المولد النبوي الشريف.. مولد أمة بل مولد عالم

مُحمَّد الرَّواحي *

لقد جرت عادة الكثير من الناس الاحتفال بمولد سيد البشر خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- ولكن؛ لنطرح السؤال الآتي: هل الاحتفال بمولده -صلى الله عليه وسلم- يكون بالصورة التي عليها الناس في هذه الأيام؛ فيجتمع الناس بقراءة سيرته عليه الصلاة والسلام أو ماشابه ذلك؛ بينما الناظر في واقع حياة الكثير من الناس يجد أن سيرته -صلى الله عليه وسلم- غير ماثلة لديهم، وشرعه غير مطبق على النحو الذي أمر به؟

لا؛ لا يمكن أن يكون هذا هو الاحتفال المطلوب؛ بل لا يمكن أن يكون هذا هو الاحتفال المفروض.

إننا إذا نظرنا لما يحصل في هذا العالم؛ نجد أن أناسا يحتفلون بما تحقق من إنجازات في عهد شخصية من الشخصيات العالمية؛ وذلك من خلال النظر فيما تم تطبيق ما أمر به ووافق عليه من أمور؛ فهل واقع المسلمين اليوم موافق لما جاء به سيدنا ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- من هدي وتشريع وأحكام؟

... إنَّ المولد النبوي الشريف مولد أمة؛ بل مولد عالم بأسره؛ لو لم يولد النبي -صلى الله عليه وسلم- لما كانت أمة، ولما كان عالم... الله أكبر.

فالنبي -صلى الله عليه وسلم- بُعث رحمة للعالمين؛ قال الله سبحانه وتعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" (الأنبياء:107)؛ من هنا نعلم أن ولادته -صلى الله عليه وسلم- ولادة أمة، وولادة عالم؛ لو لم يبعث سيدنا ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- لكان الخلق في نار لا يُطفأ لهيبها، ولا يهدأ سعيرها؛ قال الله تبارك وتعالى: "وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها" (آل عمران:103)؛ ألم ينقذنا الله سبحانه وتعالى من النار بظهور سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم؟ بلى؛ بدليل هذه الآية الكريمة.

لهذا الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليس فقط بقراءة سيرته الشريفة؛ لا؛ إنما على الأمة بل على العالم أجمع أن يحتفل بمولده -صلى الله عليه وسلم- بتطبيق ما جاء به -عليه الصلاة والسلام- من خير ورشاد؛ المتمثل بكتاب الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم، وسنته الشريفة؛ هكذا يكون الاحتفال وإلا فلا؛ عند ذلك سيتحقق للخلق بل للعالم أجمع الأمان والطمأنينة، والرخاء والسعادة.

* باحث شؤون إسلامية

تعليق عبر الفيس بوك