◄ آل تويه: زيارة جلالة السلطان إلى بيلاروس "حدث تاريخي مميز"
◄ الزيارة تفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مختلف المجالات
◄ الزيارة رسالة إيجابية تؤكد حرص عُمان على إقامة علاقات متينة
◄ بيلاروس تمتاز بقاعدة صناعية متنوعة تشمل الصناعات الثقيلة والآلات الزراعية وتكنولوجيا المعلومات
◄ إمكانية تأسيس شراكات لنقل التكنولوجيا من بيلاروس إلى سلطنة عُمان
◄ فرص لإقامة مصانع مشتركة تركز على الصناعات المعرفية والثقيلة
مسقط- العُمانية
يقوم حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- بزيارة "دولة" إلى جمهورية بيلاروس غدًا الاثنين.
وقال بيان صادر عن ديوان البلاط السلطاني أمس: "تعزيزًا لعلاقات التعاون القائمة بين سلطنة عُمان وجمهورية بيلاروس الصديقة والأخذ بها إلى آفاق أشمل وأرحب بما يسهم في تحقيق تطلعات البلدين، وتلبيةً للدعوة الكريمة الموجهة إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- من فخامة الرئيس ألكسندر لوكاشينكو رئيس جمهورية بيلاروس، سيقوم- بمشيئة الله تعالى وتوفيقه- عاهل البلاد المفدى بزيارة "دولة" إلى الجمهورية يومي السادس والسابع من شهر أكتوبر 2025.
وسيتم خلال الزيارة السامية لجلالته- أبقاه الله- بحث مسارات التعاون بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة، إضافةً إلى التشاور والتنسيق حيال الموضوعات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية.
ويُرافق جلالة السُّلطان المعظم خلال زيارته وفد رسميّ رفيع المستوى يضم كلًّا من: صاحب السّمو السّيد شهاب بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع، ومعالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي وزیر ديوان البلاط السلطاني، ومعالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني، ومعالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، ومعالي الدكتور حمد بن سعيد العوفي رئيس المكتب الخاص، ومعالي عبد السلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني، ومعالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وسعادة السفير حمود بن سالم آل تويه سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى روسيا الاتحادية غير المقيم لدى جمهورية بيلاروس.
حفظ الله جلالة السُّلطان المعظم، وأحاطه برعايته وعنايته في حلّه وترحاله، وأفاء عليه بكريم آلائه ونعمائه، إنه سميع قريب مجيب الدعاء".
متانة الروابط القائمة
وتمثّل زيارة "دولة" التي سيقوم بها حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- إلى جمهورية بيلاروس غدًا، ولقاؤه فخامة ألكسندر لوكاشينكو رئيس جمهورية بيلاروس، محطة جديدة في مسيرة العلاقات بين البلدين الصديقين، وتعكس متانة الروابط القائمة، وتفتح أبوابًا أوسع لتعزيز الشراكة الاستراتيجية، وبناء جسور من التعاون المشترك في شتّى المجالات. وتشهد العلاقات بين سلطنة عُمان وجمهورية بيلاروس تطوّرًا وتقاربًا مستمرين منذ إقامتها دبلوماسيًّا في 23 يوليو 1992، ومثلت الزيارة الرسمية لفخامة رئيس جمهورية بيلاروس في ديسمبر 2024، إلى سلطنة عُمان مرحلة لتعزيز التعاون والشراكة بين البلدين الصديقين.
وفي جانب التبادل التجاري تصدّرت المعادن العادية ومصنوعاتها، إضافة إلى الآلات والمعدات الكهربائية، قائمة السلع المستوردة، كما برزت واردات الأدوات والأجهزة الدقيقة، سواء في مجالات البصريات والتصوير أو الطبّ والجراحة، في دلالة واضحة على دعم القطاعات التقنية والصحية، أما بالنسبة للصادرات، فقد احتلت المنتجات النباتية مكانة بارزة، ما يعكس تنوع الإنتاج المحلي وتعزيز قدراته التنافسية في الأسواق الإقليمية والعالمية.
وأكّد سعادة السّفير حمود بن سالم آل تويه سفير سلطنة عُمان لدى روسيا الاتحادية غير المقيم لدى جمهورية بيلاروس لوكالة الأنباء العُمانية على أنّ زيارة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم- حفظهُ الله ورعاه- إلى جمهورية بيلاروس تُعدُّ حدثًا تاريخيًّا مميزًا، حيث تمثل أول زيارة رسمية يقوم بها جلالة السُّلطان المعظم إلى هذا البلد الصديق.
وأوضح سعادته أنّ العلاقات العُمانية-البيلاروسية ستشهد نقلة نوعية، وستعزّزها زيارة جلالته- حفظهُ اللهُ- التاريخيّة نحو تطوير التعاون المشترك وتحقيق المصالح المشتركة للبلدين وفق استراتيجيتيهما الوطنيتين. وأضاف سعادته أنّ الزيارة تفتح آفاقًا جديدة للتعاون الثنائي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وتحمل رسالة إيجابية تعبر عن حرص سلطنة عُمان على إقامة علاقات متينة قائمة على الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة مع مختلف دول العالم.
وبيّن سعادته أنّ العلاقات بين سلطنة عُمان وجمهورية بيلاروس شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورات مهمة تجلّت في عدة زيارات رفيعة المستوى، ففي أكتوبر عام 2024، عُقدت مباحثات رفيعة المستوى بين مسؤولي البلدين في مسقط، تم خلالها التوقيع على 3 مذكرات تفاهم بين البلدين للتعاون في حماية المنافسة ومنع الاحتكار وحماية المستهلك وتبادل المعلومات في سوق الأوراق المالية.
وقال سعادته إن سلطنة عُمان وجمهورية بيلاروس وقّعتا على العديد من الاتفاقيات سابقًا مثل اتفاقيات خدمات النقل الجوي لتنظيم الجوانب التشغيلية والفنية لخدمات النقل الجوي بين البلدين وتشجيع وحماية الاستثمار والتعاون الاقتصادي والتجاري ومذكرة تفاهم للمشاورات السياسية وتجنب الازدواج الضريبي وإلغاء التأشيرات لحاملي الجوازات الدبلوماسية والخاصة والرسمية والتعاون بين غرف التجارة والصناعة.
وأكد سعادتهُ على أنّ جمهورية بيلاروس تمتاز بقاعدة صناعية متنوعة تشمل الصناعات الثقيلة والآلات الزراعية وتكنولوجيا المعلومات، لافتًا إلى أن القطاع الخاص في بيلاروس مدعوّ للاستفادة من التعاون مع نظيره في سلطنة عُمان، وتوسيع قاعدة شركائه التجاريين والوصول إلى الأسواق الكبيرة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي تضم نحو 59 مليون مستهلك، والأسواق الناشئة في آسيا وأفريقيا التي ترتبط بخطوط ملاحية مع موانئ سلطنة عُمان.
وقال سعادتهُ إنّ هناك تعاونًا مستمرًا بين المتحف الوطني العُماني والمتاحف البيلاروسية؛ حيث جرى التوقيع على اتفاقية إنشاء "مركز ثقافة اللغة العربية" عام 2016 ضمن هيكلة جامعة مينسك الحكومية، ويقوم المركز عادةً بإرسال طلبة لدراسة اللغة العربية في جامعة السُّلطان قابوس، كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم في مجال التراث والثقافة في مسقط بتاريخ 1 أبريل 2018، ومذكرة تفاهم أخرى بين المتحف الوطني العُماني ومتحف التاريخ الطبيعي في جمهورية بيلاروس في مارس 2018 تهدفان إلى تعزيز التعاون في العمل الثقافي والمتحفي.
وأشار سعادته إلى أنّ هناك العديد من الفرص التي يمكن للجانبين دراستها لتعزيز حجم التبادل التجاري بين البلدين وتنشيط الحركة الاقتصادية والاستثمارية، منها تأسيس شراكات لنقل التكنولوجيا من بيلاروس إلى سلطنة عُمان، وإقامة مشروعات ومصانع مشتركة تركز على الصناعات المعرفية والصناعات الثقيلة مثل المعدات الطبية والصيدلانية والإلكترونية.
ولفت سعادة السّفير حمود بن سالم آل تويه سفير سلطنة عُمان لدى روسيا الاتحادية غير المقيم لدى جمهورية بيلاروس إلى التعاون في قطاع السياحة؛ حيث يتم استكشاف فرص لتعزيز السياحة الطبية والصناعية والسياحة العادية بين البلدين وتوسيع الاستثمار في مجالات اللوجستيات والموانئ والمناطق التجارية الحرة في سلطنة عُمان، لجعلها مركز إعادة تصدير إلى أفريقيا وآسيا، مُستفيدين من موقع سلطنة عُمان الجغرافي، إضافة إلى تطوير التعاون الزراعي والأمن الغذائي، بما في ذلك مشروعات إنتاج حليب الأطفال ومنتجات الألبان، والثروة الزراعية والسمكية والحيوانية وموارد المياه.
من جانبه قال سعادة الدّكتور عبد الله بن مسعود الحارثي القنصل الفخري لجمهورية بيلاروس لدى سلطنة عُمان إن جمهورية بيلاروس تعد شريكًا اقتصاديًّا واستثماريًّا واعدًا في ظل الجهود المبذولة لتنمية مجالات وفرص التعاون المشترك، نظرًا للمقوّمات والإمكانات التي تزخر بها سلطنة عُمان في قطاعات استراتيجيّة كالسياحة والأمن الغذائي، والصناعة، والتقنيات والاتصالات والتكنولوجيا والقطاع اللوجستي. وأضاف سعادته أنّ جمهورية بيلاروس تتطلع إلى سلطنة عُمان لتكون بوّابة لتصدير منتجاتها لمختلف دول العالم، مشيرًا إلى أنها تمتاز بفرص استثمارية واعدة في قطاعات الصناعة والتطوير العقاري والتعليم والصحة والأمن الغذائي والأخشاب.
وقال سعادة فيصل بن عبد الله الرواس، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان لوكالة الأنباء العُمانية: إن زيارة "دولة" التي يقوم بها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- إلى جمهورية بيلاروس، تجسّد حرص القيادة الحكيمة على توسيع آفاق التعاون الدولي، وتعزيز الشراكات الاقتصادية مع مختلف دول العالم، خاصة وأن الجانبين أكّدا خلال زيارة فخامة الرئيس ألكسندر لوكاشينكو في ديسمبر العام الماضي إلى سلطنة عُمان على أهمية تطوير الشراكة في المجالات الاقتصادية.
وأكد سعادته على أنّ غرفة تجارة وصناعة عُمان تعمل على تشجيع مجتمع الأعمال للاستفادة من الفرص المتاحة، وتعزيز التواصل بين الشركات العُمانية ونظيراتها البيلاروسية لإقامة شراكات استراتيجية تعود بالنفع المتبادل، وترسخ مكانة سلطنة عُمان باعتبارها وجهة جاذبة للتجارة والاستثمار.
وقال عزيز بن سالم الحسني الرئيس التنفيذي للتقنية في الشركة الوطنية العُمانية للهندسة والاستثمار "أونك"- لوكالة الأنباء العُمانية- إنّ التكنولوجيا والذّكاء الاصطناعي يشكّلان محورًا رئيسًا للتعاون الاقتصادي بين سلطنة عُمان وجمهورية بيلاروس، نظرًا لما تملكه بيلاروس من خبرات متقدمة في مجالات برمجيات الحوسبة الفائقة، وأمن المعلومات، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم والصناعة. وأشار إلى أنّ التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي من شأنه أن يفتح آفاقًا واسعة في قطاعات متعددة مثل الخدمات المالية الرقمية، والمدن الذكية، والزراعة الذكية، والرعاية الصحية من خلال الاستفادة من خبرة بيلاروس في تطوير الخوارزميات الذكية لتحليل البيانات الضخمة وربطها بمبادرات سلطنة عُمان في مجال الحكومة الإلكترونية والقطاع المالي، بما يعزز كفاءة الخدمات ويتيح حلولًا مبتكرة للمواطنين العُمانيين.