عامُ الأمنيات السعيدة

 

‏راشد بن حميد الراشدي

عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

.. ودخل عام 2022، والكل يتمنى أن يتبدل حال الأمم فيه، وأن يسود الأرضَ الأمان والسلام والخير.

كلمات وأمنيات تحملها قلوب مخلصة محبة لخالقها ولأوطانها وللخير الذي نتمناه أن يسود بعدما خضنا سنينًا عجافًا مرَّت بمرارتها وابتلاءاتها على البشرية جمعاء. اليوم، يهلُ علينا عام الأمنيات السعيدة الذي يأمل كلُّ منِّا فيه أن تعود الحياة لسابق عهدها، والبِشر بأيام تتغير فيها مقادير الحياة.

تلك الأمنيات التي تتبدل فيها مقاييس البشر من حزن إلى سعادة، ومن عسر إلى يسر، ومن ضيق إلى سعة، ومن هم إلى فرج بإذن الله وتوفيقه.

لا تتحقق الأمنيات إلا بالعمل المكلل بتوفيق الله؛ فإرادة الله تحقق المستحيل، ورضاه يحقق الأمنيات. وأول طرق تحقيق الأمنيات وتبدل الأحوال وانتهاء الأزمات والابتلاءات التي رأيناها حولنا من أمراض وكوارث وغلاء وفقر، هي العودة إلى الله واتباع سنة رسوله نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ومنهاجه القويم. وثانيها: الإقلاع عن كل المعاصي والتوبة الخالصة لله عز وجل. وثالثها: البعد عن كل ما يُغضب الله من تعاملات محرمة وفساد مظلم جرّ بالأمم إلى ويلات عظيمة، وأفرز طغاة أفسدوا في الأرض حتى زلزلها الله بكل ما نراه من ابتلاءات ضاقت بها الأنفس. ورابعها: الحرص على المحافظة على الأمانة فبها يتحقق العدل ويعم الخير ويسود الرخاء. وخامسها: رعاية الأسرة التي هي نواة المجتمع وبذل الغالي والنفيس؛ فإن صلحت تلك النواة صلح المجتمع وكثُر خيره وزالت نوائبه.

إذن.. أمنياتنا كبيرة لوطننا الغالي ولسائر الأوطان، ولكن يبقى خيار البشرية هو الأسبق؛ فإن صلحت واستقامت صلح مددها وتحسنت أوضاعها وزاد خيرها ورزقها، وإن فسدت ذهبت جفاءً كغثاء السيل يذهب مع الريح.

اليوم نبتهلُ إلى الله- عز وجل- مع نهاية عام وبداية عام جديد أن تتبدل الأحوال ويعم الخير والرخاء عُمان وأن يرفع الله الغلاء والأوبئة والكساد وضيق الرزق عن أمتنا وسائر الأمم وأن يكون عامًا يغاث فيه الناس وفيه يفرحون.

اللهم احفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين، واكلأهم برحمتك وعنايتك، واحفظ سلطاننا، ووفقه لما تحب وترضى، وارزقه التوفيق في كل أمر، واحفظ شعبنا وشعوب العالم أجمع من غدر الزمان وسوء المنقلب.

ربنا حقق أمنياتنا، واجعله عام خير ونجاح وفلاح وبركة. اللهم آمين.. وكل عام والجميع بخير.