ضمن أعمال "القمة العالمية للتنفيذيين لأشباه الموصلات"

50 شركة عالمية تناقش في مسقط بناء منظومة متكاملة لصناعة أشباه الموصلات في الشرق الأوسط

◄ تقديم 25 ورقة عمل بمشاركة 140 رئيسًا تنفيذيًا

◄ استعراض مميزات البيئة الاستثمارية العمانية أمام الشركات الدولية

◄ الإعلان عن تأسيس مركز التميز لأشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية

 

الرؤية- سارة العبرية

تصوير- راشد الكندي

انطلقت، صباح الثلاثاء، أعمال القمة العالمية للتنفيذيين في أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية في نسختها الثانية، والتي تستضيفها سلطنة عمان ممثلة في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات لمدة يومين، وبتنظيم من شركة المجموعة الدولية لصناعة أشباه الموصلات، وذلك تحت رعاية معالي الدكتور خميس بن سيف الجابري رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية "عُمان 2040".

ويشارك في القمة أكثر من 50 شركة عالمية في مجال أشباه الموصلات وعدد كبير من الرؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات العالمية المتخصصة في صناعة أشباه الموصلات، إلى جانب خبراء ومختصين من مختلف دول العالم، حيث يصل عدد المتحدثين إلى 40 متحدثا، بالإضافة إلى 25 ورقة عمل حول بناء منظومة متكاملة لصناعة أشباه الموصلات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقال سعادة الدكتور علي بن عامر الشيذاني وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات: "سُعداء بإطلاق هذه القمة التي تشهد مشاركة نحو 140 رئيسًا تنفيذيًا من شركات متعددة من الشرق والغرب، تعمل في مجال أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية عبر مختلف سلاسل القيمة في هذه الصناعة، بما يشمل شركات التصميم، والتدريب، والتغليف، ومعدات أشباه الموصلات، موضحًا أن هذه الشركات تمثل 3 دول مختلفة، وسيتم خلالها تقديم أوراق عمل متنوعة".

وأضاف- في تصريحات لـ"الرؤية"- أن الهدف من القمة هو جمع التنفيذيين العالميين وتعريفهم بالمزايا التنافسية التي تتمتع بها سلطنة عُمان، إلى جانب العمل على بناء منظومة متكاملة لصناعة أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية في السلطنة، موضحا أن الوزارة أعدّت جدولًا متكاملًا للمشاركين، يُتيح لهم التعرف على جميع الجوانب المرتبطة بصناعة أشباه الموصلات، بالإضافة إلى مجالات أخرى ذات صلة، خاصة ما يتعلق ببيئة الاستثمار في السلطنة، وأنه عقب اختتام المؤتمر سيتم استطلاع رغبة المشاركين في الاستثمار داخل سلطنة عُمان.

من جانبها، قالت سيماء الكعبية المديرة العامة للمديرية العامة لتحفيز القطاع ومهارات المستقبل بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، إن الهدف من القمة يتمثل في التركيز على صناعة أشباه الموصلات، وذلك من خلال جمع كبار الرؤساء التنفيذيين والمستثمرين والخبراء والباحثين، لخلق بيئة تعاونية تجمع جميع الأطراف المعنية بهذه الصناعة، بما يسهم في جذب الاستثمارات الخارجية ووضع سلطنة عُمان في مصاف الدول المتقدمة في التقنيات الحديثة".

وأوضحت أنه تم سابقا التوقيع على اتفاقية في مجال صناعة أشباه الموصلات، تشمل تصميم الرقائق الإلكترونية وتدريب الباحثين العُمانيين الباحثين عن عمل، مشيرة إلى أن السلطنة تعمل في هذه المرحلة على بناء القدرات وتأهيل الكوادر الوطنية، بهدف ترسيخ مكانة عُمان كمركز للتصنيع خلال السنوات المقبلة.

وأضافت أن قطاع تقنية المعلومات والاتصالات يشهد تخرج نحو 3 آلاف شخص سنويًا، في ظل توافر بنية أساسية متكاملة، مؤكدة أن سلطنة عُمان تزخر بمقومات كبيرة تؤهل الشباب العُماني لمواكبة هذه الصناعة المتقدمة.

وبينت الكعبية أنه تم إطلاق برنامج تدريبي متخصص في تصميم أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية، جرى خلاله تدريب ما يقارب 50 شابًا وشابة، وتم توظيفهم في هذا المجال.

 

وتأتي استضافة سلطنة عُمان للقمة في نسختها الثانية، بعد نجاح النسخة الأولى التي أقيمت في فبراير 2023م، في إطار التوجه الوطني لتحقيق أهداف رؤية عمان 2040م، وجهود وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات لجذب الاستثمارات النوعية في صناعة أشباه الموصلات وتأسيس نظام بيئي متكامل لهذه الصناعة، وتعزيز التنويع الاقتصادي، وتوفير فرص عمل للكوادر العُمانية، وتوطين التقنيات المتقدمة، وزيادة الصادرات، واستقطاب شركات جديدة في قطاعات اقتصادية مستقبلية، كما تتيح القمة للشركات العالمية الاطلاع على التطور الذي حققته سلطنة عُمان في هذا المجال، خصوصًا بعد انطلاق أعمال شركة ( GSME-Oman) التي وظّفت أكثر من 100 عُماني في تصميم واختبار أشباه الموصلات.

وتمثل القمة فرصة للإعلان عن عدد من المبادرات الاستراتيجية، أبرزها تأسيس مركز التميز لأشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية، وعقد جلسات ومفاوضات مباشرة بين شركات أشباه الموصلات والمؤسسات المعنية بالاستثمار والتمويل في سلطنة عُمان، إلى جانب عرض حزم الحوافز الاستثمارية المتوفرة لجذب الشركات لبدء أعمالها التجارية، كما تتيح القمة استعراض مستجدات قطاع صناعة أشباه الموصلات في مختلف دول العالم، والتواصل مع الشركات والموردين والمستثمرين العالميين لتعزيز الابتكار وفهم الاتجاهات المستقبلية للصناعة.

واشتمل اليوم الأول من أعمال القمة على عدة أوراق عمل أبرزها تطوير تقنيات أشباه الموصلات لتمكين عصر الذكاء الاصطناعي، التي ركزت على الابتكارات في تصميم الرقائق والتراكم السيليكوني (Silicon Stack) لتلبية احتياجات التطبيقات الذكية. كما تضمنت القمة ورقة عمل عن التغيرات في صناعة أشباه الموصلات وأسواق السلسلة التوريدية المستقبلية، والتي تحدثت عن التحديات والفرص المرتبطة بسلاسل التوريد العالمية والتوجهات المستقبلية للأسواق، كما جرى تسليط الضوء على أشباه الموصلات ذات النطاق العريض Wide Bandgap وأثرها على الطاقة والنظم عالية الأداء، مبينة دور هذه المواد في دعم الثورة الصناعية للطاقة النظيفة والتطبيقات عالية الأداء، إضافة إلى ذلك، وركزت إحدى الأوراق على الأنظمة الكهروميكانيكية البصرية ودورها في تحسين أداء المستشعرات وتعزيز الابتكار الصناعي.

واختتم جدول أعمال "القمة" في يومه الأول، بعقد جلسة نقاشية جمعت المستثمرين وقادة الشركات لمناقشة الفرص الاستثمارية والشراكات الاستراتيجية لتعزيز مستقبل التقنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وركزت الجلسة على استعراض المبادرات الاستثمارية، تبادل الخبرات بين القطاعين العام والخاص، وبناء علاقات تعاون طويلة الأمد، مؤكدة دور القمة كمنصة رائدة لعرض أحدث الابتكارات التقنية وتعزيز التكامل بين الشركات والمستثمرين في صناعة أشباه الموصلات.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z