د.سعيد الكثيري
تعكس ممارسات الاحتلال تجاه الاتفاقيات السياسية نهجًا راسخًا يمكن وصفه بسياسة "العهود المنقوصة"؛ حيث يبقى الالتزام شكليًا على الورق، بينما يُفرَّغ على الأرض من محتواه القانوني والسياسي عبر التأويل الانتقائي للنصوص، والمماطلة في التنفيذ، والخرق المتكرر للاتفاقيات.
وتُبرز غزة النموذج الأوضح لهذا النهج؛ إذ تُظهر الاتفاقات شكلًا من أشكال الالتزام، بينما تُنفَّذ على الأرض سياسات عقابية منظمة تشمل: حصارًا شاملًا، منع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية، تعطيل الممرات الإنسانية، وتدمير البنية التحتية الحيوية. وقد أفضت هذه السياسات الصهيونية إلى كارثة إنسانية واسعة، مع انهيار متسارع للقطاعات الصحية والخدمية.
ورغم الإعلان عن وقف القتال في غزة، يواصل الاحتلال عدوانه، ليؤكد بفعله أنه كيانٌ لا عهد له ولا أمان، فلا وعد يُصدَّق، ولا ضمان.
وتبقى غزة شموخ وعزة.
