لم تعد النظرة لاقتصادات الدول مقتصرة على حجم الشركات العملاقة وحسب، بل باتت الشركات الصغيرة والمتوسطة الواعدة عنصرا أساسيا من عناصر بناء الاقتصادات الوطنية، لأنها تقوم على أفكار شبابية تحلم بالمستقبل والتطوير والريادة، كما أنها تُعتبر من أهم مصادر خلق فرص العمل وتحفيز الاقتصاد خصوصًا في ظلّ مساعي تنويع مصادر الدخل.
وبالأمس، رعى صاحب السّمو السّيد بلعرب بن هيثم آل سعيد إطلاق سوق الشركات الواعدة، من قِبل بورصة مسقط، وهي خطوة نوعية ستفتح آفاقا تمويلية واستثمارية لدعم شركات القطاع الخاص من بينها العائلية والصغيرة والمتوسطة ذات خطط النمو والتوسع.
ولقد جاء إطلاق سوق الشركات الواعدة تنفيذًا للتوجيهات السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم من طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بشأن تنفيذ البرنامج التحفيزي لتطوير سوق رأس المال، وتمكين القطاع الخاص وتعزيز تنافسيته، وتوفير حزمة من الحوافز لتشجيع الشركات على الإدراج في سوق رأس المال، بما ينسجم مع توجهات رؤية "عُمان 2040" نحو بناء اقتصاد منتج ومتنوع ومستدام.
إن حكومتنا الرشيدة وبتوجيهات جلالة السلطان- أعزه الله- حريصة على تطوير بيئة الأعمال وتهيئة مناخ استثماري قادر على دعم نمو مؤسسات القطاع الخاص وتعزيز استدامتها، وبلا شك ستُسهم السوق الواعدة في تنويع مصادر التمويل وتعزيز ممارسات الحوكمة واستدامة الشركات، وتطوير سوق رأس المال ليكون أكثر جذبًا للاستثمارات المحلية والأجنبية.
