وادي الحريم

سالم بن نجيم البادي

تردد اسم وادي الحريم كثيرًا في الأيام الماضية في مواقع التواصل الاجتماعي عبر هشتاق نيزك وادي الحريم بسبب ما يعتقد أنه نيزك سقط قريبًا من هذا الوادي مع سماع دوي انفجار قوي عقب سقوط ذلك الجسم المضيء.

ووادي الحريم يقع في أقصى شمال ولاية ينقل في محافظة الظاهرةويتميز بكثرة أشجار السدر والسمر والغاف والدفء في الشتاء واعتدال درجات الحرارة في الصيف.

ووادي الحريم عبارة عن قرية وادعة هادئة تقبع بعيدًا عن التلوث وصخب المدن تحيط بها الجبال الشاهقة من كل صوبويوجد بها عدد من المساكن الريفية المتناثرة، هنا وهناك وبها كثافة سكانية لا بأس بها ومزارع صغيرة تعتمد على الآبار التي تنتعش عند هطول الأمطار وتجف لأشهر طويلة حينتتأخر الأمطار.

الوادي يتميز بكثر الأماكن السياحية التي لا تضاهى روعة وأكثر ما يميزها الهدوء والسكينة والصفاء ونقاء الطبيعة البكر برك مياه وأشجار وأودية، وجبال مختلفة الألوان والأشكال وحيوانات برية مثل الغزلان والوعل، ومن أهم الأودية التي تصب في وادي الحريم وادي هامة ووادي هليب ووادي مقصة وبدي الغول والفرجة التي توجد بها عين ماء تنبع من الجبل في موسم سقوط الأمطار.

لوحة بانوراميةترتسم وقت العصر عندما يذهب الجميع إلى مزارعهم والعناية بحيواناتهم العائدة من المراعي للتو خاصة الأغنام والجمال التي يشتهر بها الوادي وتنزل ظلال الجبال وتغرد العصافير والشمس التي تتواري خلف الجبال الشاهقة رويدا رويدا معلنة غروبا مبكرًا.

معظم سكان وادي الحريم هم من قبيلة البادي العريقة وجذورها الضاربة في هذه المنطقة منذ عصور قديمة جدا ولا علاقة للحريم أي النساء بتسمية هذا الوادي حيث يسأل الناس لماذا سمي الوادي بهذا الاسم وادي الحريم ويؤكد كبار السن أن التسمية جاءت من ما يطلق عليه الحرم أو الأحرام وأن عندهم بلدة تسمى باحة وهي بلدتهم الأصلية ويوجد بها نخيلهم ومنها انطلقوا لهذا الوادي واعتبروه حرماً لبلدتهم القديمة باحة أي امتداداً لها وتابعاً لها ومع مرور الزمن تم تحريف كلمة الحرم والأحرام إلى الحريم وهكذا أصبح الاسم وادي الحريم.

ويتساءل أهل وادي الحريم وخاصة الشباب المتحمس عن العدالة في توزيع الخدمات ورصف الطرق حيث يرون المشاريع الضخمة والجسور والشوارع الاسفلتية ذات المسافات الطويلة وهو قد سئموا من المطالبة باستكمال رصف طريق واديهم حيث

تقدموا بطلبات كثيرة وقابلوا الوزير والوالي ومدير البلدية وعضو المجلس البلدي وشكلوا وفوداً ولجانًا لمقابلة المسوؤلين وكتبوا في مواقع التواصل الاجتماعي، وتحدثوا عبر الإذاعة ولا فائدة والطريق المعبد وصل إلى منتصف الوادي ولم يصلهم ويتذكر سكان الوادي بحسرة حكاية الكهرباء حين تم إيصالها إلىأسفل الوادي بينما بقي سكان أعلى الوادي ينتظرون سبع سنوات عجاف وصول الكهرباءأسوةبسكان أسفل الوادي، حتى وصلت الكهرباء لكن الشارع المسلفت لا يقل أهمية عن الكهرباء وقد مضت السبع سنوات أو أوشكت وسكان الوادي ينتظرون استكمال سفلتت بقية الشارع وتبدو المشكلة أشد إيلامًا لطلاب المدرسة الواقعة في بلدة الوقبة فعند نزول الأمطار تتقطع بهم السبل ويرفض ملاك الحافلات الذهاب إلى المدرسة بحجة سوء الطريقومن حق هؤلاء طريق مسفلت وخدمة اتصالات جيدة حيث لا يوجد لديهم إنترنت.

منظر الطلاب والأهالي وهم يحملون أجهزة الحاسوب ويذهبون بعيدًا للبحث عن إنترنت للتسجيل في الجامعات والكليات أو التسجيل في مركز القبول الموحد والبحث عن مراجع لكتابة البحوث والتقارير وغير ذلك من الأحوال التي تتطلب وجود إنترنت أصبح مألوفا ومأسويا ولا يكاد يصدق في عصر الثورة المعلوماتية بل يجدون صعوبة في إجراء المكالمات وإرسال رسائل الواتساب ويتعذر تصفح مواقع الإنترنت ومن حق أهالي وادي الحريم أن تصل المياه إلى بيوتهم عبر الأنابيب وليس عن طريق صهاريج المياه التي لا تكفيهم ومواشيهم فيضطرون إلى شراء الماء من البئر الارتوازي الذي يبعد عن بيوت بعضهم خمسمائة متر فقط ومن حق أهالي وادي الحريم أن يتم السماح لهم بحفر آبار ارتوازية داخل آبارهم العادية القديمة القائمة كما سمح لجيرانهم أهالي منطقتي الشوعية والمسرة

ومن حقهم أن يتوفر لهم جامع به إمام لإقامة صلاة الجمعة بدلاً من قطع مسافة طويلة إلى جامع وادي المعيدن في الطريق غير المسفلت ومن حق أهل وادي الحريم مجلس أو سبلة تجمعهم ويقيمون فيها مناسباتهم في الأفراح والأعياد والعزاء واستقبال الضيوف وقد اشتهروا بالكرم حد المبالغة ومن حقهم أن يتساءلوا عن دور المجلس البلدي والوالي والبلدية والرشيد والشيخ والموظف، يا قوم يا من يهمه أمر المواطن أين ما كان آن الأوان لكي تلتفتوا قليلا لمطالب سكان وادي.

تعليق عبر الفيس بوك