قائد مُلهم يزور رجاله البواسل

 

 

د. أحمد بن علي العمري

 

إنَّ الزيارة الكريمة المقدَّرة عاليًا التي قام بها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى- حفظه الله ورعاه- إلى قوات الفرق الباسلة في معسكر نجور صحنوت يوم الخميس 18 من سبتمبر، تحمل الكثير من المعاني والمضامين والأهداف التي ارتأى القائد الأعلى حفظه الله أن يجسدها في هذه الزيارة. فقد كانت هذه اللفتة الكريمة من لدن جلالته تحمل توجهات وأهدافًا أبعد بكثير، وطنيًا ومعنويًا وتأملًا وطموحًا.

فلقد كان لأسلاف هؤلاء الرجال الدور الكبير في مطلع السبعين، عندما كان التحدي بالوجود العُماني في منعطف الطريق أمام فكر عالمي غازٍ لا يمت بصلة للمجتمع العُماني. فقد كانوا رجالًا صدقوا الله ما عاهدوا عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلًا… لم يكن أيامها التفكير في الرتب، ولا الرواتب، ولا المصلحة أو المكسب الشخصي أو المنفعة، وإنما كان للذود والدفاع وحماية الوطن. فقد ضحوا بالغالي والرخيص، والنفس والنفيس، في سبيل نصرة بلادهم وحماية صموده.

وعليه، فإن زيارة المقام السامي لهؤلاء الرجال البواسل إنما هي زيارة لشهدائهم، وما تبقى من جرحاهم، وأبناء الشهداء وأحفادهم.

وعندما نقول من منطلق المثل العُماني "البندقية تُحمَل دُوم وتُستخدم في يُوم"، فقد بَقِيَ هؤلاء الرجال وأولادهم، وربما نقول الآن أحفادهم، على عهدهم، لم يميلوا عنه ولا قيد أنملة.

وعندما أتى على المنطقة ما يسمى بـ"الربيع العربي"؛ فقد أثبت هؤلاء الرجال مجددًا مواقفهم النبيلة وولاءهم وحبهم لبلدهم وسلطانهم.

وهم ما زالوا باقين ومتوزعين في كل الجوانب والثغور، في مواجهة أي نشاز أو نتوء في مجسم اللحمة الوطنية القوية الثابتة. إنهم متواجدون في أقصى الجنوب، والجنوب الشرقي، والغربي، حيث يعرفون جميع المسالك، وشتى الدروب، ومفترقات الطرق، وحتى الكهوف، والثغور، وجميع الممرات الجبلية والصحراوية، ويحفظون كل شبر في هذه الأرض الزكية.

إن تاريخ الثامن عشر من سبتمبر من المؤكد أنه سيبقى محفورًا بالذهب على واجهة معسكر نجور صحنوت، مثلما هو يُخلَّد في صدور وقلوب ومعنويات هؤلاء الرجال، لأنها أول زيارة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، القائد الأعلى، في عهد النهضة الهيثمية المتجددة.

أدام الله أمن هذه البلاد وعزها واستقرارها.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.

الأكثر قراءة