استئناف نشاط التخييم بجزر الديمانيات.. والمحمية تستقبل 5 آلاف زائر حتى أكتوبر الماضي

مسقط - الرُّؤية

أعلنتْ وزارة البيئة والشؤون المناخية عن فتح نشاط التخييم والنزول على محمية جزر الديمانيات الطبيعية أمام الزوار، بدءا من مطلع نوفمبر الجاري، بعد أن توقف النشاط لمدة 6 أشهر بدءا من شهر مايو الماضي، خلال موسم تكاثر الطيور والسلاحف البحرية، في ظل ارتفاع درجات الحرارة. ويقتصر السماح بالتخييم على جزيرتي الجبل الكبير والجون.

واستمرت المحمية في تنفيذ خطتها لاستقبال الزوار فقط بغرض الغوص وعدم الاقتراب من الجزر حماية للأحياء الفطرية خلال موسم تكاثرها، وكرست الوزارة جهودها في تطوير المرافق السياحية بالمحمية كإنشاء دورات المياه وتأهيل المحمية لاستقبال الزوار وتوفير مطويات تعريفية عن المحمية لتعزز العلاقة بين الجمهور والطبيعة وتعزز مسؤولياتهم تجاه حماية البيئة والمحافظة على الإرث الطبيعي، إضافة إلى تنفيذ بعض المشاريع الحيوية كإنشاء محطة لتحلية المياه ودراسة بعض المشاريع التنموية في المحمية كإنشاء مركز للزوار وإنشاء برج لمراقبة الطيور ومتابعتها.

وقال المهندس سليمان بن ناصر الأخزمي مدير عام صون الطبيعة: إنَّ عدد زوار محمية جزر الديمانيات الطبيعية بلغ حتى نهاية أكتوبر اكثر من 5000 زائر حسب إحصائيات الوزارة، وأشار إلى أن الهدف من تلك الزيارات هو التعرف على المعالم البيئية سواء كانت برية أو بحرية، وتعتبر محمية جزر الديمانيات الطبيعية من أوائل المحميات الطبيعية المعلنة في السلطنة كمحمية طبيعية وفقا للمرسوم السلطاني السامي رقم (23/1996)، وتعد المحمية مخزونا استراتيجيا للسلطنة فيما يخص الكائنات البحرية والطيور، حيث يتم حماية الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض والمحافظة على التوازن البيئي الطبيعي، وتعزيز التنمية المستدامة للأجيال القادمة.

وأشار مدير عام صون الطبيعة إلى أن فئات الزائرين للمحمية تختلف وتتعدد أعمارهم وجنسياتهم، وتصنف أنواع الزيارات ما بين الزيارات العلمية والبحثية والزيارات الترفيهية، وجميعها تلتقي في هدف مشترك يتمثل في التعرف على مناطق السلطنة ومعرفة مواردها الطبيعية، وتعد هذه الجزر مناطق حماية آمنة ذات أهمية وطنية وإقليمية، حيث تعشش فيها الطيور البحرية بكثافة عالية، كما تتفرد الجزر باحتوائها على المواقع الملائمة لتعشيش طيور العقاب النساري والصقر السخامي، بالإضافة إلى تواجد مجموعة كبيرة من سلاحف الشرفاف للتعشيش فيها، وتكثر فيها الشعاب المرجانية المتنوعة.

وأضاف الأخزمي بأنه تم استخراج العديد من التصاريح لجهات ومؤسسات علمية لأغراض بحثية نذكر منها جمع عينات إحيائية لرصد التنوع الإحيائي وتركيب أجهزة التتبع عبر الأقمار الصناعية للسلاحف البحرية، وأيضا مشروع دراسة الصقر السخامي بالمحمية. وهناك العديد من الأنشطة الترفيهية التي تمارس في محمية جزر الديمانيات الطبيعية نذكر منها على سبيل المثال الصيد الترفيهي والتخييم حسب الإرشادات المعلنة. الجدير بالذكر أن محمية جزر الديمانيات الطبيعية تحتل مساحة (203) كيلومتر مربع من البحر وقاع البحر وتشمل تسع جزر وكذلك تشمل الشعاب المرجانية والمياه الضحلة والتي تبعد بما يتراوح ما بين (16-18) كيلومتر من الشاطئ الممتد من ولايتي السيب إلى بركاء.

وعن أهداف إقامة محمية جزر الديمانيات الطبيعية، قال المهندس سليمان الأخزمي إن الهدف الحفاظ على المحمية في وضعها الطبيعي وتقييد الاستغلال المفرط للثروات البحرية، هذا بالإضافة إلى حماية المناطق ذات المناظر الطبيعية سواء كانت بحرية أو برية، وتنفيذ قاعدة معلوماتية للمحمية لسهولة بناء القرارات والأحكام، وضمان تعشيش السلاحف البحرية والطيور، وتوفير حماية خاصة لمناطق الشعاب القيمة أو المعرضة للتهديد والقيام بنشاطات تتعلق بالبحث والمراقبة والتقييم بالتعاون مع المؤسسات العلمية الوطنية والعالمية، وتجدر الإشارة إلى دور المجتمعات المحلية وضرورة التعاون معها وإشراكهم في اتخاذ القرارات لتعزيز المنافع الاقتصادية والثقافية.

واختتم الأخزمي بالتأكيد على وجود رقابة مستمرة للموارد الطبيعية بالمحمية للحد من حالات العبث والتدهور، ورصد ومتابعة الموائل الطبيعية للأحياء الفطرية والحفاظ عليها من الاستخدام الجائر في ظل التنوع الفريد الذي تتميز به المحمية وذلك من خلال تعيين مشرفي محميات ومراقبي حياة فطرية حيث تم إخضاعهم لدورات تدريبية مختلفة كدورات الغوص ودورة الضبطية القضائية وتزويدهم بقارب مجهز بأحدث التقنيات ودراجات مائية سريعة لتسهيل مرورهم بين الجزر ومراقبة المخالفين، لضمان أداء عملهم بكفاءة عالية.

تعليق عبر الفيس بوك