عواصم - الوكالات
قال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة بعد هجوم في قطر إنه إذا تبين أن إسرائيل لم تقتل قادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في الغارة الجوية أمس الثلاثاء، فستنجح في المرة المقبلة.
وأثارت الغارة مخاوف من أنها قد تُقوض جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وقال السفير يحيئيل لايتر لبرنامج (سبيشل ريبورت) على قناة فوكس نيوز في وقت متأخر من أمس الثلاثاء "في الوقت الحالي، قد نتعرض لبعض الانتقادات. لكن المنتقدين سيتخطون الأمر مع مرور الوقت. وإسرائيل تتغير نحو الأفضل".
وحاولت إسرائيل اغتيال الزعماء السياسيين لحركة حماس بهجومها في العاصمة القطرية الدوحة أمس الثلاثاء، لتصعد بذلك عملها العسكري في الشرق الأوسط فيما وصفته الولايات المتحدة بأنه هجوم أحادي ولا يخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية.
وجاءت الغارة الجوية بعد وقت قصير من إعلان حماس مسؤوليتها عن واقعة إطلاق نار يوم الاثنين أودت بحياة ستة أشخاص عند محطة حافلات على مشارف القدس.
واكتسبت العملية حساسية خاصة لأن قطر تستضيف مفاوضات تهدف إلى وقف إطلاق النار في حرب غزة المستعرة منذ نحو عامين.
وقال لايتر "إن لم نكن قد نلنا منهم هذه المرة، فسننال منهم في المرة المقبلة".
ويتحدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التنديدات الدولية بشن إسرائيل عمليات مماثلة للضربة على الدوحة، ويوسع نطاق العمليات العسكرية في أنحاء الشرق الأوسط منذ أن قادت حماس هجوما على إسرائيل في 2023.
وشنت إسرائيل اليوم غارة جوية على العاصمة اليمنية صنعاء، وذلك بعد مقتل رئيس الوزراء الحوثي أحمد غالب الرهوي وشخصيات بارزة أخرى في هجومٍ نُفذ أواخر أغسطس آب.
وقال شهود إن هجوم اليوم استهدف وزارة الدفاع التابعة للحوثيين بينما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن مقر جماعة الحوثي ومعسكرات تابعة للجماعة كانت من بين الأهداف.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان شن عملية عسكرية على اليمن.
ويهاجم الحوثيون سفنا في البحر الأحمر منذ بدء الحرب على غزة فيما يصفونه بأنه تعبير عن التضامن مع الفلسطينيين.
* مقتل نجل خليل الحية
قالت حماس إن خمسة من أعضائها قُتلوا في الهجوم، من بينهم نجل رئيس الحركة في غزة وكبير مفاوضيها خليل الحية. وقال عضو المكتب السياسي لحماس سهيل الهندي لقناة الجزيرة إن القيادة العليا للحركة نجت من الهجوم.
وأثار الهجوم الإسرائيلي موجة من الجهود الدبلوماسية بين الدول العربية.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام) أن رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وصل إلى قطر.
ومن المتوقع أيضا وصول ولي العهد الأردني الأمير حسين اليوم الأربعاء.
وأبلغ مسؤول مطلع رويترز بأن من المتوقع أن يصل ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان إلى الدوحة غدا الخميس.
وقال المسؤول إن هذه الزيارات تعبير عن تضامن المنطقة مع قطر في أعقاب الهجمات الإسرائيلية.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن المفوضية ستقترح فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين متطرفين وتعليق الإجراءات التجارية في اتفاق الاتحاد الأوروبي مع إسرائيل.
وتعكس هذه المقترحات تزايد انتقادات الاتحاد الأوروبي لسلوك إسرائيل في الحرب على غزة، وكذلك تزايد الضغوط على الذراع التنفيذية للاتحاد لاتخاذ إجراء.
وقال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول اليوم الأربعاء إن ألمانيا، أحد أشد المؤيدين لإسرائيل، تعلم بالمقترحات التي طرحتها رئيسة المفوضية الأوروبية وإنها ستجري مباحثات بشأن التدابير المزمعة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الإجراءات الأحدث التي أعلنتها الحكومة الإسبانية ضد إسرائيل، والتي تفرض قيودا على دخول السفن والطائرات التي تحمل أسلحة إلى إسرائيل إلى الموانئ والمجال الجوي الإسباني، "تثير قلقا بالغا".
ولم يرد متحدث باسم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث حتى الآن على طلب للتعليق.
وجاءت الغارة الجوية الإسرائيلية في الدوحة في أعقاب تحذير إسرائيل للفلسطينيين بمغادرة مدينة غزة، التي كانت تضم قبل الحرب نحو مليون نسمة، في الوقت الذي تحاول فيه القضاء على ما تبقى من حركة حماس.
وعبر السكان هناك عن قلقهم من أن تؤدي الغارة على الدوحة إلى تقويض فرص وقف إطلاق النار.
وواصلت عائلات، بعضها يحمل أمتعته على مركبات أو عربات يجرها الحمير أو عربات ذات ثلاث عجلات، الخروج جماعات من مدينة غزة على طول الطريق الساحلي تحسبا لهجوم إسرائيلي كبير.
وقالت سيدة تدعى أم تامر (65 عاما) وهي أم لخمسة "هل يعني هذا أنه لا أمل في التوصل إلى وقف إطلاق النار؟ أخشى أن تُسرّع إسرائيل الآن احتلالها لمدينة غزة".
وأضافت لرويترز عبر تطبيق للتراسل "لو بدأوا (إسرائيل) بالتحرك، سنتجه إلى الجانب الغربي من المدينة، لكنني أخشى أن يعني التوجه جنوبا أننا لن نرى شمال غزة مرة أخرى".
وقال مسعفون إن ما لا يقل عن 30 شخصا قتلوا في أنحاء القطاع اليوم الأربعاء.
* ’لا نعلم’
لدى سؤال السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي عن تأثير الضربة على مفاوضات وقف إطلاق النار، قال لرويترز "الإجابة الصريحة هي أننا لا نعلم. حماس رفضت كل شيء حتى الآن. يرفضون باستمرار كل عرض يطرح على الطاولة".
ويوم السبت قالت حركة حماس، التي تدير قطاع غزة منذ نحو عقدين، إنها ستطلق سراح كل الرهائن إذا وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب وسحب قواتها.
ويسعى نتنياهو إلى إبرام إتفاق "كل شيء أو لا شيء" الذي يتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة واستسلام حماس.
وقتلت إسرائيل عددا من قيادات حماس منذ بدء الحرب في 2023. وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في أكتوبر تشرين الأول 2023 أسفر عن مقتل 1200 من الجنود والمدنيين واحتجاز 251 رهينة.
وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع قتلت حتى الآن أكثر من 64 ألفا وحولت القطاع إلى أنقاض.