محمد بن سالم التوبي
مقاطعة المنتجات الدّاعمة للكيان الصهيوني العابث يجب أن تستمر، وعلينا جميعًا أن نُحارب كلّ ما هو صهيوني أو داعم للصهيونية، والحقيقة هي دعوة للتحرّر من قبضة الصهيونية، ورفضها ورفض دعوتها للسيطرة على هذا العالم، وعلى الحكومات التي تدّعي بأنها حكومات حرّة- حسب ميثاق الأمم المتحدة- ولكن في حقيقة أمرها ما هي إلاّ دول تعيش في وَهْم الحُرّيّة والتي هي في الواقع بعيدة عنها بُعد المغربين.
إنّ الوعي الكبير بالقضية الفلسطينية والظّلم الواقع على الفلسطينيين أصبح "الترند" أو العلامة الرائجة؛ حيث إن المقاطعة حقّقت الكثير من الضّغط على الشّركات الدّاعمة للكيان الغاصب، وقد أغلقت بعضها، وتعاني أغلب هذه الشركات في الكثير من الدول العربية والعالمية بسبب الوعي الكبير بالقضية الفلسطينية على المستويين العالمي والعربي.
والمقاطعة على مرّ الزمن لم تكن إلّا سلاحًا قويًا نحو الاعتراف بأهمية القضية الفلسطينية وولادتها من بين رماد الأيام وركام السنين، ما يقرب من 80 عامًا مرّت على القضية الفلسطينية بكل الآلام والآمال والمخاضات التي مرّت بها، ومع كل الانكسارات العميقة التي عانى منها الفلسطينيون من تشريد وتهجير وقتل وتجويع وإبادة جماعية عبر عشرات السنين، فإن ما حدث في السابع من أكتوبر يُعد نقطة تحوّل في مصير هذه القضية، فقد ولدت من جديد لتشق طريقها بالدموع.
إنّ ما جنته القضيّة الفلسطينية بعد السابع من أكتوبر من تعاطف دولي غير مسبوق؛ لهو دليلٌ كبير على أن إحياء القضية يسير في مسار إيجابي؛ لذا علينا أن نتجاوب مع المقاطعة لتكون وسيلة الضغط المستدام على الشركات والحكومات الداعمة للكيان الغاصب، ولنا في الكثير من الشعوب الأوروبية والأمريكية مثالاً حيًّا لمقاطعة كل ما يستطيعون مقاطعته من بضائع وشركات تُقدم الدعم بأيِّ شكل من الأشكال.
إن النتائج الرائعة التي تحصدها المقاطعة يجب عدم الاستهانة بها؛ بل العكس من ذلك علينا جميعًا أن نعظّم هذه الفوائد والمكاسب التي تجنيها القضية الفلسطينية من ضغط كبير على الدول والجامعات والمراكز البحثية ومصانع الأسلحة والذخائر.. إلخ في الكثير من الدول في أوروبا. لذا يتوجّب على العرب والمسلمين أن يتعلموا الدروس من الدول والشعوب الأوروبية وأمريكا اللاتينية الحرة كيف يقاتلون من أجل تطبيق المقاطعة والتي على إثرها قامت جماعات منظمة في الكثير من الدول همها الوحيد هو استمرار المقاطعة حتى تتوقف الآلة الإسرائيلية من استباحة الأرض والعرض والدم، وحتى في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي الكثير من الجامعات المرموقة قام الطلاب بالضغط لمقاطعة إسرائيل والتعاون القائم فشكّل ذلك توجّهًا وتعريفًا بالقضية، فقد أقنعت هذه الإضرابات قيادات الجامعات بالوقوف مع الحق الفلسطيني في أرضه، وعرّفت هذه المقاطعات بحجم الدمار والعربدة الإسرائيلية التي مقتها الأحرار في العالم أجمع.