"بيت الغشام" تشارك في معرض الشارقة بجناح يضم نحو 200 إصدار عماني

مسقط - الرُّؤية

تُشارك مؤسسة بيت الغشام للصحافة والنشر والترجمة والإعلان في معرض الشارقة الدولي، الذي تنطلق فعالياته غدا، ويتواصل حتى الرابع عشر من الشهر الجاري. ويحمل جناح بيت الغشام رقم (t4) في القاعة رقم 3، القسم العربي، ويضم الجناح قرابة 200 إصدار عماني من جديد المؤسسة وقديمها.

وهي المشاركة السادسة لبيت الغشام هذا العام في معارض الكتب، بعد أن شاركت في القاهرة والإسكندرية وطهران ومسقط والرياض. وصدر حديثا عن بيت الغشام للصحافة والنشر والترجمة والإعلان مجموعة جديدة من الإصدارات العمانية المتنوعة، تراوحت بين الدراسات والأعمال الشعرية والسردية والنصوص الأدبية المفتوحة التي تتضمن مواضيع إنسانية ووطنية وذاتية مختلفة. ويأتي إصدار بعض الكتب دعما لكتابها من الأسماء والتجارب التي تشق طريقها نحو عالم الإبداع والكتابة.

ومن الإصدارات الجديدة لبيت الغشام للصحافة والنشر والترجمة والإعلان الطبعة الثانية من كتاب "إيضاح نظم السلوك إلى حضرات ملك الملوك" للشيخ ناصر بن جاعد بن خميس الخروصي، وهو من تقديم وتحقيق الدكتور وليد محمود خالص، ويعد الكتاب أحد أهم كتب التراث السلوكي العماني. وبذل فيه المحقق جهدا كبيرا لتقديمه إلى القراء بصورته الحالية.

ويقول المحقق في مقدمته: "هذا كتاب من ذخائر المكتبة العُمانية القديمة، ركب فيه صاحبه مركباً شاقاً عسيراً، واختطّ لنفسه فيه منهجاً سُداه التميّز، ولُحمته الفرادة، وآلى على نفسه إلاّ أن يقطعه إلى منتهاه، وقد فعل".

ويضيف الدكتور وليد محمود خالص في توطئته موضحا النمهج الذي اتخه المؤلف رحمه الله في تعامله مع القصيدتين التائيتيتن لابن الفارض (التائية الكبرى والتائية الصغرى): "فنخل التائيتين مدارسةً، ونظراً، ووصل إلى أنّهما واحدة، لا يمكن فهم الأولى بمعزل عن الثانية، ولن تتحقّق الفائدة المطلوبة من الثانية وهي مبتورة عن أختها الأولى، فبدأ الطريق من أوّله وفق رؤية خاصة لم نجد لها سابقة، فبدأ من أبيات الصغرى لينتهي منها، ثم يستأنف مع أبيات الكبرى ليستوفي شرحها أيضاً، ويسبق ذلك كلّه استخلاص رحيق القصيدتين، ومكامن الجوهر فيهما ليجعل من ذلك الرحيق أبواباً، وأجزاءً، ومقدمات ينضوي الشعر، والشرح معاً تحته، وليس العكس كما فعل غيره من الشراح، فكأنَّ الشيخ هنا ليس شارحاً بقدر ما هو مؤلف مبتكر، جعل مادته الخام نصّ القصيدتين ليقول من خلالهما أشياء كثيرة".

ويعرج المحقق في توطئته إلى شخصية المؤلف الشيخ ناصر بن جاعد -رحمه الله- فيقول: "غير أنَّ عمود القول، وسنامه متعلّق بصاحب هذا الكتاب، وعمله فيه، أمّا صاحبه فهو علم سائر الذكر من أعلام عمان، تعرفه الخاصة، وتتناقل أخباره، ومروياته مصادر العلم، ومظانه على اختلاف حقولها، هو الشيخ ناصر بن أبي نبهان الخروصي، ناهيك عن أنّه رأس من رؤوس المذهب الإباضي، أهّله لهذه الرئاسة بيت كريم درج في عشّه، وتفيّأ ظلاله، وعلوم متنوعة حصّلها بالصبر، والمثابرة منها علوم القرآن الكريم، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم، والفقه، والأصول، وعلوم العربية، والفلسفة، والمنطق، وإلى جانبها الشعر الذي صبّ فيه سبحاته الوجدانية، وتحولاته السلوكية، غير أنّنا نسارع هنا لنقول إنَّ الشيخ قد صهر هذه العلوم في فضاء فكره، وصنّفها في مراتب عقله، وروحه لتحقّق غرضاً هو أعمق، وأشدّ غوراً، ونفاذاً من قشرة تلك العلوم وهي مفردة، ولم يكن ذلك الغرض المنشود، والتوق الملحّ سوى (التصوف) بمصطلحه العام، أو (السلوك) بمصطلحه الخاص عند القوم، ذلك الاتجاه الذي استمسك بأسبابه، وأنفق عمره وهو ينهل منه نَظَراً، ليروح بعدها فيجعله سلوكاً، وشعار حياة، وهل يكفي عمر واحد لبلوغ ذلك؟".

جدير بالذكر أن الكتاب في طبعته الجديد يقع في جزئين، يتضمن الجزء الأول كلمة المحقق للطبعة الثانية وتوطئته للكتاب، إلى جانب ثلاثة عشر بابا، ويقع في 437 صفحة من القطع المتوسط، فيما يتمضن الجزء الثاني الأبواب من الرابع عشر إلى السابع والعشرين ويقع في 358 من القطع المتوسط.

وصدر عن بيت الغشام بالشراكة مع النادي الثقافي كتاب (عمان في عهد السلطان تيمور بن فيصل "1920-1932م": الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافي) للباحث سالم بن حمد النبهاني. الكتاب يقع في 254 من القطع المتوسط وقد تضمن تمهيدا وأربعة فصول وخاتمة.

وتناول الباحث في التمهيد حياة السلطان تيمور بن فيصل خلال الفترة 1913 إلى 1932م، فيما تناول في الفصل الأول الأوضاع السياسية في عمان خلال الفترة 1920 إلى 1932م، وتناول في الفصل الثاني الأوضاع الاقتصادية في عمان خلال الفترة ذاتها، فيما ناقش في الفصل الثالث أوضاع عمان الاجتماعية خلال تلك الفترة، أما الفصل الرابع فقد درس فيه الباحث الحياة الثقافية في عمان خلال تلك الفترة.

وأكد المؤلف في خاتمة الكتاب أن الأحوال الصحية للسلطان تيمور هي العامل الرئيس لتنازله عن الحكم، كا أوضحت الدراسة أن علاقة السلطان تيمور بالقبائل التي كانت خاضعة لسلطة الإمامة على غير توافق حتى تم توقيع اتفاقية السيب عام 1920م، التي ساعهمت في إيجاد نوع من التوافق السلمي بين الجانبين. إلى جانب ذلك أثبت الباحث أن السلطان تيمور حاول تحسين الوضاع الاقتصادية في البلاد، مستعينا بالخبرة البريطانية في هذا المجال.

ويشار إلى أنَّ مؤسسة بيت الغشام للصحافة والنشر والترجمة والإعلان تواصل مشروعها في نشر وتوزيع الكتاب العماني بغية إيصال التعريف بالثقافية العمانية وإيصال صوت المثقف العماني إلى آفاق أرحب.

تعليق عبر الفيس بوك