المنفعة الطلابية تعاني من عدم الاستمرارية

 

 

ناصر بن سلطان العموري

nasser.alamoori@gmail.com

 

أصبحت المنفعة المخصصة لطلاب التعليم العالي في الجامعات الخاصة حبل نجاة للطلبة؛ بل إنَّ منهم من ينتظرها بلهفة وعلى أحر من الجمر، ليس لشراء الكماليات ولا لأغراض الترفيه ولا للإكسسوارات؛ بل للحاجة وكما قيل "الحاجة مذلة".

وصلتني مناشدات عدة حول معاناة طلاب الكليات من انقطاع هذه المنفعة وعدم استمراريتها، مما ولَّد ضغطًا على الطلبة؛ فهناك من يدفعها لمصاريف السكن، وهناك من يدفعها للنقل، وهناك من يستغلها لقضاء التزاماته الشخصية، وهناك من ينفقها على مستلزمات الدراسة، وهناك من تعينه على شراء ما يسد به جوعه.

فهل هناك من يحس بمعاناة هؤلاء الطلبة واحتياجهم لتلك المنفعة؟ وكيف لمنفعة أمر بها سلطان البلاد مشكورًا لأبنائه الطلبة وخصصت لها الدولة الموازنات والأموال أن تعاني من عدم الاستمرارية، شهر تنزل وشهرين تنقطع، وما بعده دواليك، في كل مرة والضحية الطلاب المستحقين لهذه المنفعة الذين يستبشرون شهرا ويعانون أشهرا؟!

الواضح أن هناك حلقة مفقودة فيما يخص تأخير تسليم هذه المنفعة الطلابية أو لنقل سوء تنسيق بين الأطراف المسؤولة عن توفير الاعتمادات المالية وأسماء المستحقين للمنفعة الطلابية. والغريب هنا أنَّ هذه المنفعة تحديدًا يتم صرفها عن طريق وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ولا اعلم هنا لماذا لم يتم صرفها من قبل صندوق الحماية الاجتماعية اسوة بالمنافع الأخرى؛ فصندوق الحماية الاجتماعية أصبح لديه الخبرة الكافية والعدة والعتاد لإدارة مثل هذه المنافع، وكان بالإمكان أن تزوده وزارة التعليم العالي ودعم الابتكار بقاعدة البيانات الخاصة بالطلاب وهو سوف يتولى الباقي كما هو معمول به في المنافع الأخرى.

ومن المفارقات هنا أن بعض المنافع مثل منفعة كبار السن لم تفرق عند منحها بين وزير وغفير؛ فالكل مستحق إلّا المنفعة الطلابية المخصصة لطلاب الكليات الخاصة فقد حُدِّدت لها اشتراطات وضوابط غاية في الصرامة والتعقيد وكأنَّها ضوابط الحصول على قرض تجاري كبير.

كما لم تراعِ هذه الضوابط التسهيل على الطلبة والتخفيف على ذويهم في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها الأكثرية حتى لو كان موظفًا على رأس وظيفته أو متقاعدا براتب لا بأس به؛ فالكل دون استثناء لديه ظروف الله العالم بها، والكثير من الموظفين لديهم التزامات حياتية تقلق مضاجعهم وتشغل تفكيرهم والعديد من المتقاعدين يعانون جراء استقطاع جزء كبير من رواتبهم وحكايات المعاناة عديدة وكثيرة.

مجلس الشورى كما علمت قام بدراسة المنافع ومن ضمنها هذه المنفعة عن طريق فريق مختص وبعد الدراسة المستفيضة أوصى لمجلس الوزراء أن تكون المنفعة الطلابية تحت إشراف صندوق الحماية الاجتماعية نظرا لخبرته في هذا المجال كما أوصى كذلك بالتخفيف والتسهيل للإجراءات المتعلقة بمنح هذه المنفعة وجعلها أسوة بالمنافع التي تمنح لطلبة الجامعات الحكومية مثل جامعة التقنية والعلوم التطبيقية العليا وجامعة السلطان قابوس.

خير الدولة عميم وكثير ومن المفترض أن يشمل الجميع ومن أهم الفئات المستحقة طلبة الكليات الذين يجب منحهم جميعا دون استثناء أو تعقيد منحة طلابية مجزية تعينهم وتخفف عن ذويهم فهم جيل الغد الذي يجب أن توفر له كافة أوجه الراحة والدعم.

الأكثر قراءة