محمد بن رامس الرواس
في ظل النهضة المتجددة التي تشهدها سلطنتنا الحبيبة عُمان، لم يعد الإعلام بكافة أنواعه وفئاته العام والخاص والمسموع والمرئي مجرد مرآة تنعكس عليها الأحداث، بل أضحى محركًا استراتيجيًا يصنع الأولويات بالمجتمعات ويوجه بوصلة الرأي العام في الشارع، ومن هنا أصبحت أهمية وجود أمانة الكلمة تفتح تساؤلًات جوهريه حول دور المؤسسات الإعلامية في صون المكتسبات الوطنية عبر وجود قيادات إعلانية تجعل من الخطاب ما يتسم بالحكمة والحزم والتوجيه الإيجابي في آن واحد.
والتفاعل مع قضايا المجتمع في منصات التواصل الاجتماعي مثلًا يتطلب وجود رؤية إعلامية ذات منظور أكثر عمق لقراءة أحداث الداخل والخارج فما يحدث في شرق أو غرب الكرة الأرضية يؤثر بلا شك علينا في ذات الساعة واللحظة؛ لذلك لا بُد وأن ندرك أن الكلمة والصورة والتعليق والمقال وغيرها أمانة كبرى عند استقبالها وإعادة إرسالها أو التعليق عليها أو الكتابة عنها ، ومن أجل ذلك لابد وأن تتبنى قيادات الأجهزة الإعلامية والرقابية منظومة التأثير الإيجابي فلا بُد أولًا أن يتم التركيز على مواضيع مُهمة منها المصداقية الاستباقية وهي عبارة عن تقديم المعلومة الصحيحة قبل أن يملأ الفراغ مثيرو الجدل، وثانيًا وجود التوازن القيمي وهو ما يمثل الموازنة بين نقد التحديات بحكمة وحزم مع إبراز النجاحات باعتزازٍ مع حُسن توجيه.
إنَّ الإعلام العُماني بكافة وسائله العام والخاص هو حارس المُكتسبات وباني الوعي، وعندما تلتقي حكمة حزم التخطيط الإعلامي مع التوجيه بأفضل السبل والطرق والوسائل، نكون قد وضعنا حجر الأساس لإرثٍ وطني عنوانه الأخلاق العُمانية التي أشاد بها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وهو الأمر الذي يجب أن يتجاوز الكلمات ليصبح سلوكًا مجتمعيًا يعزز نهج عُماني يمكنه الصمود في وجه كل المتغيرات المحتملة حاليا ومستقبلًا في شي ميادين الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
