"امرأة من جبال الحجر"يناقش تمكين المرأة ويحاور 22 عمانية في الفكر والأدب

مسقط - الرُّؤية

صَدَر في المملكة الأردنية عن "دار دجلة - ناشرون" كتاب "امرأة من جبال الحجر"، للباحث ناصر أبو عونبمركز الدراسات والبحوث، بمناسبة احتفالات سلطنة عمان بيوم المرأة العمانية في السابع عشر من أكتوبر.

ويتضمَّن الكتاب ثلاثة أبواب، ويناقش المؤلف في الباب الأول العديد من القضايا الفكرية المتعلّقة بـ"النسوية العربية" التي نجحت سلطنة عُمان في تخطيها والانتقال إلى وضع حضاري أفضل، صعدت به إلى قائمة الدول الكبرى وخاصةً على صعيد المساواة بين الجنسين بمعايير مطابقة لمواثيق الأمم المتحدة، وحققت نجاحات كبرى في مجال تمكين المرأة العمانية "سياسيا واقتصاديا واجتماعيا". وقبل الدخول في القضايا النسوية الشائكة والتي مازالت نيرانها مستعرة في العديد من البلدان الإسلامية والتي صارت جزءا من الماضي السحيق لسلطنة عُمان.

ويعدُّ الباب الثاني هو الأكبر من حيث الحجم؛ حيث يحاور المؤلف 22 امرأة عمانية في مختلف قضايا الفكر والنهضة والأدب وسياسات تمكين المرأة في سلطنة عمان، وكانت اختياراته للشخصيات النسوية اللواتي حققن تميزًا على صعيد العمل الفكري والعام وقدّمن نموذجا مشرَفا للمرأة العُمانية يُحتذى به عربيًا وعالميا وكان في مقدمتهن: د. سعيد خاطر الحاصلة على وسام مجلس التعاون، د.بدرية الشحية صاحبة أول رواية فنية في عُمان، ود.صباح السليمان الحاصلة على شهادة أفضل بحث علمي، وميرفت العريمية أول مديرة عُمانية لمركز الدراسات والبحوث، والأستاذة بلقيس الخابورية أول معلمة للغة الإنجليزية في سلطنة عمان...وغيرهن من النابغات العمانيات.

ويطرح أبو عون في الباب الثالث العديد من التحقيقات الصحفية والاستطلاعات العلمية حول ظاهرة النسوية، ويناقش قضية "الأدب النسويّ خرافة أم حقيقة؟!"، ويستعرض "ظاهرة النسويَّة" ويتساءل هل هي خدعة أم مساومة؟!، وتحت عنوان "فتاة تصرخ: أنقذوني من الحرية" يناقش فكرة الحرية من منظورين عر بي إسلامي وغربي.

ووقع اختيار الدار الناشرة للكتاب على المصوّر العماني عبدالعزيز الشكيلي فانتقت من أعماله اثنتي عشرة صورة عن المرأة العمانية في سائر أطوار حياتها؛ (طفلة، وشابة، وأم)إضافة إلى صورة الغلاف واحتفاءً بفنه الإبداعي دونت الدار اسم المصوّر العماني على الغلاف الأخير للكتاب وهو تقليد جديد قامت به دار دجلة -ناشرون احتفاءً منها بإبداعه المتميز وخاصةً في فن البورتريه وتقديرا لمسيرة المرأة العمانية في سائر مناشط الحياة.

وقدّم ناصر أبو عون كتبا عديدة؛ من أهمها: "القصة القصيرة في عنوان"، ورصد فيه أكثر من 10 تجارب نسوية ومن أجيال متفاوتة ومن قبل هذا الكتاب أصدرأبو عون عملا مشتركا مع الكاتبة مرفت بنت عبد العزيز العريمية بعنوان "المرأة العمانية.. واقع وآفاق"، وجاء كتاب "امرأة من بلاد الحجر الشرقي" ليضم بين دفتيه 22 حوارا صحفيامع نسوة عمانيات مبدعات، وأكاديميات، ونابغات في مجال عملهنحيث تعكس الحوارات مساهماتهن في الحقل الثقافي ويكشف لنا الكتاب أن ما حققته تلك النسوة من تميز كان نتيجة الدعم والمؤازرة التي حظيت به من مجتمع يؤمن بالمساواة بين المرأة والرجل. فقد استطاع الكاتب أن يجسد لنا فكر المرأة بلغة صحفية وعلمية سلسة وحوارات شيقة جمعت تحت طياتها العديد من المعاني الرائعة أظهرت أهمية دور المرأة في المجتمعات وكيف يمكن أن تسهم بالنهوض بالقطاعات المختلفة وهي مستمتعة بكونها امرأة شرقية. وهذا ليس تحيزا لجنس المرأة فهي شريك للرجل في كل مجالات التنمية والحياة وسلطنة عُمان نموذج متقدّم على صعيد المساواة بين الجنسين وتتبوأ فيها المرأة العمانية مكانةً متقدمة على سواها من الأمم العربية والإسلامية وتقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تؤكد هذه النتائج.

ويعدُّالكتاب تذكرة لدور المرأة العمانية عبر تعاقب الحقب الحضارية في الإمبراطورية العمانية القديمة والدولة العصرية الحديثة التي أسس دعائمها السلطان قابوس بن سعيد المفدّى، وكأن لسان حاله يقول: يجب ألا ننسى أنه في الحضارات القديمة كانت مكانة المرأة العمانية، خصوصا الأم تصل إلى درجة عالية من التقدير فهي جزء لا يتجزأ من بنية المجتمع ورُمَّانة الميزان التي تحقق التوازن، وعلى صعيد المرأة العمانية كانت بمثابة عطاء لا ينضب هكذا أجدها ووجدها المؤرخون عنصرا فاعلا في المجتمع فهي الفقيهة والعالمة والشاعرة والملكة والسياسية والمزارعة والمهندسة وهذا العطاء المتدفق لا يزال يروي بحب كل مفصل من مفاصل الحياة العمانية كما تروي الأفلاج سهول عمان منذ آلاف السنين.فهذا التفاني الأصيل يؤكد بأن المرأة العمانية كانت ولا زالت حاضرة بامتياز في كل مكان وزمان.

ويُذكر أنَّ المؤلف صدر له عن الحياة السياسية والفكرية في سلطنة عمان أكثر من 10 مؤلفات كان من أهمها: (معجم مصطلحات السلطان قابوس2015)، و(صحفيون في بلاط صاحب الجلالة 2014)، و(فلسفة الحكم ودولة المؤسسات في عُمان 2014)، ويعكف الآن على الانتهاء من كتب جديد بعنوان: (قابوس مؤسس دولة الإنسان).

تعليق عبر الفيس بوك