"الشورى"يناقش مشروعي "الخمسية التاسعة"وميزانية 2016"..والمداولات تركز على توفير فرص العمل والتدريب والتنويع الاقتصادي

المجلـس يناقش ثلاثة وزراء حول المشروعين

مسقط - الرؤية

عقد مجلس الشورى صباح أمس الإثنين جلسته الاعتيادية الثالثة لدور الانعقاد السنوي الأول (2015 - 2016م) للفترة الثامنة للمجلس (2015/2019م) برئاسة سعادة الشيـخ خالد بن هلال بن ناصر المعولي رئيس المجلس وبحضور أصحاب السعادة أعضاء المجلس وسعادة الشيخ علي بن ناصر المحروقي الأمين العام للمجلس.حيث استضاف المجلس معالي درويش بن إسماعيل البلوشي الوزير المسؤول عن الشؤون المالية نائب رئيس مجلس الشؤون المالية وموارد الطاقة، ومعالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة نائب رئيس المجلس الأعلى للتخطيط، ومعالي سلطان بن سالم الحبسي الأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط وذلك لمناقشتهم في مشروع خطة التنمية الخمسية التاسعة (2016-2020م) ومشروع الميزانية العامة للدولة للعام المالي 2016م.

وقد بدأت الجلسة بكلمة سعادة الشيخ خالد بن هلال المعولي رئيس المجلس التي رحب فيها بأصحاب المعالي الوزراء وأعلن عن افتتاح أعمال الجلسة الاعتيادية الثالثة لدور الانعقاد السنوي الأول من الفترة الثامنة، حيث أشار سعادته إلى أنّ هذه الجلسة هي لتبادل الرأي حول مشروع خطة التنمية الخمسية التاسعة (2016-2020م) ومرتكزاتها وأهدافها الأساسية الاجتماعية منها والاقتصادية، ومعايير أولويات المشروعات التنموية، ومجمل التطورات الاقتصادية العالمية وأداء الاقتصاد الوطني وتقديرات أسعار النفط في ظل ما يشهده العالم من تراجع حاد في الأسواق العالمية، وتأثيرات ذلك على أداء الاقتصاد الوطني باعتبار أنّها الخطة التنموية الخمسية الأخيرة في الرؤية المستقبلية عمان (2020). مما يتطلب انتهاج سياسة توازن مالي يجنب الاقتصاد الوطني اضطرابات الاقتصاد العالمي، ما يؤهله للمحافظة على إنجازاته التنموية واستدامتها، وعدم تأثره بتلك الاضطرابات، وتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية التي تستهدفها الحكومة.

وقال إنّ المناقشات ستتطرق إلى مشروع الميزانية العامة للدولة للعام المالي المقبل وما تتضمنه من الموازنات الإنمائية والجارية وتقديرات الإنفاق ومعدلات النمو الاقتصادي والمركز المالي للحكومة وسياستها المالية والنقدية وحجم الادخار مقابل معدلات الاستثمار ومعدلات الإنتاج السنوي للنفط وأسعاره المتوقعة وأيضًا حجم الإيرادات غير النفطية في ظل تنامي حجم الإنفاق الجاري والاستثماري.

بعدها، ألقى معالي الوزير المسؤول عن الشؤون المالية نائب رئيس مجلس الشؤون المالية وموارد الطاقة كلمة مقتضبة، ثمّ تمّ تقديم العرض المرئي الخاص بمشروعي الخطة الخمسية التاسعة والميزانية العامة للدولة الذي تناول العديد من الجوانب المتعلقة بأولويات ومرتكزات المشروعين، حيث تطرق العرض إلى جملة من الموضوعات منها النمو الاقتصادي، وتطورات قطاع النفط في الأسواق العالمية والتوقعات المستقبلية، وتقديرات الميزانية الحالية والمستقبلية.

المناقشات

بعد ذلك عرض أعضاء المجلس ملاحظاتهم واستفساراتهم حول جملة من الموضوعات التي تضمنها مشروعا الخطة الخمسية التاسعة والميزانية العامة للدولة، حيث ركزوا على الأولويات والمرتكزات لتوفير فرص عمل للقوى العاملة الوطنية، والاهتمام بتطوير قطاع التعليم والتدريب وبناء الكفاءات الوطنية والاهتمام بشريحة الشباب، وتعميق عمليات التنويع الاقتصادي، من خلال الاهتمام بوجه خاص بتطوير قطاع الصناعة والتعدين والأسماك والخدمات اللوجستية.

كذلك تمَّت مناقشة موضوع تحسين مستوى معيشة المواطنين وذلك بالعمل على رفع معدلات النمو للاقتصاد الوطني، وتعزيز قابلية الأوضاع المالية للاستدامة من خلال ترشيد وخفض الإنفاق العام وزيادة الإيرادات غير النفطية، إضافة إلى مناقشة الفرضيات التي بني عليها مشروع الميزانية العامة للدولة بما في ذلك السعر المفترض لبرميل النفط، وكيفية زيادة الإيرادات غير النفطية والسياسات المتعلقة بهذا الموضوع، وتداولت الجلسة كذلك موضوع السياسات والإجراءات المتعلقة بترشيد الإنفاق وتأثيرها على مستوى معيشة المواطنين، واستعرضت أيضًا العجز المتوقع خلال العام 2016م ووسائل تمويله.

مرئيات اللجنة الاقتصادية

من جانبه، أكد سعادة صالح بن سعيد مسن رئيس اللجنة الاقتصادية والمالية بالمجلس أنّ مشروعي الخطة الخمسية التاسعة والميزانية العامة للدولة يأتيان في ظروف صعبة للغاية بسبب تراجع أسعار النفط اعتبارًا من منتصف العام الماضي، حيث كانت الأسعار وقتها تفوق المائة دولار للبرميل بينما وصلت الآن لأقل من (40) دولارًا، مشيرًا إلى تأثير ذلك على الاقتصاد العماني كغيره من الاقتصادات المعتمدة على النفط كمصدر أساسي للدخل في منطقتنا وخارجها.

وأوضح أنّ اللجنة الاقتصادية والمالية الموسعة تولت دراسة المشروعين وفقاً لأحكام اللائحة الداخلية للمجلس وأعدت تقريريها حول المشروعين مبدية مرئياتها وتوصياتها حول السياسات والبرامج التي تضمنها مشروع الميزانية لمعالجة الوضع المالي الناجم عن هذا التراجع الكبير في الإيرادات النفطية، وذلك من خلال دراسة اللجنة لما شمله المشروع من سياسات وإجراءات لزيادة الإيرادات غير النفطية من ناحية وترشيد الإنفاق من الناحية الأخرى مراعية ألا تحدث هذه السياسات والإجراءات أية تأثيرات سلبية على معيشة المواطنين، وخصوصاً ذوي الدخول المحدودة منهم، وعلى مستوى الخدمات العامة المقدمة لهم من ناحية، وعلى المناخ الاستثماري وتنافسية الاقتصاد الوطني وقدرته على جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية التي نحن في أمس الحاجه إليها في ظل شح الموارد الحكومية من الناحية الأخرى.

كما أشار رئيس اللجنة في تصريحه إلى أنّ الأولوية على المدى القريب هي التركيز على المعالجة المالية لإبقاء العجز المالي في أقل الحدود الممكنة بما يمكن أيضًا من إبقاء الدين العام في الحدود المقبولة مع الحفاظ على أرصدة صندوق الاحتياطي العام للدولة قدر الإمكان، أما على المديين المتوسط والبعيد فلابد من العمل على دفع عملية التنويع الاقتصادي للتقليل من الاعتماد على النفط، موضحا بأن اللجنة الموسعة التي تضم رؤساء اللجان الدائمة وأعضاء اللجنة الاقتصادية تدارست المشاريع والسياسات والبرامج التي تضمنها مشروع الخطة لمختلف قطاعات الاقتصاد الوطني مبدية مرئياتها وملاحظاتها حول الافتراضات التي بني عليها مشروع الخطة وما احتوته من تقديرات حول الاستثمارات ومعدلات النمو الاقتصادي ومساهمات القطاعات المختلفة ونمو الإيرادات والإنفاق العام، والعجوزات المتوقعة خلال سنوات الخطة ومدى إمكانية تحقيق هذه المعدلات والتقديرات ومدى توفر البدائل والخيارات المناسبة في حال عدم تحقيق تلك الافتراضات وغيرها من الافتراضات والنتائج والمؤشرات الاقتصادية والمالية التي تضمنها المشروع.

واختتم تصريحه بالإشارة إلى أنّ الملاحظات والتوصيات التي تضمنها تقرير اللجنة حول المشروعين أخضعت لمناقشات مستفيضة من قبل أعضاء المجلس في جلسته الثانية من الفترة الحالية واستكمل النقاش في جلسة المجلس الثالثة مع أصحاب المعالي الوزراء المختصين بالشأن الاقتصادي والمالي.

تعليق عبر الفيس بوك