الأمين العام لـ"أوبك" يتوقع ارتفاع أسعار النفط خلال عام مع استمرار الإنتاج الحالي

نيودلهي - رويترز

قال عبدالله البدري الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، أمس، إنَّ تدني أسعار النفط العالمية التي وصلت إلى أقل مستوى لها في سبعة أعوام، وإنها قد تتحوَّل للصعود خلال عام؛ إذ إنَّ دورة انخفاض الأسعار تؤدي إلى تقليص إنتاج بعض الدول.

وتراجعتْ أسعار النفط حوالي الثلثين منذ منتصف 2014، واقترب خام القياس العالمي مزيج برنت من أدنى مستوياته منذ 2004 أمس الأول ليزيد قليلا عن 36 دولارا للبرميل. لكن معظم المحللين لا يتوقعون أن تعود أسعار النفط إلى مئة دولار حتى عام 2017 أو بعد ذلك؛ لأن المنتجين سيواصلون ضخ كميات من الخام تزيد عن حجم الاستهلاك. وقال البدري خلال أول حوار بين أوبك والهند في مجال الطاقة بنيودلهي: "أعمل في مجال النفط طوال حياتي وشهدت ست دورات... شهدت أسعارا مرتفعة للغاية وأسعارا منخفضة وهذه إحداها. لن يستمر ذلك". وأضاف "سيتغير هذا في غضون أشهر قليلة أو عام أو نحو ذلك". وذكر البدري أن أوبك لا تستهدف سعرا معينا لكنها تتطلع إلى سعر عادل بحيث "يمكن للدول الأعضاء تحقيق دخل مناسب ويمكننا الاستثمار من أجل (توفير) المزيد من الإمدادات للمستهلكين". وينتج العالم بالفعل ما يصل إلى مليوني برميل يوميا فوق ما يستهلكه إذ تضخ أوبك كميات قريبة من مستويات قياسية في محاولة لإزاحة منتجين ذوي تكلفة أعلى من السوق مثل شركات إنتاج النفط الصخري الأمريكي. ويبدو أن إستراتيجية المنظمة تؤتي ثمارها إلى حد ما. وتقول وكالة الطاقة الدولية إن نمو المعروض السنوي من خارج أوبك انكمش إلى ما دون 300 ألف برميل يوميا في نوفمبر تشرين الثاني من 2.2 مليون برميل يوميا في بداية العام. وقال البدري إن إنتاج النفط قد ينخفض في العامين إلى الثلاثة المقبلة في ظل نزول الأسعار الذي أدى إلى تقليص الاستثمارات بما قيمته 130 مليار دولار هذا العام مضيفا أن إمدادات المعروض من خارج أوبك تتجه للانخفاض بنحو 400 ألف برميل يوميا في العام المقبل.

وتصر أوبك على الاستمرار في ضخ كميات كبيرة من النفط رغم الضغوط المالية التي لم تلفت منها حتى السعودية التي تقود سياسة المنظمة وهو ما يثير قلق الأعضاء الأقل نفوذا في أوبك الذين يخشون أن تهبط الأسعار صوب 20 دولارا للبرميل. غير أن البدري قال إنه حتى وإن بدأت الحكومة الأمريكية في السماح بزيادة صادرات الخام فإن الأسعار لن تشهد مزيدا من التراجع وإن أوبك يمكنها مواصلة الإنتاج بالمستويات الحالية.

تعليق عبر الفيس بوك