هيروشيما.. أغسطس الأسود

تحل هذه الأيام الذكرى السبعون لمجزرتي هيروشيما وناجازاكي التي أودت بحياة مئات الآلاف من اليابانيين، وعلى الرغم من مضي ستة عقود على إلقاء الولايات المتحدة للقنبلةالنووية على تلكما المدينتين اليابانيتين؛إلا أنّ العقل الجمعي العالمي لايزال يعتبرهما مثالا حيا على منهج ميكافيلية الغاية وستظل وهدة إنسانيّة غاب فيها العقل والرحمة وحلت بديلا عنها وحشية الإنسان ضد أخيه الإنسان..

وسيسجل التاريخ وذاكرة الدهورأنّ الولايات المتحدة الأمريكية والتي تتجاهل خطورةالسلاح النووي الإسرائيليأنّها- أي أمريكا-أول من استخدم هذا النوع من الأسلحة في العالم، وبذا تكون سنت سنة سيئة، ولن تنفي عنها الشعارات التى ترفعهاللقضاء على ونزع الأسلحة النووية في الشرق الأوسطوصمة جريمة ناجازاكي وهيرروشيماالماثلة تداعياتها إلى الآن؛ حيث يعاني آلاف الأبناء من الآثار المرضية الناجمة عن الإشعاعات إضافة إلى حالات الإعاقات الذهنية والخلقيةوالتشوّهات التي أصابت حتى الأجنة في رحم الأمهات؛ لتعيش الأجيال الجديدة حالة من فوبيا الإشعاعات النووية العالقة إلى الآن في الهواء والبيئة الحياتية المحيطة.

والناظر إلى الأمر بعين متفحصة سيجد أنّ بإلقاء الولايات المتحدة للقنبلة النووية سعت إلى وضع نهاية سريعة للحرب بأي ثمن ونتيجة،وأنها اتخذت من الوحشية معبرا لفرض نفسها كقوة عالميةتحت مبرر الغاية التي بررت استخدام تلك الوسيلة الميكافيلية، وهذا ما تحقق بالفعل، علاوة على أنّاستخدامالقنبلة النووية كسلاح استراتيجي أمريكي يعد أول مراحل السباقالنووي المحموم الذي بدأته أمريكا، لتتبعها دول أخرى من بينها ربيبتها إسرائيل.

يجب على العالم الاتعاظ مما حدث في هيروشيما وناجازاكي، وحتى لاتتكرر المأساة مرة أخرى عليه أن يسعى حثيثًا لضمان عدم تكرارها؛ وذلكبإلزام الدول بالتوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل،كما يجب على الفاعلين الدوليين التخلي عن سياسة الكيل بمكيالين التي تبيحللدول العظمى كأعضاء النادي النووي حق الامتلاك وتحرمه على الدول الصغرى.. وليس ببعيد عن الأذهان تحجيم دور إيران النووي وتجاهل ترسانة الأسلحة النووية التي تمتلكها إسرائيل.

تعليق عبر الفيس بوك