لدى طفول بنت رمضان بامخالف شغف كبير بالتراث واقتناء مقتنيات قديمة منذ صغرها. وأحبت العمل اليدوي فكانت تنفذ عددا من المنتجات الفضية منذ صغرها وتعلمت على يد سعيد باحشوان الذي يعد أشهر الصائغين بالمحافظة وأخذت على عاتقها نقل هذه الصناعات إلى الأجيال الجديدة حيث تقوم بتعليم الفتيات أعمال الفضيات والصناعات والحرف الأخرى دون مقابل. وتشارك طفول بامخالف هذا العام للسنة الخامسة على التوالي بمعرض تراثي شخصي يحمل هذا العام عنوان (تواصل الأجيال) بمهرجان صلالة .
وعن فكرة وهدف المعرض، تقول الحرفية طفول بامخالف: أقمنا هذا المعرض للعام الخامس على التوالي بهدف إظهار مكنونات التراث العماني وإبرزها لزوار مهرجان صلالة السياحي وتعريفهم بها وتعريف الجيل الحالي بالصناعات والحرف التقليدية وطرق استخدامها وحمل المعرض العام الماضي عنوان همسة الماضي بقصد التعريف بالتراث والحرف التقليدية والصناعات الحرفية.
وحول ما يحتويه المعرض، قالت بامخالف إنه يشمل عدة أقسام وحرصنا في اختيار هذا التقسيم على تعريف الزوار بكل التفاصيل بطريقة سهلة واضحة ومنها قسم البيت الظفاري بالمدينة ويحتوي على السرير القديم المزين بالخيمة المليئة بالتطاريز والنقوش كذلك السرير الخاص بالطفل ويسمى المهد وبعض الأدوات الخاصة بالطفل، والمدة وهي سجادة متوسطة الحجم تصنع من السعفيات والصندوق الذي يحتوي على زينة النساء قديمًا والعديد من الصناديق القديمة لحفظ المخطوطات والرسائل، وكذلك الملابس الخاصة بالرجال في ظفار وهي السيف والمحزم العصي والخنجر، والأدوات التي تستخدم للزينة مثل المناظر والطواويس. أما قسم البيت الظفاري بالريف فيحتوي على مجسم للبيت الريفي ويسمى الرجمة والفراش بداخله ويسمى النطع وأدوات الرجل قديمًا وأشهرها الصبيغة بالإضافة إلى أدوات العمل اليومي للرجل الريفي. ويحتوي قسم الصناعات التقليدية على العديد من الصناعات منها الصناعات الفضية والتي تعتبر الصناعة الرئيسية لصاحبة المعرض وهي مصوغات للمرأة في ظفار مثل الخرقة وتوضع فوق الرأس ودارة الحروز وتوضع خلف الرأس والشكة وتلبس في مقدمة رأس البنت، والعصابة وتستخدمها المرأة المتزوجة للزينة. كما يوجد بقسم الصناعات التقليدية التي تستخدمها المرأة للزينة منها ما يستخدم في الأنف وهي الخشيفة والبدلة ومنها ما يلبس في الأذن ومنها القراط والمعاجل والعقوبيات والحلاق وما يلبس في اليد ومنها البنجرة والسقليت والمقضبات ومما يلبس في القدم ومنها المراشح والمثاني والحبوس والزقار والكيرات وكذلك ملبوسات المرأة الريفية ومنها حرز الصدر والمرية والقلادة والسك والبدلة.
ويضم قسم الصناعات التقليدية بعض الأدوات التي تستخدم في أعمال الفضة مثل الكواك والطوابع والمفرق والمجرة. أما قسم الصناعات الفخارية فيحتوي على المجمر والجحلة وتستخدم لحفظ الماء والقدح لحفظ اللبن والحليب والمغر واللخا وقسم السعفيات ويحتوي على القفة وسجادة الصلاة والمروحة والكفاية والجلة وكلها مصنوعة بالكامل من السعف أما قسم صناعات الشافي وصناعة الشافي هي دمج للصناعات السعفية والجلدية في صناعة واحدة ويحتوي على القربة والستر وتستخدم لحفظ المصوغات. ويضم قسم الصناعات الجلدية القربة والهبان ويستخدمها الرجل لحفظ أغراضه أثناء التنقل والمجعال وتستخدمه المرأة العاملة قديماً لحفظ أغراضها والمحفيف ويستخدم غطاء للشعر. أما قسم المهن القديمة فيحتوي على العديد من المهن بقصد تعريف الزوار بهذه المهن ومنها مهنة التجارة وكيف كانت تدار هذه المهنة سابقا وذلك من خلال عملية البيع والشراء منها ما يوجد في المعرض وهو ميزان اللبان وهي أداة لقياس كمية اللبان وميزان نادر جدا مصنوع من النحاس وحرفة الرعي وكل ما يتعلق بها وحرفة النجارة ومن أدواتها المنشار قديما ويستخدمه شخصان وحرفة الزراعة ومن أدواتها المنزحة والحراث القديم والمسعال ويستخدم لتسوية الأرض وحرفة الصيد وأدواتها.
ويحتوى قسم الخياطة والتطريز على الثوب الظفاري بكافة أنواعه والبرقع والمشقة وهي ما تشبه العباية حاليا وبعض الملبوسات الأخرى كما يوجد في المعرض قسم لجذب الشباب ويحتوي على مجسم لبرج طاقة ومجسم للمجمر ومجسم لسفينة الغنجة ومجسم فخاري لكأس الخليج قامت صاحبة المعرض بصناعتها وعرضها بغرض لفت انتباه شباب هذا الجيل إلى الصناعات والحرف التقليدية.
وعن أبرز الجوائز والمشاركات للوالدة طفول بامخالف، قالت إنها شاركت في العديد من المهرجانات منها مهرجان صلالة السياحي منذ تأسيسه إلى الآن فيما يتعلق بالجانب التراثي وكذلك شاركت في العديد من المهرجانات خارج السلطنة وفي دول مجلس التعاون . كذلك قامت بالتعاون مع وزارة التراث والثقافة ووزارة السياحة من خلال جمع العديد من المقتنيات القديمة وعرضها في حصن طاقة كذلك تقوم بإمدادهم بالمعلومات عن المقتنيات للزوار كما فازت بالمركز الثاني في مسابقة السلطان قابوس للإجادة الحرفية التي تنظمها الهيئة العامة للصناعات الحرفية. ومن خلال مشاركاتها في العديد من المهرجانات خارج السلطنة تلقت الحرفية طفول بامخالف العديد من العروض الخارجية بقصد تدريب الفتيات بتلك الدول إلا أنها ولتعلقها الشديد ببلدها ورغبتها في تأصيل هذه الحرف التقليدية في بلدها بشكل رئيسي فضلت البقاء بالسلطنة، كما أن لها مشاركات في مناشط وفعاليات مهرجان طاقة منذ انطلاقه.
وردا على سؤال عن مدى إقبال زوار مركز البلدية الترفيهي على المعرض ومدى تفاعل الجمهور مع المحتويات قالت إن المعرض يشهد إقبالا كبيرا من زوار مركز البلدية الترفيهي حيث نفتح أبواب المعرض في الخامسة مساء وحتى العاشره مساء ونقدم للزوار مختلف المعلومات عن كل ما يوجد بالمعرض ولمسنا إعجاب مرتادي المهرجان وهو ما ظهر من خلال كلمات الشكر في دفتر الزوار خصوصاً وأننا نحاول أن نجدد في المعروضات من عام لآخر.
وتوجهت الوالدة طفول بامخالف بكلمة شكر إلى سعادة الشيخ سالم بن عوفيت الشنفري رئيس بلدية ظفار رئيس اللجنة الرئيسية للمهرجان ومحمد بن عمر الرواس مشرف عام دائرة المهرجان والمنسق العام لمهرجان صلالة السياحي وكل العاملين بدائرة المهرجان على كافة التسهيلات المقدمة للمعرض هذا العام وجهودهم في إبراز المعرض بالصورة المطلوبة كما وجهت الشكر إلى مختلف وسائل الإعلام التي قامت بتغطية فعاليات المعرض.
