فرنسا تتوقع قتالا "طويل الأمد" مع "داعش".. والعبادي: العالم "خذل" العراق

باريس، بغداد - الوكالات

قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، بعد محادثات تستضيفها بلاده بين ممثلي الدول الأعضاء في التحالف الذي يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، إنهم متحدون في هذا القتال، إلا أنه اعترف بأن المعركة ستكون طويلة.

وأضاف -في مؤتمر صحفي- "أكدنا من جديد وحدتنا وتصميمنا المشترك لقتال الدولة الإسلامية، لكننا ندرك أنها معركة طويلة الأمد". وأشار فابيوس إلى أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تعهد بدوره بمصالحة جميع مكونات المجتمع العراقي. وقال العبادي وهو يقف إلى جانب فابيوس ونائب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: إنَّ العراق قادر على بذل تضحيات لقتال الدولة الإسلامية لكن يتعين على التحالف الدولي دعمه.

إلى ذلك، أيدت دول غربية وعربية تنفذ ضربات جوية ضد تنظيم الدولة خطة العراق لاستعادة اراض من التنظيم المتشدد، بعدما اتهمها رئيس الوزراء العراقي بعدم عمل ما يكفي لمساعدة بغداد في دحر المقاتلين المتشددين. واجتمع حوالي 20 وزيرا من دول التحالف مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في باريس لأهداف منها اقناع حكومته التي يقودها الشيعة بإصلاح العلاقات مع الاقلية السنية في العراق لتعزيز حملته ضد تنظيم الدولة الاسلامية. لكن رغم استعراض الوحدة بدا أن العبادي يرفض الاشارات إلى أن بغداد لا تعطي اهتماما كافيا للمصالحة مع السنة. وأضاف بأنَّ العالم "خذل" العراق مسلطا الضوء على العدد الكبير من المتطوعين في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية الذين دخلوا العراق من دول أعضاء في التحالف.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس -بعد الاجتماع- "أتاحت لنا المحادثات تأكيد وحدتنا وتصميمنا المشترك على قتال إرهابيي الدولة الإسلامية". وأضاف للصحفيين "لا يمكن فصل هذه الإستراتيجية العسكرية عن تنفيذ مصالحة سياسية في العراق". وقال: "لا يوجد.. العسكري على جانب والسياسي على الجانب الآخر". وقال العبادي إنه مُلتزم بالتقارب السني الشيعي، لكنه اتهم التحالف الدولي بعدم عمل ما يكفي للتعامل مع تنظيم الدولة الاسلامية الذي اجتاح مساحات كبيرة في شمال العراق وغربه في 2014 ويسيطر الآن على حوالي ثلث البلاد. وأضاف بأن العراق يمكن أن يقدم تضحيات لقتال الدولة الإسلامية، لكن التحالف الدولي يجب أن يساعده. وقال العبادي إنَّ قواته تحقق تقدما ضد التنظيم المتشدد، لكن بغداد تحتاج بصورة ملحة من التحالف مزيدا من معلومات المخابرات والأسلحة ومنها أسلحة مضادة للدبابات.

وذكر أن بغداد تلقت القليل من الأسلحة أو الذخيرة رغم تعهدات التحالف بتقديم المزيد. وقال إنَّ العراق يعتمد على نفسه في هذه الصدد. وأشار إلى أنه ينتظر موافقة الأمم المتحدة لشراء أسلحة من إيران وروسيا. وقال إن الحملة الجوية مفيدة بالنسبة للعراق لكنها ليست كافية وإن تنظيم الدولة الإسلامية متحرك ويتنقل في مجموعات صغيرة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري -الذي تحدث للمؤتمر عبر الهاتف- إن واشنطن ستبدأ تسليم صواريخ مضادة للدبابات للجيش العراقي هذا الأسبوع. ومنيت الحكومة العراقية الشهر الماضي بأسوأ انتكاسة عسكرية منذ قرابة عام حين سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة الرمادي من الجيش العراقي. والرمادي عاصمة محافظة الأنبار التي يغلب السنة على سكانها. وتبعد المدينة حوالي 90 كيلومترا فقط إلى الغرب من بغداد.

تعليق عبر الفيس بوك