سارة البريكية
ونحنُ نستقبل العام الميلادي الجديد بخطوات ثابتة يملؤها التَّفاؤل لنرجو من الله العلي القدير أن يُحقق لنا في هذا العام أمانينا التي طالما ناشدنا أن يُحققوها لنا بأن نحصل على وظيفة تكن لنا عونًا وسِترًا عن مذلة السؤال والحاجة نحن وجميع الباحثين عن عمل.
ترتكز عوامل النجاح على المستوى الوطني وعلى صعيد التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية في عُماننا الغالية؛ حيث نجد ذلك جليًا في العديد من القطاعات التي تقدم خدمات الرعاية بشتى أنواعها من مستشفيات ومراكز طبية ومراكز تدريب وغيرها من الخدمات سواء كانت حكومية أم خاصة؛ فالنجاح متبادل ولا تفرق المؤسسة الحكومية عن الخاصة إن كان الطريق واحداً والمغزى واضح والمواطن في الدرجة الأولى في كل المجالات؛ فالتشارك والتشاور لتحقيق الأهداف المرجوة تنصب كلها في خدمة المجتمع وهذا الأمر يتطلب منَّا بذل الجهود اللازمة لتحقيق الأهداف المنشودة.
الرؤى المستقبلية التي يطمح لها الفرد في المجتمع هي العيش الكريم دون الحاجة إلى المزيد من التحديات، وكون الإنسان بحاجة إلى المزيد والمزيد من سبل الراحة العامة وجب على الحكومة توفير ذلك في الميادين كافةً؛ سواء كانت صحية أو تعليمية أو عملية أو حتى ثقافية واقتصادية وغيرها وذلك من خلال توفير سبل العيش الكريم وتجنب العثرات التي قد تواجه المجتمعات بدراسة وتطوير الحلول المناسبة لهذه التحديات والعثرات التي قد يواجهها الفرد بحثًا عن الراحة والاستقرار النفسي والاجتماعي والاقتصادي فمتى ما كانت هناك رؤى واضحة كان السير مستقيم نحو المستقبل الواعد.
إن المساهمة في بناء الأجيال على النهج الصحيح هو الخطوة الأولى نحو التنمية الشاملة والمستدامة التي تهدف إلى الارتقاء بمستوى التنمية البشرية في كافة القطاعات الحيوية بما ينعكس إيجاباً على البيئة والمجتمع وعلى الأفراد؛ فالتأسيس الصحيح منذ الصغر هو الرسالة الأسمى التي يجب أن ينشأ عليها أبناء المجتمع لكي يكونوا عونًا وسندا لأنفسهم أولًا ولإخوانهم وللمجتمع. أما التأسيس الخاطئ فهو الذي يجعل المجتمعات ضعيفة ومهزوزة وغير مسؤولة عن أفعالها وأقوالها ومستوى الوعي والإدراك فيها يكون منخفضاً عن أقرانها وجيرانها والمجتمع بشكل عام.
عام جديد يحمل في طياته الكثير من التحديات التي يجب أن نواجهها جميعًا بحذر شديد وبوعي تام، وذلك لما يترتب عليه مستوى الوعي المجتمعي الذي نعيشه الآن ويُسهم بشكل ملحوظ في سير عجلة الحياة بالمنحى الصحيح اجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا وسياسيًا وعلى الأصعدة كافةً، ونحن نعيش طفرة كبيرة في مختلف المجالات كالذكاء الاصطناعي الذي اجتاح العالم العربي والعالم أجمع وبات يهدد المجتمعات إن لم يستخدم بالطريقة الصحيحة التي يجب أن يستخدم بها.
ومع بداية هذا العام.. نشكر الله على نعمِهِ العظيمة التي يمنحها لنا في بلادنا العربية والإسلامية، إذ إن توقُّف الحرب على قطاع غزة من الإنجازات المهمة التي نسعد بها ونأمل ألا تعود تلك الحرب أبدًا، ونأمل أن يحل السلام بين الشعوب العربية والإسلامية لندفع بمسيرة الإصلاح والتنمية نحو مستقبل أفضل للجميع وأن يكون هذا العام هو عام الخير الذي تتوق إليه البشرية جمعاء.
