د. بهمن أکبري
تاريخ أوروبا، من عصر روما القديم حتى الحقبة الاستعمارية الحديثة، يظهر سمات العنف والسيطرة التي ميزت هذه القارة. من مباريات الموت في الكولوسيوم إلى الحروب المدمرة مثل حرب الثلاثين عامًا، حروب نابليون، الحربين العالميتين، والمجازر في البوسنة والعراق، مارس الأوروبيون القسوة بشدة.
المستعمرون الأوروبيون في أمريكا وأفريقيا أبادوا ملايين السكان الأصليين والأفارقة عبر الإبادة، والعبودية، وانتشار الأمراض. وفي آسيا، أجبرت التجارة القسرية للمخدرات وانتشار الثقافة الأوروبية الشعوب على الانصياع، مما رسخ هيمنة أوروبا وأمريكا على العالم اقتصاديًا وثقافيًا.
حتى العصر الحديث، تظل أمثلة مثل تعذيب سجناء أبو غريب في العراق أو مجزرة سربرنتيشا في البوسنة، دليلًا على استمرار مظاهر العنف الأوروبي-الأمريكي في التاريخ الحديث. ولا يقتصر العنف على الماضي؛ بل يمتد إلى اليوم، كما يشهد العالم على المجازر التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث تُستخدم أساليب القصف العشوائي والقتل المنظم ضد المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال، مما يشكل استمرارًا لموجة العنف المنهجي الذي عرفه التاريخ الأوروبي في القرون السابقة.
الدرس الأهم من هذا التاريخ والحوادث المعاصرة هو ضرورة تحرير العقول والأفكار لدى الشعوب غير الأوروبية، وفهم التاريخ نقديًا، والمواجهة مع الهيمنة الثقافية والسياسية، وبناء هوية مستقلة. فقط بهذه الطريقة يمكن حماية الكرامة الإنسانية، وتعزيز قيم السلام والعدالة، ومواجهة سياسات القتل الجماعي والاضطهاد في العالم اليوم.