجاد بيئة خصبة جاذبة ليرقات وصغار الكثير من الأسماك والأحياء البحرية الأخرى، وتعتبر البيئة الساحلية الغنية بأشجار القرم من أنسب المناطق لتكاثر وحضانة أنواع الأسماك والروبيان والقشريات الأخرى وأنواع الحياة البحرية المختلفة. وتساهم أشجار القرم وبشكل كبير في حماية المناطق الساحلية من أثر التعرية بفعل الأمواج والأعاصير وحركة المد والجزر القوية، وتزوّد أشجار القرم المياه المحيطة بها بكمية كبيرة من المواد العضوية التي تساعد في إثراء البيئة المائية حولها، وزيادة الغذاء لأنواع الحياة البحرية من خلال تساقط أوراق تلك الأشجار في البيئة المائية وتحللها.

وتقدم المناطق الرطبة خدمات بيئية أساسية، فهي عبارة عن معدل للنظام الهيدرولوجي، ومصدر للتنوع البيولوجي، وتعتبر المناطق الرطبة عبارة عن نوافذ مفتوحة على التفاعلات التي تحدث بين التنوع الثقافي والتنوع البيولوجي، وتعتبر مصدراً اقتصاديا وعلميًا، أمّا تناقصها أو اختفاؤها التدريجي، فإنّه يشكل اعتداء صارخا على البيئة، تكون أضراره في بعض الأحيان غير قابلة للتصليح. كما تحظى الأراضي الرطبة بأهميّة بيئية فقد أولت السلطنة أهميّة خاصة بها حيث تم تصنيف معظم مواقع الأراضي الرطبة مواقع محمية مقترحة تم الإعلان عن عدد منها كمواقع محمية بحكم القانون حيث تمّ الإعلان عن عدد تسعة أخوار إضافة إلى محمية جزر الديمانيات الطبيعية ومحمية السلاحف برأس الحد ومحمية القرم الطبيعية، ومحمية الأراضي الرطبة بالوسطى، وتدرس الوزارة حالياً الإعلان عن عدد من المحميات الطبيعية.

ومنذ عام 2001م تسعى وزارة البيئة والشؤون المناخية إلى إعادة بعض المواقع المتدهورة وتأهيل مواقع جديدة من خلال تنفيذ مشروع استزراع أشجار القرم وتأهيل الأخوار حيث تمّ استزراع ما يزيد على 622 ألف شتلة قرم موزعة على مختلف محافظات السلطنة، وذلك منذ بداية المشروع وحتى اليوم، كما تسعى الوزارة إلى تحقيق رؤيتها باستزراع مليون شجرة قرم في مختلف المواقع البحرية والأخوار والأراضي الرطبة بمختلف محافظات السلطنة، إضافة إلى إجراء البحوث والدراسات وتطبيق التشريعات والقوانين الصادرة في هذا الشأن.

وساهم النهج الذي انتهجته السلطنة في مجال التخطيط البيئي في بقاء الموارد الطبيعية بشكل عام والأراضي الرطبة بشكل خاص على طبيعتها ولم تتأثر بمقومات التنمية الشاملة بمختلف أوجهها، كما تحرص السلطنة على مشاركة دول العالم في الجهود الرامية إلى حماية البيئة من خلال عضويتها في مختلف المنظمات الإقليمية والدولية وكذلك توقيعها لمعظم الاتفاقيات المعنية بحماية البيئة والموارد الطبيعية. وتوفر الأراضي الرطبة خدمات هامة للمجتمعات البشرية، بما فيها توفير المياه والتحكم بالفيضانات والموارد الغذائية وتوفير المياه النظيفة والأدوية.

تعليق عبر الفيس بوك