شركات النفط الكبرى ترى استمرار تراجع الأسعار لشهور.. ومسؤولون بـ"أوبك" يتوقعون تحسنا

إلغاء 80 مشروعا هذا العام بقيمة استثمارات 22 مليار دولار حول العالم

أبوظبي - رويترز

قال مسؤولون تنفيذيون بكبرى شركات النفط، أمس، إنهم يتوقعون استمرار تخمة المعروض من الخام وضغطها على أسعار النفط لشهور عديدة قادمة إن لم يكن لسنوات رغم التخفيضات الحادة في استثماراتها وإلغاء مشروعات في أنحاء العالم.

وعرض وجهة النظر هذه كبار مسؤولي إكسون موبيل وتوتال خلال مؤتمر في أبوظبي، بينما قال مسؤولون كبار في منظمة أوبك إنهم يتوقعون تحسن الأسعار في 2016. ويأتي اختلاف وجهات النظر في وقت تقلص فيه كبرى الشركات العاملة بالقطاع ميزانياتها واستثماراتها لتوفير الأموال في ظل تراجع سعر برميل النفط إلى ما دون 60 دولارا للبرميل. وقال باتريك بويان الرئيس التنفيذي لشركة توتال: "لست متأكدا من أننا سنتخلص من الأسعار المتدنية قبل أشهر كثيرة". وانخفضت أسعار النفط أكثر من النصف في 18 شهرا بسبب تخمة المعروض العالمي في ظل ازدهار إنتاج النفط الصخري بالولايات المتحدة وقرار منظمة أوبك عدم خفض الانتاج للحفاظ على حصتها السوقية.

وتابع رئيس توتال الفرنسية بأنه يعتقد أن شركات النفط الكبرى في وضع يؤهلها للنمو في خضم تراجع سعر النفط لكن عليها أن تتحلى بالصبر فيما يتعلق بالدمج والاستحواذ لأن القيم لم تتراجع بما يكفي بعد. وأبلغ باتريك بويان مؤتمرا صحفيا "أوصي بالصبر في الدمج والاستحواذ". يأتي ذلك بعد يوم من صعود أسهم أباتشي الأمريكية 13 بالمئة إثر تقارير بأنها رفضت عرض استحواذ من شركة ما. كانت بلومبرج نيوز أفادت أن أباتشي التي تعمل في مصر وبحر الشمال وتكساس قد رفضت عرض شراء وعينت مصرفيي استثمار من جولدمان ساكس لمساعدتها على التصدي للعرض الذي لم تفتح الباب أمامه.

وقال لامار ميكاي وجاك وليامز رئيسا التنقيب والانتاج في بي.بي وإكسون موبيل إن الأسعار المنخفضة ستستمر بعض الوقت. وقال مايكل تاونسند رئيس عمليات الشرق الأوسط في "بي.بي" إن المجموعة البريطانية ترى أن أسعار النفط ستتأرجح حول 60 دولارا للبرميل في الأعوام الثلاثة المقبلة. وقال ميكاي إن تخمة المعروض مستمرة حتى بعد قيام كبرى شركات النفط بتقليص استثماراتها 22 مليار دولار هذ العام وإلغاء نحو 80 مشروعا وهو ضعف عدد المشروعات الملغاة في 2014.

وفي المقابل، قال الأمين العام لأوبك عبد الله البدري إنه أسواق النفط ستشهد زخما ايجابيا في 2016، ودعا مجددا المنتجين المستقلين من خارج المنظمة إلى تقاسم العبء مع أوبك لكي ترتفع الأسعار من خلال خفض الإنتاج. وقال البدري خلال معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) في أبوظبي إنه التقى الدول غير الأعضاء في أوبك مرتين العام الماضي وهذا العام وقال لهم إنه يتعين على الجميع تحمل العبء بينما قالوا هم إن على أوبك أن تخفض الإنتاج.

وتعقد أوبك التي قررت في نوفمبر العام الماضي التركيز على الحفاظ على الحصة السوقية بدلا من دعم أسعار الخام اجتماع تحديد السياسات المقبل في مقرها في فيينا في الرابع من ديسمبر. ومن المتوقع على نطاق واسع أن تستمر أوبك في سياسة عدم خفض الإنتاج.

وقال تاونسند إنه يعتقد أن العراق وهو مصدر كبير للمعروض الإضافي خلال العامين الماضيين لن يزيد حصته في العام المقبل. وقال "من الصعب رؤية زيادة في الإنتاج العام المقبل بسبب هيكل العقود" في إشارة الى المحادثات الجارية حاليا مع الحكومة العراقية بشأن تقليص الاستثمارات العام المقبل لتقليل الالتزامات المالية على شركات النفط وتوفير المزيد من السيولة للميزانية العراقية.

تعليق عبر الفيس بوك