أول تعليق لحميدتي على المجازر المروعة بحق المدنيين في الفاشر بالسودان

الخرطوم - الوكالات

قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) إن ما حدث في مدينة الفاشر مؤلم وكارثي لأهل السودان، مضيفًا: “نأسف لما جرى في الفاشر، لكن الحرب فُرضت علينا، وقد شكلنا لجانًا للتحقيق في التجاوزات التي حدثت”.

وأكد حميدتي أن قواته ستغادر الفاشر عقب اكتمال عمليات تأمين المدينة، مشددًا على أن مبدأ الدعم السريع هو السلام، قائلاً: “مهما حققنا من نصر في الفاشر أو الأبيض أو الخرطوم، فلن نغير مبدأنا القائم على السلام”.

وأضاف: “نقاتل جماعات إرهابية مدعومة من دول راعية للإرهاب، وهذه رسالتي للعالم”، مشيرًا إلى أن التفاوض بين الجيش والدعم السريع كان سريًا في بدايته قبل أن يُعلن لاحقًا، وأن حركته “تدعم التحول الديمقراطي الحقيقي وتأسيس حكومة مدنية”.

وفي حديثه عن مستقبل المؤسسة العسكرية، قال حميدتي: “نشترط أن يخضع الجيش الجديد للرئيس المدني، وأن يكون دوره حماية حدود الوطن فقط”، مضيفًا أن “مبدأنا هو تأسيس جيش جديد، ولا يوجد حديث عن أي إصلاح”.

وأكد أنه “سيتم القبض فورًا على أي جندي أو ضابط ارتكب جرمًا، وستُعلن نتائج محاكمته أمام الجميع”، لافتًا إلى أن “الفاشر كانت بمثابة كارثة لأهل دارفور، لأن الإقليم بأكمله كان آمنًا عدا الفاشر”.

وأشار إلى أن “قوات الدعم السريع في الفاشر علمت الجيش فنون القتال التي درسوها في الكليات العسكرية”، مضيفًا: “لسنا سعداء بالحرب، لكن خروج المواطنين العفوي في بارا بعد دخول قواتنا يُعد استفتاءً شعبيًا لصالحنا”.

في المقابل، كشفت صحيفة واشنطن بوست أن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم مروعة في الفاشر، شملت إعدامات ميدانية داخل المستشفيات بعد سيطرتها على المدينة التي كانت محاصرة منذ أشهر.

ونقلت الصحيفة عن شهادات ميدانية وصور أقمار صناعية ظهور مركبات عسكرية قرب جثث وبقع دماء مرئية من الجو، مؤكدة أن الحملة تضمنت عمليات قتل جماعي استهدفت المدنيين على أسس عرقية.

وقال أحد عمال الإغاثة إن “مئات وربما آلاف المدنيين قُتلوا في الفاشر”، مشيرًا إلى أن القوات فصلت الرجال والفتيان عن عائلاتهم قبل تعذيبهم أو إعدامهم. كما أفادت لجان المقاومة في المدينة بأن “قوات الدعم السريع نفذت تصفيات داخل المستشفى السعودي، حيث أعدمت جميع الجرحى والمصابين”.

من جانبها، أدانت جامعة الدول العربية ما وصفته بـ “الجرائم المروعة” المرتكبة بحق المدنيين في الفاشر، ودعت إلى وقف فوري للأعمال القتالية وتقديم المسؤولين عن الانتهاكات للمحاكمة، محذّرة من أن الوضع الراهن يهدد استقرار السودان ووحدته.

وتدور الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023، وأسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، ونزوح ولجوء أكثر من 15 مليون، بحسب تقارير أممية ومحلية.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة