مشاهدون:الدراما المحلية في حاجة إلى التطوير لتحقيق نسب مشاهدة مرتفعة

 

◄ شمعة محمد:رضاالجمهور غاية لا تُدرك.. والعاملون في المجال يبذلون كل ما باستطاعتهم

◄ سامي الزعابي: الدراما المحلية في السابق لبَّت احتياجات المشاهد لأن معطيات الحياة كانت بسيطة

◄ محمد الغافري:الحل في توفير الدورات التدريبية لتأهيل المواهب الشابة القادرة على المنافسة

◄ هناء المعشري:لابد أن تتناول الدراما مختلف القضايا التي تهم المواطن محليا لتحظى باهتمامه

 

 

 

أجْمَع عددٌ من المشاهدين والمختصين بالإنتاج الدرامي على أنَّ الدراما المحلية لا تزال في حاجة إلى مزيدٍ من التطوير والتحديث؛ من أجل تحقيق نسب مشاهدة مرتفعةكما كان الوضع في السابق.. وشددوا على ضرورة تجديد دماء الإنتاج الدرامي في السلطنة؛ من خلال الاستعانة بمواهب جديدة وجادة، وتأهيلهم للوصول إلى المستوى الاحترافي في الأداء التمثيلي. وقالوا إنَّ دخول حلبة المنافسة في مواجهة القنوات الخليجية والعربية ليس مستحيلا، وقد نجحت السلطنة في ذلك في سنوات سابقة، لكن يبقى الأمل في تجديد القوالب التي اعتادها الجمهور المحلي والعربي، والتنويع في القضايا التي تُناقشها الأعمال الدرامية، والابتعاد عن ظاهرة تركز الإنتاج الدرامي خلال شهر رمضان فقط. وأشاروا إلى نجاح العديد من الأعمال الدرامية التي عُرضت خارج موسم رمضان، وهي بادرة مُهمَّة تشجع شركات الإنتاج على توسيع خريطة الإنتاج على مدار العام وتنويع الإنتاج الذي يُناسب مُختلف أذواق المشاهدين محليا وعربيا.

 

الرُّؤية - مُحمَّد قنات

 

 

وقالت شمعة محمد: إنَّ العاملين في مجال الدراما بالسلطنة يُحاولونقدر المستطاع تقديم ما ينال رضاء الجمهور، لكنَّرضاء الناس فى حد ذاته غاية لاتُدرك، والانتقاد يظل طبيعة لدى البعض، ولايمكن أنكلَّ مايُقدَّم يجد الاستحسانلدى الجميع؛ حيث تتفاوت نظرة الناس لكل عمل يقدم، ولكل شخص رغبة معينة فى بعض الأعمال. أما الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون، فتقوم بدورها وغير مُقصِّرة فى واجبها. وعن نفسي، ألتزم بجميع الأعمال التي تُنتجها الهيئة أو أعمال الشركات الخاصة، وعلى ضوء مايُقدَّم من نصوص يتم اختيار الأفضل والأجودمن أجل تقديمها.

وأضافت شمعة بأنَّ ما يُقدَّم من دراما لايُمكن أن يُرضي الجميع، ومايراهالبعض جيدا يراه آخرون غير جيد؛ فهنالك من يفضِّلون الأعمال التاريخية، والبعض يفضل الاجتماعية أو الثقافيةوالتراثية، وكل هذه الأعمال لايمكن تقديمها فى وقت واحد، والأعمال الدراميةدائما ماتتركز فى شهر رمضان فقط؛ لذا لايُمكن التحكم في مواعيد إنتاج الأعمال الدرامية. وأشارت إلى أنَّ الدراما بها نواقص كثيرة حتى تتطوَّر من خلال تأهيل الشبابالمشاركين في دورات مكثفة لإعداد الفنانينالجددحتى يصلوا إلى مرحلة الأداء الجيد عبر الشاشة، إلى جانب تاهيل الكتاب، خاصة وأن الكتاب الجيدين الآنمعظمهم فى فترة عزوف عن الكتابة لفترة طويلة.

ورأت شمعة أنَّهناككُتَّابًا جيدين كتبوا للإذاعة، ولابد من تأهيل كتاباتهم حتى تتواءم مع بثها تليفزيونيا، ومن بين هؤلاء الكتابمحمود عبيدالذي قدَّم كتابات درامية يمكن استغلالها بالصورة الجيدة وعرضها عبر الشاشتين.. مشيرة إلى أنَّالدراما في السلطنة في تطور مستمر؛ ومنهاأعمال تُعرض محلياً، والبعض الآخرتم تسويقه خليجيًّا، ولا يزال التطور مستمرا، ولا يمكن أن نقول بأن الدراما تراجعت حتى إذا لم تسوَّق؛ فالتقدم واضح وملموسفي الدراما من ناحية الصورة والمعدات الفنية وفتح شركات الإنتاج، لكن الأفكار لم تتقدم كثيراً للأمام.وأضافت بأنَّالدراما العمانية ينقصها الاهتمام الحقيقي، والإنتاج المستمر والإنتاج الخاص؛ حيت توجد بالساحةطاقات فنية جيدة من مؤلفين وممثلين ومخرجين، ولابد منالاهتمام بهذه الطاقاتوالمواهب، والعمل على إبرازها حتى تكون وجوها مشرقة للدراما العمانية.

 

تكرار للقوالب القديمة

وقال سامي بن حسن الزعابي: إنَّما تحقق للدراما التليفزيونية العمانيةهو أقرب لتكرار القالب المعتاد لشكل الدورة البرامجية، وقد لا يكون ثبات القالب في حد ذاته مشكلة؛ فالقنوات الفضائية ثابتة في قوالب التقديم وتصنيف المواد المقَدمة للمشاهد،لكنها ذكية بما فيه الكفاية لخلق تنوع داخلي يحافظ على متابعة المشاهدين حتى في الفواصل الإعلانية ويراعيفيها ذائقة الأسرة بكافة تشكيلاتها العمرية والذهنية. وتابعبأنَّ منالأشياء التىتنقصُ الدراما حتىتتطورهو إعداد الكادر التمثيلي والفني المناسب إعدادا جيدا؛ بحيث يكون في مستوى المنافسة الصعبة مع أقرانهم في الميدان وتوفير الإمكانات والأدوات المتطورة للخروج بدراما بالمستوى المطلوب.

وأضافبأن القناة العمانية تأتىفي المرتبة الأولى في دليل ترتيب القنوات بجهاز الاستقبال، إلا أنَّها في مرتبة متأخرة من اهتمام المشاهد العماني في ظلوجود منافسة قوية مع كثير من القنوات المتميزة؛ حيث المنتج العماني لم يصل بعد للمستوى المأمول، ولا يرضي طموح المشاهد العماني لحين عمل مراجعة شاملة. وقد تكون الدراما في السابق قد لبَّت احتياجات المشاهد لبساطة الحياة وعدم وجود خيارات عددية للمشاهد، أما اليوم فإنَّ عدم وجود مراجعة شاملة لهذه الدراما مع تصحيح مستمر ستبقيآخر اهتمام المشاهد، خاصة وأن الدراما في حاجة ماسة إلى إعادة النظر فيما يتطلبه المشاهد ودراسة الفكرة والاطلاع على وجهات النظر المتعددة.. واستدرك: هناك مسلسلات راسخة في ذهن المشاهد منذ سنواتطويلة؛ حيث كانت الإمكانيات قليلةعلى عكس الحاضر، ورغم ذلك لا نرىاليوم تقدما واضحا وملموسا.

 

لا ترضى طموح المشاهد

وأوْضَح مُحمَّد عبدالله الغافري أنَّالدراما التليفزيونيةالمقدمةالآن عبر الشاشات غير مرضيةلطموحالمشاهد؛ حيث إنهاتخطو خطوات بطيئة جدًّا نحو التطور، ودائماً ما يكون المحتوى غير جاذب للمشاهدةفى كثير من الأعمال التى تقدم، خاصة وأن الدراما لا تعتمد فقط على المضمون أو الرسالة التي توصلها، بلهي عمل متكامل بين الممثل وشركات الإنتاج...وغيرها منالجهات؛ فهنالكنصوص وسيناريوهات جديرة بالاهتمام ومسوقة، ولكن عوامل أخرى قد لاتُخرج هذه الأعمال كما ينبغي.

وأضاف بأنَّ المنتجالدرامي فى السابقكان ثريامن ناحيةالمحتوى والتمثيل، وإذا تم عرضعملين دراميين أحدهما قديم والآخر حديث، سنجد المشاهد يميل للقديمنسبة لما يحتويهمن موضوعية وجودة عالية. وأعربعن أمله في التركيز على الممثلين الذين يظهرون في الدراما العمانية، وصقلهم بالطريقة المناسبة؛ باعتبار أنَّ الممثل هو العنصر الأساس لتحديد جودة المحتوى.

وقالأحمد بن راشد بن خلفان الهنائي: إنَّ الدراماالمقدمةحتىالآن مرضية بالنسبة لى؛ لأنها تتوافق مع فكري وتوجهاتي. وأضافبأنَّالدراما العمانية أرضخصبة وبيئة مميزة مقارنة بما يُقدَّمفي الخليج وبعض الدولالعربية، وما ينقصها هوالقيادات التي لديها القدرةوالخبرة للارتقاء بها إلى العالمية. واستدرك: إن مايُقدَّم فى الوقت الحاضرإذا ما قورن بالدراما فى السابق نجد أنكفة الدراما المعروضة فى السابقترجح.

 

مواهب جديدة وجادة

وقالت هناء المعشري: إنَّ ماينقصالدراماالعمانية المواهبالجديدة وبعضالتجويد على كافة الصُّعد.. مشيرة إلى أنَّمعظم المسلسلات لاتتمتع بالموسيقى المناسبة وليست مرضية للطموح وتحتاجلكثير من التطوير. وأضافت بأن الدرامامؤخرا بدأت بالتطور فى بعض النواحى،من حيث فكرة المسلسل، وتنوع الممثلين، لكنهنالك بعضالنواقصمثل التسويق، وتجنب المسلسلات الموسميةالتي تتركز فى شهررمضان.

وحول القضايا التي يجب أن تتناولها الدراما في عمان، أكدت المعشريعلى ضرورةأن تتناول الدراما القضايا التي تمس الحياةوكل مايتعلقبهموم المواطنومحاولة معالجة المشكلات الاجتماعية فى قوالب مختلفة؛ حيث لابد أن تناقش القضاياالمجتمعية، وتعكسالواقع كما هو دون مبالغة أو تجميل.

وأوضحت فاطمة العلويةأنَّ الدراما فى السابقكانت تتميزبجودة النصوص برغم بساطتها، ويرجع ذالك إلى موهبة بعض الفنانين العمانيين فى توصيل الفكرة إلى المشاهد بصورة رائعة؛ مثل مسلسل "ألوان من الحبوالحزن" و"تبقى الأرض" و"مسافر خانه" و"سعيد وسعيدى" و"صيف حار" و"قراءة فى دفتر منسي"، وحاليا المسلسلات التي تعرض ليست بالمستوى المطلوب بسبب دمج فنانين جُدد ليستلديهمثقافة الأداء والتمثيل الجيد، ومن بين المسلسلات الجيدة مسلسل درايش الجزء الأول. وإذاأرادت أي جهةأنتحدث طفرة فى مجال الدرامافلابد منالاهتمامبالصورة والمعدات الفنية وتأسيس المزيد من شركات الإنتاج، ولابد منالاهتمام الحقيقيبالتسويق،خاصة وأن الساحة بهاطاقات فنية من مؤلفين وممثلين ومخرجين، لكنها لا تجدمن يهتم بها ويبرزها بالشكل المطلوب.

تعليق عبر الفيس بوك