حاتم الطائي
◄ نُجدد العهد والولاء لقائد مسيرتنا الظافرة وباعث أمجاد عُمان
◄ بوصلة الإنجاز الوطني تتجه دائمًا صوب مصلحة المواطن
◄ "20 نوفمبر".. احتفاء بالماضي التليد واستشراف للمستقبل المُشرق
أيامٌ قليلةٌ وتحلّ علينا المناسبة الوطنية الأبرز، مع احتفالنا باليوم الوطني المجيد في العشرين من نوفمبر؛ تزامنًا مع ذكرى مرور 281 سنة على تأسيس الدولة البوسعيدية، التي تُمثل ركنًا أصيلًا في حلقات الحضارة العُمانية الضاربة بجذورها في أعماق التَّاريخ، كإحدى أقدم الحضارات على وجه المعمورة، التي بناها الإنسان العُماني في مراحل تاريخية مُتعددة، تفاعل فيها مع مختلف الحضارات والقوميات، وسعى لبناء نموذج فريد في مختلف المجالات.
وفي هذه المناسبة العزيزة، نُجدد العهد والولاء لقائد مسيرتنا الظافرة وحامل لواء نهضتنا المُتجددة، حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- الذي أخذ على عاتقه منذ اليوم الأول لتولي مقاليد الحكم، أن يضع عُمان في مصاف الدول المُتقدمة، تنفيذًا لمُستهدفات رؤية "عُمان 2040". وبلادنا اليوم تمضي على هذا الدرب، واضعة نصب أعينها الخطط الاستراتيجية والرؤى الطموحة، لتكون مركزًا إقليميًا بارزًا في مختلف المجالات، وقد تحقق الكثير في هذا المسار؛ إذ تؤكد المؤشرات الدولية تبوؤ سلطنة عُمان مكانة متقدمة في مجالات اللوجستيات والنقل، والطاقة المتجددة، والأمن السيبراني، والتعليم العالي، وتطوير المناهج الدراسية، وغيرها الكثير. ويكفي أن ننظر إلى أرض الواقع لنتحرى كل إنجاز سطّره الإنسان العُماني، كلٌ في مجال تخصصه، لنجد ما لا يُعد ولا يُحصى من المُنجزات التي يجب أن يفخر بها كل مواطن ومواطنة. والحقيقة أنَّه لولا الرؤية السامية السديدة لجلالة عاهل البلاد المُفدّى، ما تحققت هذه المُنجزات؛ بفضل الحرص السامي على متابعة مسيرة التنمية والوقوف على ما يُنفَّذ من مشروعات.
ولذلك نجد بوصلة الإنجاز الوطني تتجه دائمًا صوب مصلحة المواطن؛ حيث يمثل هدف التنمية وغايتها في كل عصر، فعلى الصعيد المحلي، تمضي عُمان قدمًا لتنفيذ الخطط التنموية، خدمةً للمواطن، وتحقيقًا للأهداف المرسومة بعناية شديدة. وقد نجحت بلادنا في إدارة الشأن الاقتصادي بحكمة بالغة أبهرت المؤسسات الدولية، التي أشادت بما أنجزته عُمان في فترة زمنية قصيرة، من حيث ضبط المالية العامة من خلال زيادة الإيرادات غير النفطية، وتقليص عجز الميزانية؛ بل وتحويله إلى فائض مالي، بجانب خفض الدين العام؛ الأمر الذي أثمر استعادة الجدارة الاستثمارية مع ارتفاع التصنيف الائتماني السيادي لسلطنة عُمان. وتوازيًا مع هذه الجهود، لم تغفل الحكومة الرشيدة توفير سبل العيش الكريم للمواطنين، فتواصلت مشاريع الإسكان الاجتماعي، وتطورت منظومة الحماية الاجتماعية لتشمل مختلف فئات المجتمع، بمن فيهم الأطفال وكبار السن وغيرهم، مع استمرار منظومة الدعم الوطني للوقود والطاقة. وصاحب ذلك ضوابط رقابية وتنظيمية بالغة الدقة، أسهمت في كبح جماح التضخم وخفضه ليكون ضمن الأدنى على مستوى المنطقة والعالم، الأمر الذي ساهم في استقرار أسعار السلع والخدمات.
وانعكست الرؤية السامية كذلك، في تعزيز قيم المساءلة والشفافية وترسيخ مبادئ النزاهة، ويمثل التقرير السنوي لجهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة برهانًا ساطعًا على يوليه جلالته- أيده الله- من اهتمام خاص بضرورة تطوير منظومة العمل الوطني ومحاسبة المُخطئين في حق الوطن.
وعلى الصعيد الخارجي، واصلت عُمان في ظل نهضتها المُتجددة، تحقيق المزيد من الإنجازات الدبلوماسية، وتعزيز علاقاتها الخارجية مع مختلف الدول، وما الزيارات السامية الكريمة لعدد من الدول الشقيقة والصديقة سوى ترجمة لهذه الجهود المُخلصة، وانعكاسٍ لحرص جلالة السلطان على تطوير علاقات الشراكة والتعاون مع مختلف دول العالم، لا سيما الدول التي تربطنا بها علاقات تاريخية. وعلى مدى السنوات الأخيرة، شهدت علاقات عُمان الخارجية تطورات نوعية، أسهمت في زيادة التبادل الاستثماري والتجاري مع هذه الدول، وأكدت ما تحظى به عُمان من مكانة مرموقة بين الأمم والشعوب.
الدبلوماسية العُمانية برهنت كذلك على رسوخ موقفها من القضايا الكبرى، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وتجلى ذلك في الخطابات الرسمية لجلالة السلطان وفي الاتصالات الدولية المكثفة بين جلالته وقادة العالم، علاوة على البيانات الرصينة الصادرة عن وزارة الخارجية، وفي أحاديث معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية. وقد شددت عُمان على موقفها الأصيل والثابت من أجل قيام الدولة الفلسطينية المُستقلة وعاصمتها القدس، وضرورة محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائم الإبادة الجماعية في غزة والضفة الغربية المحتلتين.
ويبقى القول.. إنَّ العشرين من نوفمبر ليس فقط مُناسبة وطنية للاحتفاء بالمنجزات التاريخية والاعتزاز بالماضي العريق؛ بل أيضًا حافز لمواصلة ما بدأه الأجداد الأفذاذ من سلاطين عُمان الحكماء، وتأكيد على أنَّ المستقبل المُشرق إنما يُكتب اليوم بأيدي أبناء عُمان البررة الماضين خلف قيادتهم الحكيمة، مُجددين الولاء والوفاء لقائد مسيرة نهضتنا المُتجددة، عاقدين العزم على مواصلة البناء والتحديث والارتقاء بعُمان المجد إلى هام السماء.
