عبد الله العبد الله: "مجموعة المدينة" تعتزم تنفيذ مشروع تجاري وسياحي وسكني وترفيهي متكامل في الدقم على مساحة 500 ألف متر مربع

· 220 مليون ريال حجم استثمارات "المدينة العقارية" ونفذت مشاريع بثلث مليار ريال

· أضفنا للسوق العقاري حوالي 1000 وحدة سكنية وهناك 600 وحدة أخرى تحت الإنشاء وبأسعار مناسبة

· توجه للتوسع في الاستثمار بمدن السلطنة.. وإنشاء فندق بصلالة هذا العام

حوار- فايزة الكلبانية

تصوير / راشد الكندي

قال المستثمر القطري المهندس عبد الله علي العبد الله نائب رئيس مجلس إدارة المدينة العقارية وعضو مجلس إدارة المدينة للاستثمار وعضو مجلس إدارة شركة التلال للتطوير، إنّ الكثير من المستثمرين في دول الخليج يتطلعون إلى سلطنة عمان كموقع جيد لاستثماراتهم، مضيفاً أنّ العوائد التي يمكن أن يحققها المستثمر من الاستثمار في السلطنة أفضل من غيرها، فضلا عن معقولية تكاليف تنفيذ المشاريع مقارنة بدول الخليج الأخرى.

وكشف العبد الله في حوار لـ "الرؤية" أن مجموعة المدينة ستنفذ مشروعا تجاريا وسياحيا وسكنيا وترفيهيا متكاملا في الدقم على مساحة 500 ألف متر مربع يشمل مشروعًا تجاريا وفندقًا سياحيًا ومدينة ألعاب مائية ترفيهية، كما يضم وحدات سكنية ذات مستوى عالٍ، مشيرا إلى أنّه يجري حاليًا العمل على استكمال الإجراءات وإنهاء التراخيص المتبقية، معربًا عن أمله في أن يبدأ تنفيذ المشروع خلال هذا العام.

وبيّن العبد الله أنّ تجربته في الاستثمار بالسلطنة تعود إلى مطلع التسعينيات، مؤكدا أنّ استثماراته حققت نتائج إيجابية ومشجعة على التوسع مستقبلا.

متى بدأت تجربتكم في الاستثمار بالسلطنة.. وما تقييمكم للبيئة الاستثمارية في عمان؟

بدأت مع عدد من المستثمرين القطريين بالاستثمار في السلطنة منذ بداية عام 1990م، ومعظم المشاريع التي نفذناها - ولله الحمد- حققت عوائد ونتائج إيجابية ومشجعة، حيث بدأنا بشركة عبر الخليج وهي شركة مساهمة عامة، وكان الهدف منها الأولي الاستثمار في المجال الصناعي، حيث أنشأنا عددًا من المصانع الصغيرة والمتوسطة في السلطنة احتفظنا ببعضها، وبعنا البعض الآخر..

كما أسست شركة عبر الخليج عدداً من الشركات الفرعية أولها شركة المدينة للاستثمار والتي اندمجت في 2014 مع شركة عبرالخليج، حيث استطاعت شركة المدينة للاستثمار أن تؤسس العشرات من الشركات الاستثماريّة أكبرها شركة المدينة العقارية، والتلال العقارية، وشركة شادن، وشركة المدينة للتأمين، والعديد من الشركات في مختلف المجالات الاستثمارية سواء العقاري أو السياحي والاستثماري، وبعض الشركات المسجلة بسوق مسقط للأوراق المالية..

حيث كانت في البداية شركة انبثقت عنها مجموعة من الشركات فصارت مجموعة وكان التركيز على مسقط في معظم الاستثمارات، والآن توسعنا بالمشاريع لتشمل العديد من مدن السلطنة ومنها صلالة والدقم وصحار ونزوى، كما نسعى إلى الوصول للمزيد من المدن العمانيّة في الخطط المستقبليّة. وهنا أود التأكيد على أنّ معظم المقوّمات الاستثمارية متوفرة في السلطنة، والبيئة الاستثمارية فيها مشجعة جدًا.

ما مراحل تطور شركة المدينة العقارية وأبرز إنجازاتها.. وأين وصلت الآن؟

شركة المدينة العقارية بدأت برأس مال 8,350 ملايين ريال عماني، واليوم رأسمالها 20 مليون، وقيمة صافي الأصول 33 مليون، فيما تجاوز حجم استثماراتها 220 مليون ريال عماني، وإجمالي حجم المشاريع التي قامت بتنفيذها يتجاوز 150 مليون ريال عماني، وحققت الشركة نتائج إيجابية حيث استطاعت أن توفر في السوق العقاري ما يقارب 1000 وحدة سكنية وبأسعار مناسبة وفي متناول المواطنين العاديين، ولديها تحت الإنشاء أكثر من 600 وحدة سكنية.

- ما دور المجموعة في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؟

جميع شركات مجموعة المدينة تنجز مشاريعها بالتعاون مع مؤسسات صغيرة ومتناهية الصغر، ويتم إشراك مجموعة من هذه المؤسسات في مختلف أنشطة الشركة، ففي مسقط جراند مول على سبيل المثال، هناك نحو 50 مؤسسة صغيرة ومتناهية الصغيرة استفادت من المشروع، وهناك العشرات من الشركات التي شاركت في مشاريع الشركة بصورة مباشرة وغير مباشرة.

- ما رؤيتكم لمستقبل صناعة السياحة في السلطنة.. وما تتضمنه من آفاق استثمارية؟

اعتبر أنّ تجربة الاستثمار السياحي في السلطنة تجربة ناجحة ومشجعة لمزيد من الاستثمار، حيث إنّ السلطنة لديها إمكانيات كبيرة استغل البعض منها، والبعض الآخر في حاجة إلى المزيد من الجهد من قبل الجهات المعنية، كما أنّها بحاجة إلى المزيد من التسويق والترويج الإعلامي لإبراز المنشآت المتميزة والتراث والعمران والمعالم السياحية والمشاريع الناجحة التي تحفز وتشجع على جذب المزيد من الاستثمارات.

- ما تقييمكم لمستوى الإقبال القطري على الاستثمار في عمان، وما التوقعات المستقبليّة بشأن زيادة هذه الاستثمارات؟

هناك إقبال ملحوظ من قبل القطريين للاستثمار بالسلطنة وفي مختلف المجالات وخاصة في المجال العقاري والسياحي والفندقة وغيرها، إلا أنّ ما ينقص السلطنة هو الترويج والتعريف بالفرص الاستثمارية المتاحة، ولا نقول لا توجد جهود للترويج لجذب الاستثمارات الأجنبية للاستثمار في السلطنة ولكن ليس بقدر الإمكانيات الموجودة، فلا توجد لدينا معوقات وتحديات بالدرجة الكبيرة التي تعيق الاستثمار إلا البسيطة والمقدور على حلها.

إنّ الكثيرمن المستثمرين في دول الخليج يتطلعون إلى سلطنة عمان كموقع جيّد لاستثماراتهم، مضيفا أنً العوائد التي يمكن أن يحققها المستثمر من الاستثمار في السلطنة أفضل من غيرها، ومعقولية تكاليف تنفيذ المشاريع مقارنة بدول الخليج الأخرى.

هل تعتزم الشركة إنشاء مشاريع سياحية في صلالة؟

يوجد لدينا تركيز في المشاريع على مدينة صلالة، حيث نعمل حالياً على بناء فندق 4 نجوم في وسط صلالة، بالإضافة إلى وحدات سكنيّة وتجاريّة، ومنطقة صلالة من أجمل مناطق السلطنة سياحياً وكذلك على مستوى الخليج العربي، واستطاعت جذب الاستثمار والمستثمرين والسياح، حيث إنها تتمتع بإمكانيات كثيرة ومن أجمل المناطق السياحية في الخليج العربي ولكنها تفتقد إلى رفع الخدمات، حيث يوجد هناك مشروع لتطوير وتوسعة المطار.

وتوجد لدينا خطط مستقبلية كبيرة خاصة في مدينة صلالة، حاليًا نعمل على دراسة مشروع سياحي ترفيهي، ومركز تجاري، ومن المتوقع أن يبدأ العمل في إنشاء الفندق وبعض المرافق الخدمية خلال العام الجاري 2015، وعلى وزارة السياحة عبء كبير في رفع مستوى الخدمات، وتوفير التسهيلات سواء فيما يخص جلب العمالة خاصة في القطاعات السياحية، إلى جانب تسهيل التراخيص كإقامة مطاعم إيطالية وأسبانية ويونانية لتقديم أنواع متعددة من الأطعمة، ونتيجة للمشاكل التي تعاني منها بعض الدول نجد أنّ المستثمرين بدأوا بالاستثمار في هذا المجال في دول الخليج، وعند تسهيل الأمور عليهم ستساعد على جذب المزيد من الاستثمارات.

والواقع أن صلالة تحتاج لعدد كبير من الفنادق في المرحلة المقبلة، ومن الممكن أن تقوم وزارة السياحة بمنح أراضٍ للمستثمرين بأسعار مشجعة للاستثمار، وتحتاج إلى حاجز أمواج ليتم الاستفادة من الشاطئ الجميل في جميع المواسم.

ما خططكم فيما يتعلق بتوسعة مركز جراند مول؟

نعمل حاليًا على توسعة مركز جراند مول، وسنعمل على حل مشكلة الضغط على المواقف بداية، وسيتخلل التوسعة الكثير من المميزات من حيث عمل إضافات على المدخل الرئيسي، وتوفير مساحات للترفيه والمطاعم ودخول ماركات جديدة للمركز يفتقدها حاليا، خاصة أن النجاح الذي حققه مسقط جراند مول يسهم في العمل على جذب الكثير من الماركات ولدينا الكثير من الطلبات، مما سيساعد على إضافة المزيد من الحركة، حيث بدأت خطة التوسعة منذ ثلاثة أشهر، هناك تركيز على إنهاء المواقف كمرحلة أولى، وستجهز ويتم فتحها للاستخدام في غضون أربعة أشهر، والمشروع ككل سيحتاج إلى ما يقارب السنة ونصف السنة لاكتمال جميع معالمه، كما سيتضمن المبنى جسرا يعمل كرابط بين الفندق والمركز التجاري.

هناك توجه من قبل العديد من المستثمرين للاستثمار في الدقم، والاستفادة من الحوافز والفرص الاستثمارية التي توفرها هيئة منطقة الدقم الاقتصادية.. ما مشاريعكم في هذا الصدد؟

تعتزم مجموعة المدينة تنفيذ مشروع تجاري وسياحي وسكني وترفيهي متكامل في الدقم على مساحة 500 ألف متر مربع يشمل مركزًا تجاريًا وفندقًا سياحيا ومدينة ألعاب مائية ترفيهية، كما يضم وحدات سكنية ذات مستوى عالٍ، ويجري حاليا العمل على استكمال الإجراءات وإنهاء التراخيص المتبقية، ونأمل في أن يبدأ تنفيذ المشروع خلال هذا العام.

ما مدى تأثر القطاع السياحي الخليجي بالأوضاع السياسية والأمنية السائدة في المنطقة حاليا ؟

السلطنة خاصة ومنطقة الخليج عامة - ولله الحمد - من أكثر الدول أمناً والأقل تأثرًا بالأوضاع الأمنيّة التي تعاني منها الدول الأخرى، ودول مثل الإمارات وقطر والكويت نجحت في استقطاب استثمارات أوروبية بدلا من أن تذهب للاستثمار هناك وهذا دليل على أنّ منطقة الخليج تُحظى بأمان، والاستثمار في أسواقنا الخليجية يعد استثمارًا طويل المدى، والنظر لربحية الشركة كزيادة أصول وعوائد وأرباح على الأسهم، بحيث نشتري السهم لمدة طويلة، فمعظم الاستثمارات في السلطنة في أصول ثابتة، تنمو وتكبر، وهناك أسهم كثيرة في السوق المالي ولكن لم نأخذها على أساس المضاربة اليومية، انخفض السهم أو ارتفع إنما ننظر إلى العائد وربحية الشركة، فالمستثمر الواعي اليوم لا يتبع المضارب الذي يخلق الفرص المؤقتة لمدة أسبوع ويوم ويومين ويرفع الأسعار ويبيع. بل يستثمر على المدى الطويل.

تعليق عبر الفيس بوك