الغساني: "ندوات ملتقى الشورى" فكرة رائدة للارتقاء بالوعي المجتمعي.. وصوت الناخب لبنة أساسية في بناء وطن متقدم




تكثيف البرامج التوعوية يدعم الوعي الانتخابي الآخذ في النمو

عدم اختيار المرشح الأفضل يضعف عمل مجلس الشورى

الدورة الجديدة من المجلس ستشهد أداء مميزا مع بدء تطبيق شرط المؤهل الدراسي

جهود ملحوظة للقائمين على العملية الانتخابية لتحقيق الشفافية وتيسير الاقتراع

الشفافية وسرعة إعلان نتائج المراحل يعززان ثقة الناخب في العملية الانتخابية





أشادَ الدكتور أحمد الغساني عميد كلية الدراسات المالية والمصرفية وأحد المتحدِّثين في ندوات ملتقى الشورى، بفكرة الندوات، التي قال إنها تستهدف الارتقاء بالوعي المجتمعي فيما يتعلق بالعملية الانتخابية.. مشيرا إلى أنَّ صَوْت الناخب يُمثل لبنة أساسية في بناء وطن ديمقراطي متقدم.

وشدد الغساني -في حوار مع "الرُّؤية"- على أهمية تبني برامج طويلة الأمد في الوسائل الإعلامية والتعليمية، للتوعية بأهمية المشاركة في الانتخابات، والوصول إلى شرائح المجتمع كافة. وقال الغساني إنَّ الوعي الانتخابي في السلطنة آخذ في النمو والتطور بشكل متدرج. وبطبيعة الحال، فإنَّ الوعي الانتخابي ما زال بحاجة إلى تحقيق نمو أكبر في مجاليْن هما نسبة الناخبين ومعايير اختيار المرشحين.

وأوْضَح أنَّه للارتقاء بالوعي الانتخابي في هذين المجالين؛ فلابد من تكثيف البرامج التوعوية ليس فقط في الفترة التي تسبق الانتخابات، بل لابد من تبني برامج طويلة الأمد في الوسائل الإعلامية والتعليمية. وأشار إلى أهمية تنويع هذه البرامج لضمان وصول تأثيرها إلى جميع شرائح المجتمع. مؤكدا ضرورة إشراك المجتمع في تنفيذ هذه البرامج؛ حيث إنَّ ذلك من شأنه أن يؤدي إلى زيادة أثرها وبالتالي تحقيق نتائجها المرجوة.


الرُّؤية - مدرين المكتوميَّة





وأوْضَح أنَّ الوعي الانتخابي مرتبط بعلاقة طردية مع أداء مجلس الشورى، فكلما رأى المواطنون فاعلية مجلس الشورى في الأعمال المناط به تنفيذها، ازدادت قناعتهم بأهمية المشاركة في العملية الانتخابية في الدورات اللاحقة؛ وبالتالي تزداد نسبة المشاركة من قبل الناخبين. وتابع بأن اختيار الأكفأ من المرشحين سوف يؤدي إلى تشكيل مجلس شورى ذي كفاءة عالية، لافتا إلى أن الوعي الانتخابي وأداء المجلس يؤثر كل منهما في الآخر. وشدد على أن الوقت مواتٍ لتكثيف الجهود لاختيار عناصر من شأنها تعزيز دور مجلس الشورى في الدورة الثامنة بما سيحفز الناخبين على المشاركة الإيجابية والفاعلة في الدورة التي تليها.


القبلية والمناطقية

وفيما يتعلَّق ببعض الظواهر السلبية في العملية الانتخابية، قال الغساني: إنَّ إحدى الظواهر السلبية المصاحبة لانتخابات مجلس الشورى هي تأثر بعض الناخبين بالظروف المحيطة بهم مما يؤدي لاختيار مرشحين غير قادرين على القيام بأعباء العضوية في المجلس. وأوضح أن من هذه المؤثرات: المجاملات الشخصية أو الاجتماعية والاعتبارات القبلية، دون النظر إلى كفاءة المرشحين أو الرؤية الانتخابية لكل منهم، لكنه شدد على أن الناخب ينبغي أن يعي أن صوت كل فرد في المجتمع أمانة أمام نفسه ودينه وأمام الوطن الذي يستحق العمل المجرد من أية تأثيرات. وأشار إلى أنَّ كل ناخب بحاجة إلى اتخاذ قرارين حاسمين؛ الأول هو قرار المشاركة بالإدلاء بالصوت، والثاني هو قرار اختيار الأكفأ مهما كانت المؤثرات.

ومضى قائلا: إن معالجة تحدي المؤثرات على صوت الناخب يبدأ من إدراك الناخب لأهمية صوته في تنمية الوطن؛ فصوت الناخب مرتبط ارتباطاً مباشرا بأداء مجلس الشورى، كيف لا وصوته قد يحدد من هو ممثل ولايته في المجلس. وأكد أنه كلما ركز الناخبون على اختيار الأكفأ من المرشحين، ساهموا في وصول من هم أكثر قدرة على القيام بأعباء العضوية في مجلس الشورى.

ونبَّه الغساني الناخبين إلى أنَّ عدم اختيار الأفضل يُعد إخلالا بواجب الأمانة أمام الله -عزَّ وجل- وهو تقصير في الواجب الوطني، وسيؤدي إلى إضعاف دور مجلس الشورى، وبالتالي عدم تمكن المجلس من القيام بجميع اختصاصته بالشكل الذي يتوق المجتمع إليه؛ فإدلاء الناخب بصوته بصدق ونزاهة بعيداً عن المجاملات الشخصية والاجتماعية والتأثيرات القبلية هو حجر الأساس لتشكيل مجلس شورى فاعل وقادر على القيام بالاختصاصات التشريعية والرقابية المناط به تنفيذها.

ويقترح الغساني مجموعة من عناصر الكفاءة التي يمكن للناخب الاستعانة بها لاختيار مرشحه لعضوية المجلس؛ والتي تتمثل في: اتزان الشخصية، والحس الوطني الصادق، والنزاهة وحسن السمعة، والقدرة على مراجعة وسن التشريعات، واستيعاب أولويات المرحلة المقبلة، والقرب من المجتمع ومعرفة احتياجياته، والقدرة على التحليل والحوار بأسلوب علمي، ومعرفة الأدوات البرلمانية وكيفية استخدامها.


صلاحيات رقابية وتشريعية

وقال الغساني إنَّ سياسة السلطنة تقوم على مبدأ التدرج؛ حيث راعت توسيع الصلاحيات الممنوحة إلى مجلس الشورى حسب المتغيرات ذات العلاقة بعمل المجلس.. مشيرا إلى أنَّ الدورة السابعة لمجلس الشورى شهدت توسيعا في الصلاحيات التشريعية والرقابية؛ وذلك تأكيداً لنص المادة التاسعة من النظام الأساسي للدولة التي تنص على أن الحكم في السلطنة يقوم "على أساس العدل والشورى". وأوضح أنه على الرغم من أن الصلاحيات الجديدة هي في غاية الأهمية، إلا أن المجلس لن يتمكن من تفعيلها ما لم يكن أعضاؤه على قدر عالٍ من القدرة والكفاءة. وتابع بأنَّه ومن خلال متابعة الدورة الحالية لمجلس الشورى؛ فقد أدى المجلس دورا جيدا في اقتراح العديد من القوانين الجديدة ومراجعة القوانين المعروضة على المجلس، كما أنه كان له دور في استخدام بعض الأدوات الرقابية البرلمانية المختلفة. غير أن الغساني أوضح أن هذه الصلاحيات الجديدة لم يتم تفعيلها بشكل كامل بعد؛ فهي لا تزال بحاجة إلى مزيد من التفعيل، وفي الوقت الحالي وبعد توسيع نطاق صلاحيات المجلس وإضافة شرط المؤهل الدراسي، فإن الدورة المقبلة يؤمل منها أن تشهد حراكاً أوسع في المجالات التشريعية والرقابية في ضوء متطلبات هذه المرحلة من التنويع الاقتصادي وتنمية الموارد البشرية.


تيسيرات انتخابية

وحول استعدادات وزارة الداخلية لانتخابات مجلس الشورى، قال الغساني إنه من الملاحظ الاهتمام الواسع والكبير من قبل المعنيين في الوزارة بأن تتم العملية الانتخابية بشفافية ويُسر؛ لذلك نلاحظ أن الوزارة اتخذت العديد من الإجراءات لتسهيل وتطوير العملية الانتخابية. وبيَّن أنه من حيث تسهيل الإجراءات يُلاحظ أن جميع الاستمارات الضرورية متوافرة على موقع الوزارة على الإنترنت، ومنها استمارات الترشح والانسحاب واستمارة وضع اللوحات الإعلانية وصحائف الاعتراضات والتظلمات والطعون واستمارة نقل القيد...وغيرها. وأضاف بأنَّ الموقع الإلكتروني يضم العديد من المعلومات التي تهم المرشحين والناخبين على حد سواء؛ مثل: شروط الترشح والقوائم الأولية والنهائية للمرشحين وشروط الانتخاب، إضافة إلى قانون الانتخابات وضوابط وإجراءات الدعاية الانتخابية...وغيرها من المعلومات.

وتابع بأنه يمكن للناخبين تحميل التطبيق الذكي الخاص بالهواتف المحمولة لمتابعة الجديد حول العملية الانتخابية، مشيرا إلى أنَّ من إجراءات تطوير وتسهيل العملية الانتخابية إضافة مراكز انتخاب في مسقط لأبناء محافظتي ظفار ومسندم الذين يعملون في محافظة مسقط، كما سيتم تسهيل الإجراءات للعمانيين خارج السلطنة من خلال مراكز الانتخاب التي يتم توفيرها في بعض سفارات السلطنة.

وأشار الغساني إلى أنَّ الشفافية والسرعة في الإعلان عن نتائج كل مرحلة ساهم في تعزيز الشعور بالثقة بين المتابعين وبين الوزارة. وبشكل عام، فإنَّ استعدادات الوزارة من الناحية الإجرائية والتنظيمية تدعو إلى الارتياح والاطمئنان.


الحضور النسائي

وأكد الغساني أن المجتمع العماني مجتمع مستنير؛ حيث أثبت السنوات الماضية تفعيله لدور المرأة في شتى المجالات، حتى أصبحت تتبوأ العديد من المواقع القيادية والتنفيذية، لكنه أشار إلى أن حضور المرأة في مجلس الشورى -سواء كمرشحة أو ناخبة- لا يتناسب مع الدور الريادي والبارز للمرأة في المجتمع العماني من الناحية العددية. وقال إن قلة عدد المرشحات نتج عنه قلة عدد من يصلن إلى عضوية المجلس، ولا شك أن هذا الحضور الضعيف تقف وراءه أسباب أكثرها شخصية أو اجتماعية. وبيَّن أنه -وبهدف تعزيز مشاركة المرأة في العملية الانتخابية- ينبغي أولاً التعرف على أسباب ضعف حضور المرأة أو مشاركتها في انتخابات مجلس الشورى، ومن ثم وضع مجموعة من الإجراءات لإزالة كل سبب من هذه الأسباب. وأوضح أنه يتعين في ذلك الإطار التركيز على عنصرين مهمين؛ وهما إقناع المرأة بحقها المشروع في الترشح لانتخابات مجلس الشورى من ناحية، والمشاركة بالإدلاء بصوتها كناخب فاعل يقوم بدوره الوطني من ناحية أخرى. وشدد كذلك على أهمية اتخاذ الآليات التي من شأنها تحفيز الرجل على دعم المرأة للترشح في عضوية مجلس الشورى وإعطاء الصوت لمن لديها عناصر الكفاءة والقدرة والجدارة من المرشحات.


الإعداد للانتخابات

وفيما يخصُّ الإعداد للانتخابات وفترة الدعاية الانتخابية، قال الغساني إن ما تقوم به وزارة الداخلية يؤكد اهتمام الوزارة بنجاح العملية الانتخابية ليس فقط من الناحية التنظيمية، بل نلاحظ أيضاً الاهتمام بنشر الوعي لدى المرشحين والناخبين لكي يصل إلى مجلس الشورى أعضاء يملكون القدرة على القيام بمهامهم واختصاصاتهم بالشكل السليم.

وأشار إلى أنَّه من الملاحظ الاهتمام بتسهيل الإجراءات وفي نفس الوقت وجود الضوابط التي من شأنها تقنين سير عملية الدعايات الانتخابية بما يضمن للمرشحين توافر الوسائل المناسبة للتعريف بأنفسهم ورؤيتهم الانتخابية، وفي الوقت ذاته يضمن حصول الناخبين على معلومات واضحة ودقيقة عن المرشحين، موضحا أن كل هذا يأتي في إطار نموذج عماني فريد يراعي تقديم المعلومة بصدق وشفافية وبأسلوب راقٍ وحضاري.


ملتقى الشورى

وأشاد الغساني بفكرة ندوات ملتقى الشورى، مؤكدا أنها فكرة رائدة تهدف إلى زيادة وعي الناخبين بأهمية دورهم في العملية الانتخابية. وقال: "من خلال رصد رأي المجتمع حول ندوات هذا الملتقى الذي يغطي جميع محافظات السلطنة، فإنني أجد لها صدى واسعا وارتياحا كبيرا؛ حيث إنَّ هذه الندوات التفاعلية لها أثر مباشر في إيصال المعلومة بشكل واضح ودقيق".

وأثنى الغساني على مبادرة بث ندوات الملتقى تليفزيونياً في أوقات مختلفة؛ مما يُسهم في إتاحة الفرصة أمام العديد من المواطنين لمتابعة الحوارات والحصول على الاجابات والإيضحات حول الجوانب المختلفة المتعلقة بانتخابات مجلس الشورى. وأكد الغساني أنَّ ذلك من شأنه أن يؤدي إلى زيادة وعي الناخبين بدور المجلس من ناحية ودورهم في اختيار الأكفأ من المرشحين من ناحية أخرى. وأضاف بأن طبيعة العمل البشري قابلة للتطوير، وحتى يستمر هذا الملتقى في النجاح فلا بد من تنويع آلياته من دورة انتخابية إلى أخرى، وذلك من خلال إضافة بعض العناصر التي يمكن أن تساهم في زيادة المتابعين وتحفيزهم.

ويرى عميد كلية الدراسات المصرفية والمالية أن ملتقى الشورى يمكن تطويره بشكل أكبر خلال الدورات الانتخابية المقبلة من خلال زيادة المحطات التي يتم تنفيذ ندوات الملتقى فيها وفتح المجال لعدد أكبر من المشاركين الذين يرغبون في الحضور وربط ندوات الملتقى بوسائل التواصل الاجتماعي.

تعليق عبر الفيس بوك