واشنطن – الوكالات
تشهد الولايات المتحدة الأميركية حراكاً احتجاجياً واسعاً تحت شعار "لا ملوك" (No Kings)، يستمد روحه من الأسس الجمهورية للبلاد، ويهدف إلى مناهضة ما تعتبره الحركة "سياسات استبدادية" وتجاوزات من قبل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وُلدت الحركة في الشوارع واستقطبت ملايين المتظاهرين في أنحاء الولايات المتحدة، مؤكدين أن الرئيس "ليس ملكاً وليس فوق القانون"، وداعين للتصدي لقراراته "ذات النزعة الفردانية" وإدارته لشؤون البلاد.
أهداف الحركة وتجاوزات ترامب المرفوضة:
تتلخص رسالة "لا ملوك" في معارضة ما تعتبره "تجاوزات ترامب الاستبدادية المتزايدة وفساده"، مؤكدة أن أميركا "ليست ملكا للملوك، ولا للطغاة ولا للمستبدين. إنها ملكنا نحن الشعب".
وتسعى الحركة، المؤيدة للديمقراطية والطبقة العاملة، لمواجهة عدة سياسات لإدارة ترامب، أبرزها:
تكثيف عمليات ترحيل المهاجرين دون مراعاة الأصول القانونية.
تقليص الرعاية الصحية لذوي الدخل المحدود.
التلاعب بالخرائط الانتخابية.
اهتمام الإدارة بمصالح الأثرياء على حساب بقية المواطنين.
استخدام أموال دافعي الضرائب للاستيلاء على السلطة.
إرسال قوات فدرالية للسيطرة على المدن.
السعي إلى ولاية رئاسية ثالثة وتحدي القضاء.
كما ترفض الحركة "سياسات الرجل القوي" وتتعهد بالنضال من أجل "تمكين المواطنين من التمثيل الذي يستحقونه"، وتلخص هدفها العام في "بناء رفض وطني شامل وواضح وسلمي لهذه الأزمة".
منظمو الحراك ومظاهرات يونيو وأكتوبر:
يقود مظاهرات "لا ملوك" ائتلاف من أكثر من 200 منظمة شريكة، تشمل جماعات أهلية وعمالية وهيئات وتنظيمات نقابية وحقوقية ذات ميول يسارية، منها منظمة "إنديفيسبل"، والاتحاد الأميركي للحريات المدنية، والاتحاد الأميركي للمعلمين.
مظاهرات يونيو: حشدت الحركة أول مظاهرة لها في 14 يونيو 2025، تزامناً مع عيد ميلاد ترامب، حيث نزل أكثر من 4 ملايين شخص إلى الشوارع.
مظاهرات أكتوبر: شهد يوم 18 أكتوبر 2025 مشاركة أكثر من 7 ملايين أميركي في أكثر من 2700 فعالية بجميع الولايات الخمسين، وتحول الحراك إلى "حراك وطني متواصل للاحتجاج على الاستبداد وللدفاع عن الديمقراطية".
ويختار المنظمون أسلوب التظاهر بشكل موزع في المدن والبلدات المحلية لإظهار أن السخط على ترامب موجود في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ويطلبون من المشاركين ارتداء اللون الأصفر لـ "الإشارة إلى وحدة الصف والرؤية".
مشروع قانون "لا ملوك" وموقف الجمهوريين:
يأتي الحراك الشعبي بالتوازي مع تقديم عشرات من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين في أغسطس/آب 2024 "مشروع قانون لا ملوك"، الذي لا يزال قيد التداول، ويهدف إلى التأكيد على أن "لا أحد، بما في ذلك أي رئيس، فوق القانون"، وعلى أن الدستور "لا يمنح أي رئيس أي شكل من أشكال الحصانة... من الملاحقة الجنائية".
في المقابل، شن مسؤولون جمهوريون هجوما على الحركة واصفين إياها بـ"المعادية لأميركا". ونفى الرئيس ترامب أن يكون ملكاً، قائلاً "أنا لست ملكا على الإطلاق"، وقلل من شأن المظاهرات ووصفها بـ"السخيفة"، ملمحاً إلى تمويلها من جهات معارضة. كما سخر ترامب من المحتجين عبر نشر فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي يصوره مرتدياً تاجا.