سوريا: غارة جوية تقتل 39 في إدلب.. والمساعدات تصل المناطق المحاصرة غدًا

بيروت - رويترز

ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ غارة جوية قتلت 39 شخصًا على الأقل في بلدة سورية تسيطر عليها المعارضة المسلحة في شمال غرب البلاد أمس، حين أصابت مبنى محكمة وسجنا مجاورا. وقال المرصد إن الغارة على بلدة معرة النعمان في محافظة إدلب خلفت أيضا عددا كبيرا من المصابين بينهم كثيرون في حالة خطيرة.

وفي سياق متصل، قال مصدران مطلعان إن مساعدات إغاثة ستسلم لبلدة مضايا السورية المحاصرة ولقريتين محاصرتين أيضا في شمال غرب البلاد يوم الإثنين بمقتضى اتفاق تم أمس.

وقالت الأمم المتحدة يوم الخميس الماضي إنّ الحكومة السورية وافقت على السماح بدخول مساعدات للبلدة القريبة من الحدود اللبنانية حيث تشير تقارير إلى أن بعض السكان يموتون جوعًا. ولم تقل الأمم المتحدة متى حدث ذلك. وقال مصدر مطلع على المفاوضات إنه سيسمح بدخول المساعدات للبلدات الثلاث صباح الإثنين. وأكد مصدر موال للحكومة السورية تلك التفاصيل.

وتحاصر القوات الحكومية السورية مضايا بينما تطوق فصائل معارضة للحكومة قريتي الفوعة وكفريا الواقعتين في محافظة إدلب.

وعلى مستوى القتال، قال مسؤول أمريكي كبير أمس إنّ ثلث الضربات الجوية الروسية فقط في سوريا هي التي تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية وإن هجماتها غير الدقيقة تجبر السكان على الفرار مما يفاقم أزمة اللاجئين في أوروبا.

وأضاف المسؤول للصحفيين في بروكسل أن نحو 70 في المئة من جملة خمسة آلاف ضربة جوية نفذتها روسيا منذ بدء حملتها في سوريا في 30 سبتمبر استهدفت جماعات معارضة للرئيس بشار الأسد ولم تكن دعما لجهود التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

ويقول عمال إنقاذ وجماعات حقوقية إنّ القصف الروسي في سوريا قتل عشرات المدنيين في أسواق مزدحمة ومناطق سكنية. وتنفي روسيا ذلك.

وحين بدأ الكرملين ضرباته الجوية قال إنه يريد مساعدة الأسد حليفه الرئيسي في الشرق الأوسط وهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية وغيره من التنظيمات المتشددة. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "لسنا مقتنعين بنوايا الروس." وأضاف "لفترة كانت هجمات قليلة جدا تستهدف داعش وبعد الكثير من الإدانات العلنية وجهوا عددا من الضربات إلى داعش."

وذكر المسؤول الأمريكي أن روسيا تستخدم عددا من الذخائر دقيقة التوجيه أقل مما تستخدمه الولايات المتحدة وحلفاؤها. ومضى يقول "الضربات الروسية غير الدقيقة تثير قلقي بشدة لأنني أعتقد أن هناك علاقة غير مباشرة لهذا بتدفق اللاجئين." وأضاف "لا يقتصر الأمر على الضغط الذي يقع على حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وإنما التكلفة الإنسانية أيضا."

وقالت منظمة العفو الدولية الشهر الماضي إن موسكو تنتهك القانون الإنساني. وتقدر المنظمة أن ما لا يقل عن 200 مدني قتلوا في ضربات جوية روسية بين 30 سبتمبر و29 نوفمبر وهو ما تنفيه روسيا.

ونفت وزارة الدفاع الروسية مرارًا استهداف المدنيين قائلة إنها تتوخى الحذر الشديد تفاديا لقصف مناطق سكنية. وأجبرت الحرب السورية التي بدأت في 2011 نحو 4.4 مليون سوري على اللجوء لدول الجوار التي ينطلق كثيرون منها في محاولة للوصول إلى أوروبا.

تعليق عبر الفيس بوك