الاحتفاء الملكي بالسلطان

 

 

محمد بن رامس الرواس

لم يكن احتفاء جلالة الملك فيليبي السادس ملك إسبانيا الذي شهدناه خلال زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- لمملكة إسبانيا الصديقة احتفاءً بروتوكوليًا عاديًا؛ بل كان احتفاء من نوع خاص يؤكد أن صوت الاعتدال والحق والواقعية في السياسة العالمية التي تنتهجها سلطنة عُمان ذا مكانة سامية ورفيعة، على المستوى الدولي والعالمي.

وبما أن سلطنة عُمان تسير بخطى ثابتة لترسيخ حضورها كركيزة استقرار وجسر حضاري عريق بين الشرق والغرب كان هذا الاحتفاء الذي كتب بلغة المحبة والسلام والمودة، وتجسد بأعلى درجات التقدير، فعُمان وما تكتسبه من احترام إنما هو نتاج سياسة عريقة تحترم عالمياً ويشار لها بالبنان.

ولأنَّ مملكة إسبانيا تعتبر أيضا، من الأصوات الداعمة للعدالة والحق في أوروبا تقاربت وجهات النظر، وأصبح هناك مشتركات بينهما، وعلى رأسها ترسيخ الحوار والسلام في العالم، ووجود حكمة قيادية مشتركة في إدارة الملفات السياسية والدبلوماسية، هذا بجانب التطلع إلى تكوين شراكات اقتصادية وثقافية واسعة في المرحلة المقبلة.

والعلاقات بين عُمان وإسبانيا ليست وليدة اللحظة؛ إذ تمتد جذور هذه العلاقة لقرون عبر التاريخ البحري والتواصل التجاري والثقافي الحضاري، إلا أن المرحلة الحالية تحمل خصوصية واضحة؛ إذ تتقاطع رؤية "عُمان 2040" مع التوجه الإسباني نحو توسيع حضورها في الشرق الأوسط وإفريقيا عبر بوابات اقتصادية واستراتيجية موثوقة، ومملكة إسبانيا، كقوة أوروبية ومركز صناعي وسياحي وروحي تنظر إلى سلطنة عُمان اليوم كوجهة استثمارية واعدة ونموذج للتنمية المتوازنة، وتحالف يعتمد عليه في القضايا الدولية، سواء في الطاقة الخضراء، أو اللوجستيات البحرية، أو التعاون السياحي والتراثي.

لقد تميّزت الزيارة بأعلى درجات الرقي البروتوكولي الرفيع الذي عكس مستوى التقدير الخاص لشخص جلالة السلطان هيثم، وهو ما لقي صدى واسعا في الأوساط الإعلامية والسياسية.

وهذا الاحتفاء- كما أشرت آنفًا- إنما هو تجسيد لنهج عُماني أصيل في الدبلوماسية الهادئة القائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الآخرين وبناء الجسور بدل الجدران والوساطة من أجل الاستقرار والسلام الدولي، وهي قيم جعلت من السلطنة وقيادتها الحكيمة شريكاً موثوقاً به ومحل احترام دولي.

الأكثر قراءة