"الوطني للبحث الميداني".. جهود مضنية لديوان البلاط السلطاني في حفظ البيئة واستدامة الطبيعة الثرية بالسلطنة

◄ العمل البيئي أحد مقومات التنمية الأساسية الشاملة

◄ دراسة مسح التنوع الأحيائي بجبال الحجر

◄ 200 نمر عربي مُهدَّد بالانقراض في ظفار

◄ العمل على إشراك المجتمع المحلي في الحفاظ على النمر العربي

مسقط- الرُّؤية

يُعدُّ المركز الوطني للبحث الميداني -التابع لديوان البلاط السلطاني- علامة بارزة في مسيرة النهضة المباركة؛ إذ يبذلُ المركز جهودا مضنية في حفظ البيئة واستدامة الطبيعة الثرية في السلطنة.

وبفضل الرؤية الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- تشكَّلتْ دعائم وأبعاد العمل البيئي بالسلطنة، وتحقَّق الارتباط بين مسيرة التنمية وأهداف أصحاح البيئة بإدخال الاعتبارات البيئية في جميع مراحل التخطيط والتنفيذ لكافة المشاريع التنموية.وتفرَّدت السلطنة بإنجازات مهمة في مجال العمل البيئي؛ باعتباره أحد المقومات الأساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها البلاد منذ انطلاق فجر النهضة المباركة، وبتجاوب كبير ومشهود مع الصحوة البيئية على الصعيدين الاقليمي والعالمي.

وجاء إنشاء المركز الوطني للبحث الميداني لحفظ البيئة بموجب المرسوم السلطاني رقم 54/2009، ترجمة للاهتمام السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بالبيئة العمانية والمحافظة عليها.ويهدف المركز -وفقا لما نصَّ عليه النظام الأساسي الخاص بإنشائه- إلى تنظيم وتشجيع البحث الميدانيفيمجالحفظالبيئة،وتشجيع العاملين والباحثين والمتخصصين والدارسين العمانيين في المجال البيئي، وإبراز قدراتهم وإمكانياتهم العلمية ونشر أبحاثهم محليا ودوليا.ويعنى المركز في المقام الأول بتحديد وتطوير مشاريع الأبحاث الميدانية لحماية البيئة واستدامتها بالسلطنة والحفاظ عليها بكافة أشكالها،وتشجيع المؤسسات الأكاديمية ومؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة والباحثين والمهتمين القيام بالدراسات البيئية الميدانية والأبحاث العلمية الحقلية الجادة المتميزة، ونشر الوعي البيئي وزيادة تأثيره من خلال المناهج الدراسية،وبناء شراكة حقيقية بين المجتمع المحلي ومفردات البيئة المحيطة من خلال تحديد المنافع والمصالح المشتركة التي تسهم في الحفاظ على المفردات البيئية العمانية.

الوحدة الميدانية المتنقلة

ومن أهم المشاريع البحثية التي ينفذها المركزالوحدة الميدانية البيئية المتنقلة؛ حيث يقوم المركز الوطني للبحث الميداني بتنفيذ دراسة لمسح التنوع الأحيائي بجبال الحجر عن طريق الوحدة الميدانية المتنقلة، وهي عبارة عن تجربة حية للعمل الميداني في المجال البيئي من خلال مجموعة من المخيمات المتنقلة في المناطق المختارة. يُعتبر هذا المشروع إضافة جديدة من نوعها يقوم بها المركز الوطني -بالتعاون مع منظمة إيرث ووتش- حيث تعتبر هذه هي المرة الاولي التي يتم فيها إنشاء محطات بحثية متنقلة تعمل على دراسات حقلية وميدانية في التنوع الحيوي على سلسلة جبال الحجر. ويتيح المشروع فرصًا تدريبية للباحثين والمهتمين بالمجال البيئي لتعزيز قدراتهم البحثية من خلال المشاركة في أعمال المشروع.

وينفذ هذا المشروع في سلسلة جبال الحجر العماني؛ لكونها منطقة خصبة وثرية بالتنوع الأحيائي؛ حيث تمتد هذه السلسلة مسافة تقترب من 700 كم مشكلة ملاذا ومأوى لكثير من الانواع الحية الي تزخر بها البيئات الجبلية وبيئات الوديان.ويهدف المركز من خلال هذه الوحدة الميدانية المتنقلة إلى الوصول لنتائج حول المخرجات المتعلقة بالبحوث من خلال انشاء قاعدة بيانات توضح مناطق تواجد مجموعات مختلفة من الانواع الحية لتسهيل مراقبةالآثار المستقبلية للتغيرات المناخية والبحوث المتعلقة بها،وإعداد مسوحات تقديرية لهذه الانواع وتقييم حالة تواجدهاإستخدام طرق وتقنيات جديدة وتكنولوجية للبحث والمسح الميداني،وتحديد المناطق ذات الكثافة بالتنوع الحيوي والتي يمكن ادخالها في مناطق الحماية، والوصول إلى مخرجات متعلقة ببناء القدرات من خلال المشاركة في إعداد قاعدة بيانات التنوع الأحيائي، وتدريب موظفي المركز والجهات الاخرى على بحوث التنوع الأحيائي.

ومن أهم أنواع البحوث التي تقوم هذه الوحدة المتنقلة بدراستها: بحوثالثدييات الصغيرة والكبيرة؛ وتشمل المفترسات الكبيرة كالثعالب والوشق وحيوانات الوعل والغزال العربي والقوارض والزواحف،ودراسة الحشرات،ودراسة أنواع الطيور،ودراسة الغطاء النباتي،ومسح الغزلان.ويتطلب المسح في بعض المناطق الجبلية الوعرة تركيب كاميرات فخية لترقب حركة الثديات الكبيرة مثل الوعل العربي والغزال العربي؛ وذلك بهدف دراسة كثافتها وسلوكها في مناطق الدراسة. وقد حصلت الوحدة المتنقلة على نتائج مسح مشجعة من النواحي البيئية وبناء القدرات والكفاءات الوطنية للعمل في الحقل البيئي من خلال العمل الميداني.

النمر العربي

ويُعدُّالنمر العربي من الثديات المهددة بالانقراض في السلطنة وهو أحد الأنواع المهددة بالانقراض حسب القائمة الحمراء للأنواع المهددة في الاتحاد العالمي لصون الطبيعة والموارد الطبيعية اعتبارا من العام 2006، ومدرج أيضاً في الملحق الأول من الاتفاقية الدولية "سايتس" التي تحظر المتاجرة بالأنواع المهددة، وقد كان يتواجد بكثرة في جبال محافظتي مسندم وظفار، إلا أن عمليات الصيد الجائرة والقتل وتدمير بيئته الطبيعية أدت إلى تناقص اعداده؛ حيث بقيت أعداد قليلة منه في جبال محافظة ظفار،وقدرت إحدى الدراسات سنة 2007 عدد النمور في البرية بما يقارب الـ200 رأس؛ متوزعة بين سلطنة عمان والجمهورية اليمنية.

ويقوم المركز الوطني -بالتعاون مع منظمة "إيرث ووتش"، ووزارة البيئة والشؤون المناخية، ومكتب حفظ البيئة- بدراسة النمر العربي في جبل سمحان؛بهدف إيجادأفضل الطرق والممارسات للحفاظ عليه من الانقراض؛ حيث تم استخدام مختلف التقنيات في دراسته وتتبعه مثل الكامرات الفخية، وتركيب اطواق تعقب له لمعرفه أماكن تحركاته ونشاطاته، وأخذ عينات من دمه وفروه ومخلفاته بهدف الدراسات الجينية المتعلقة بصحته وسلالته.

ونظَّم المركز مؤتمرا عالميا حول النمر العربي في محافظة ظفار بمشاركة عدد من المنظمات والهيئات الدولية والجهات المسؤولة عن البيئة في السلطنة؛ حيث سعى المؤتمر إلى تقييم الوضع الحالي للنمر العربي في السلطنة والتنوع الأحيائي في جبال محافظة ظفار، وإيضاح دور الجهات المعنية بالسلطنة في الحفاظ على هذا الحيوان من الانقراض، ووضع الأطر العلمية والإستراتيجيات التي تمكن السلطنة من بقاء هذا الحيوان والحفاظ عليه وتوفير البيئة المناسبة لتكاثره ونموه بشكل طبيعي.ويسعى المركز إلى إيجاد آلية لإشراك المجتمع المحلي في حماية النمر العربي في بيئته الطبيعة وإيجاد آلية لتعويض المواطنين المتأثرة ماشيتهم بوجود النمر العربي، وخلص المؤتمر إلى إعداد إستراتيجية حماية النمر العربي في السلطنة.

الوعل العربي

كما تزخر البيئة العمانية بمجموعة من الحيوانات النادرة؛ وفي مقدمتها: حيوان الوعل العربي؛ فالسلطنة تعد البيئة المناسبة لهذا الحيوان الذي يختلف عن أبناء جنسه من الوعل في جبال الهملايا وفي الهند وبعض مناطق أوروبا، وهذا الذي أثبتته الدراسات والبحوث البيئية.ويصارعالوعل العربي للبقاء مع وتيرة التحولات السريعة في البيئة المحيطة به، حتى بات هذا الحيوان من الحيوانات المهدَّدة بالانقراض. ومن هنا، جاءتْ أهمية دراسته وحمايته من الانقراض. ولا شكَّأنَّ القيادة الحكيمة للبلاد سهَّلت قيام مؤسسات وقوانين تخدم البيئة وحمايتها؛ لذلك عمل المركز الوطني في سبيل تحقيق هذه الغاية من خلال بحوثه الميدانية التي ستساعد على دراسته علميا وتوفير له البيئة المناسبة والأمنه لبقائه واستمراره، حيث يعتبر دراسة هذا الحيوان من إحدى أولويات المركز وأحد أهم البحوث التي ينفذها.ويهدف المركز من خلال هذا المشروع إلى الحصول على معلومات حول طبيعة البيئة التي يعيش فيها الوعل العربي،وحصر أعدادها في جبال الحجر،ومعرفة أماكن تواجده وسلوكياته،والتقليل من المهددات التي تشكل خطرا كبيرا عليه، وإعداد قاعدة بيانات وبحوث ودراسات حوله.ويقوم المركز بدراسة الوعل العربي من خلال مجموعة من الخبراء والباحثين الذين يعكفون على دراسة الوعل في بيئته الجبلية، حيث يستخدم الفريق مجموعة من التقنيات الحديثة لدراسته مثل الكاميرات الفخية، ومصائد وأفخاخ للإمساك به لفحصه ودراسته،وأجهزة تعقب باستخدام النظام العالمي لتحديد المواقع "GPS"، وتحليل البيانات ومحاولة تحديد نطاق تحركه.

فلج لزغ

وفي سياق ذي صلة، تعدُّالأفلاجالمصادر الرئيسيةلمياه الري في السلطنة، لاسيماالزراعات التقليدية، وقد برهنت هذه الأفلاج على قدرة الانسان العماني وعزيمته الكبيرة في بناء الحضارة وإثراء التراث الانساني العالمي.وقد أولت الحكومة اهتماما كبيرا بالأفلاج العمانية في مختلف مناطق السلطنة. ومن هذا المنطلق، فإنَّ المركز الوطني -وبالتعاون مع وحدة بحوث الأفلاج بجامعة نزوى ومؤسسة إيرث ووتش العالمية- يقوم بتنفيذ دراسة لمشروع المياه العذبة المرتبطة بالافلاج؛ حيث تمَّ اختيار فلج لزع بولاية سمائل بمحافظة الداخلية نموذجا؛ وذلك لعدد من الأسباب؛ أهمها: استمراره في التدفق وعدم تأثره كثيرا بمواسم الجفاف، وايضا لموقعه الجغرافي المتوسط بين محافظ مسقط ومحافظة الداخلية.

ويهدف المشروع إلى دراسة التنوع البيئي في الفلج،وأهمية الاستفادة القصوى من مياه الفلج والحد من تسربات المياه، ومحاولة إدخال تقنيات حديثة لري المزروعات، وأهمية الاستفادةمن فائض مياه الفلج في مشاريع لها ارتباط بالفلج وتعزز الدخل المالي للفلج، اضافة الى دراسة كيمياء مياه الفلج، والاستفادة من وحدة المياه في الانتاج الزراعي.

وبدأالمشروعبمسح ميدانيلبيئة الفلج، ووضع خرائط لبلدة لزغ لتحديد مسارات الفلج والأماكن التي يسقي بها الفلج؛ بهدف تسهيل عمل الباحثين في إيجاد كل الطرق التي تؤدي لتحسين وتطوير قنوات ومجاري مياه الفلج التي تضمن وصول المياه للمزروعات وغيرها بطريقة جيده. وتم أيضًا الاتفاق مع وكيل الفلج للوصول إلى سجلات لفلجأربعة عشرعاما السابقة؛ حيث تُمثِّل هذه السجلات بيانات حاسمة في الدراسة الاجتماعية والاقتصادية للفلج، وقد تمَّ مسح الكتب والسجلات ووضعها في نسخة إلكترونية.

ومن منطلق معرفة المشروع للمعلومات المهمة التييحتاجها الأهاليعن فلج لزغ ومدى استفادتهم منه اقتصاديا، وعن آرائهم في المشروع، فقد تم إجراء استبيان يضم أسئلة شاملة تفيد المشروع بشكل مباشر. وشمل الاستبيان جوانب عدة؛ تمثَّلتْفي مصادر المياه والأراضي الزراعية التي تسقى بالفلج أو غيرها،إلى جانب أسئلة أخرى كعدد المزارع والنخيل والمحاصيل الزراعية الأخرى والثروة الحيوانية التي يملكها الأهالي والمدخلات والمخرجات والجانب الاجتماعي والاقتصادي للأهالي. وشمل الاستبيان 47 أسرة في البلدة، والذين تم تحديدهم من قبل وكيل الفلج. وسيتم دمجالبيانات المستخرجةمن الكتب والسجلاتالخاصة بالفلجمع البيانات المستخرجة من الاستبيان، وسوفيتم تحليله واصدار تقرير إنتاجية الفلج خلال الفترة المقبلة.

الغطاء النباتي

إلى ذلك، يُنفذالمركز الوطني -وبالتعاون مع منظمة "إيرث ووتش"، وعدد من الجهات الحكومية والأهلية- دراسة للغطاء النباتي والتنوع الأحيائي في منطقة الجبل الأخضر وجبل شمس بمحافظة الداخلية، ويتم خلال هذا المشروع دراسة التنوع الأحيائي والفطري، ودراسة الحياة الطبيعية لعدد من الحيوانات البرية الموجودة، كما يتم دراسة أنواع النباتات البرية النادرة والاشجار المعمرة في الجبل كشجر البوت والعلعلان والسدر والعتم...وغيرها من الأشجار. إلى جانب دراسة أنواع الطيور المستوطنة والمهاجرة في منطقة الجبل، والتدريب على تركيب الكامرات الفخية لعملية رصد الحيوانات والطيور، وكيفية تركيب المصائد للحشرات والقوارض والفراشات.

وتكمُن أهمية هذه الدراسة في أنَّ الغطاء النباتي في منطقة الجبل الأخضر وجبل شمس، تعرَّضلبعض التهديدات -سواء أكانت طبيعية أو بشرية- مماأثَّرعلىمستوىالغطاء النباتي فيه، وتعرضت بعض الأشجار المعمرة والنباتات البرية لخطر الانقراض، لذلك أطلق المركز الوطني هذه الدراسة بهدف تنسيق الجهود وإشراك أفراد المجتمع المحلي في المحافظة على الغطاء النباتي؛ من خلال الجمع بين نتائج البحوث العلمية والمعارف المحلية والسعي لإيجاد نظام مستدام للمحافظة على النظام البيئي في منطقة الجبل، وتأتيهذه الخطوة في إطار تطوير نظام بيئي مستدام بتقييم الوضع الراهن للنظام البيئي، وتحديد المخاطر التي تهدد سلامته. لذا؛ كانت المرحلة الأولى من هذا المشروع هي تقييم الغطاء النباتي وجمع البيانات حول أوضاع النباتات والعوامل البيئية ومدى التأثير البشري؛ وذلك بهدف تحديد ما يُواجه الغطاء النباتي خاصة أشجار العتم والعلعلان والنباتات الأخرى من المهددات وإشراك أفراد المجتمع المحلي في تناول هذه المخاطر وسبل علاجها.

وانطلق هذا المشروع من البحوث السابقة لعدد من العلماء، ويهدف إلى مواصلة هذه البحوث حول أشجار العتم والعلعلان، وتمَّ اختيار عدد من المواقع لدراسة التنوع البيئي في مختلف مناطق الجبل وتحديد أنماط الغطاء النباتي، ولم يتم اختيار هذه المواقع عشوائياً بل أنها تمثل مختلف البيئات والارتفاعات في الجبل الأخضر.

المشروع يشتمل على الكثير من أنشطة جمع المعلومات والبيانات من خلال العمل الميداني واستخدام نظام المواقع الجغرافية وفرق المسح الاجتماعي والاقتصادي، وتستخدم هذه البيانات بعد معالجتها كمؤشرات حول تفاعل البيئة الطبيعية والغطاء النباتي مع الأنشطة البشرية. وبعد ذلك، تنشر نتائج هذا المشروع من خلال الخرائط البيئية لتسليط الضوء على التحديات البيئية والحلول المقترحة. وتشكل نتائج المشروع قاعدة أساسية يمكن من خلالها تطوير نظام مستدام للمحافظة على أشجار العتم والعلعلان في السلطنة.

حقيبة التعليم البيئي

ودشَّن المركز الوطني -بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم- حقيبة التعليم البيئي حول التنوع الأحيائي في سلسلة جبال الحجر في السلطنة؛ حيثيأتيهذا المشروع كأحد البرامج الأساسية التي ينفذها المركز في مجال تعزيز الوعي البيئي لدى طلاب المدارس والتوعية بأهمية الحفاظ على البيئة العمانية وصون مواردها الطبيعية. ويسعىالمركز -من خلال هذا المشروع- إلى رفع مستوى الوعي البيئي، إضافة إلى تعزيز المستوى المعرفي للطالب وربط المفاهيم البيئية بالمناهج الدراسية لتعزيز القيم الإيجابية لدى الطالب في الحفاظ على موروث السلطنة الطبيعي لتحقيق مبادئ التنمية المستدامة للمجتمع، علاوة على التأكيد على أهمية البحث الميداني في المجال البيئي والتشجيع عليه من خلال مختلف الأنشطة. ويأتي هذا المشروع كثمرة من ثمار الأبحاث الميدانية التي يقوم بهاالمركز بالتعاون مع منظمة "إيرث ووتش" في سلسلة جبال الحجر والمعنية بالتنوع الأحيائي الموجود فيه؛ بحيث تتم ترجمتها إلى مواد تعليمية تثقيفية على شكل حقيبة تعليمية؛ وذلك بالتعاون الوثيق مع المختصين بالمديرية العامة لتطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم.

وتحتوي الحقيبة على 13 كتيبا تعليميا تحوي معلومات بيئية وحيوية عن التنوع الأحيائي في سلسلة جبال الحجر، وكتيب خاص بأنشطة الطلاب لتعزز وتوسع نطاق تعلم الطلاب من خلال التمارين والأنشطة الترفيهية، ودليل المعلم الذي يحتوي على إجابات الأنشطة ويقدم مقترحات لخطط دروس تكميلية للمناهج الدراسية، وملصقات تعريفية لبعض الحيوانات،وبطاقات تعليمية مصورة توضح المفردات العلمية المتكررة في الحقيبة التعليمية. وتم توزيع هذه الحقائب التعليمية على أربع محافظات تعليمية؛ هي: مسقط،وجنوب الباطنة،وشمال الشرقية، والداخلية، وتستهدف طلاب مدارس الحلقة الثانية. كما تزامن تدشين هذه الحقيبة مع برنامج تدريبي نظري لعدد من المعلمين والمعلمات من مختلف المحافظات وأعضاء المناهج حول كيفية استخدام هذه الحقيبة،إضافة إلى زيارة ميدانية إلى الجبل الأخضر.

علم النبات

ونفَّذالمركزالوطنيعددًا من البرامج التدريبية في علم النبات؛ وذلك في عدد من المحميات الطبيعية في السلطنة، بالتعاون مع منظمة "إيرث ووتش". وتضمَّن البرنامج تدريبَ المشاركين على المهارات اللازمة للتعرف على النباتات، وتعريفهم بمبادئ بحوث علم النبات للحفاظ على النظام البيئي في كل موقع. كما تم دراسة النباتات البرية بتلك المحميات، والتعرف على الأنواع النباتية المستوطنة، والأنواع النباتية النادرة. كما يتم تدريب المشاركين على كيفية التعرف على النبات المختلفة والفروقات فيما بينها، وأهم المعلومات التي يجب تسجيلها عن كل نبات، والتدريب على كيفية جمع العينات النباتية من خلال التدريب الميداني بالمحمية، والطرق المستخدمة للمسح الميداني والمعلومات الواجب تدوينها عن النباتات وبيئاتها،وتعريف المشاركين بمبادئ بحوث علم النبات للحفاظ على النظام البيئي في كل موقع.

وشارك في تنفيذ عملية التدريب عددٌ من المؤسسات الرائدة والعريقة في مجال علم النبات؛ مثل: مركز النباتات الشرق أوسطية التابع لحديقة النباتات الملكية بأدنبرة وحديقة النباتات العمانية، ويهدف إلى زيادة المعرفة بعلم النبات بالنسبة للقائمين على المشاريع والجهات المسؤولة عن إدارة كلٍّ من محمية جبل سمحان ومحمية وادي السرين ومحمية الجبل الاخضر للمناظر الطبيعية ومنطقة جبل شمس.ويشارك في هذا البرنامج عددٌ من الجهات الحكومية بالسلطنة؛ وهي: وزارة البيئة والشؤون المناخية، ومكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني، وجامعة السلطان قابوس، وجامعة نزوى.

تعليق عبر الفيس بوك