الأيام الوطنية.. تجسيدٌ للمسيرة وتجديد للعهد

 

 

 

د. عبدالعزيز بن محمد الصوافي **

 

تحل الأيام الوطنية في ذاكرة الوطن كنبض حيّ يستنهض مشاعر الفخر والانتماء، ويستدعي صفحات مشرقة من تاريخٍ زاخر بالتضحيات والإنجازات. إنها مناسبة وطنية سامية، يستحضر فيها أبناء عمان مسيرة النهضة المباركة التي أطلقها جلالة السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - وتواصلت بعزم وثبات في ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه.

وفي هذه اللحظات الوطنية، تتجلى ملامح التحول الاقتصادي الذي شهدته السلطنة، من خلال تنويع مصادر الدخل، وتطوير البنية الأساسية، وتعزيز بيئة الاستثمار، مما أسهم في بناء اقتصاد مرن ومتكامل، قادر على التفاعل مع المتغيرات الإقليمية والدولية. وقد كان للمجتمع العماني دور فاعل في هذه المسيرة، حيث شارك المواطنون في مختلف ميادين العمل، مجسدين روح التعاون والولاء والانتماء.

وتغدو هذه المناسبة فرصة لتجديد العهد مع الوطن وقيادته، واستذكار القيم التي أرست دعائم الاستقرار، ووجهت المسيرة نحو تنمية مستدامة تضع الإنسان محورًا للنهضة، وركيزة للتقدم. كما أنها لحظة للتعبير عن مشاعر الحب والاعتزاز بهذا الوطن العزيز، والتمسك برموزه وهويته الأصيلة.

وفي ظل هذه الأجواء، تتجدد الدعوة لكل فرد في المجتمع ليكون شريكًا في البناء، وحارسًا أمينًا على المكتسبات، ومساهمًا في ترسيخ قيم المواطنة الفاعلة، وتعزيز الهوية الوطنية في وجدان الأجيال.

إنَّ الأيام الوطنية ليست مجرد احتفال؛ بل تجسيد حي لمسيرة وطن، وتأكيد على استمرار العطاء، ووفاء لا ينقطع لهذا الوطن وقيادته، من أجل مستقبل أكثر إشراقًا ورفعة.

** باحث أكاديمي

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة