الرئيس الكولومبي يتحدى ترامب: "لن أتراجع.. ولن أركع أبدا"

بوغوتا - الوكالات

 في تصريحات حادة تعكس تصاعد التوتر بين واشنطن وبوغوتا، أعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو أنه "لن يتراجع ولن يركع أبداً" أمام الضغوط الأمريكية، في رد مباشر على تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقد فيها سياسات كولومبيا الاقتصادية والعلاقات التي تقيمها مع عدد من دول أمريكا اللاتينية.

وقال بيترو خلال كلمة ألقاها أمام تجمع جماهيري في العاصمة بوغوتا: "نحن دولة ذات سيادة، لا نخضع للإملاءات ولا نرضخ للتهديدات، وسنواصل بناء اقتصاد حر ومستقل يخدم شعب كولومبيا لا مصالح الآخرين."

وجاءت هذه التصريحات بعد أيام من تحذير الرئيس ترامب من أن واشنطن قد تعيد النظر في مساعداتها الاقتصادية والعسكرية لكولومبيا، متّهماً حكومة بيترو بـ"التقارب المفرط مع فنزويلا والصين" وبـ"ضعف التعاون في مكافحة تجارة المخدرات".

وأكد الرئيس الكولومبي أن بلاده تسعى إلى سياسة خارجية متوازنة تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل، مشيراً إلى أن التعاون مع الصين ودول الجنوب العالمي لا يعني القطيعة مع الولايات المتحدة، بل هو جزء من توجه جديد نحو تنويع الشراكات الاقتصادية والاستراتيجية.

وأضاف بيترو: "عصر الهيمنة انتهى، نحن جيل يؤمن بالعدالة وبحق الشعوب في تقرير مصيرها. لن نقبل أن نُعامل كمجرد تابع لأي قوة عظمى."

ويأتي هذا التصعيد اللفظي في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين فتوراً واضحاً منذ مطلع العام، بعد أن خفضت واشنطن بعض برامج الدعم العسكري، بينما تواصل بوغوتا تعزيز تعاونها مع دول مثل البرازيل والمكسيك وفنزويلا في مجالات الطاقة والأمن والتنمية المستدامة.

ويرى مراقبون أن تصريحات بيترو تمثل جزءاً من تحوّل أوسع في السياسة اللاتينية نحو قدر أكبر من الاستقلالية عن الولايات المتحدة، في ظل صعود تيار يساري معتدل يسعى إلى إعادة رسم التوازنات في القارة.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة