متى تُنفذ توصيات الندوات والمؤتمرات؟

 

علي بن بدر البوسعيدي

مع ما يشهده وطننا العزيز من تحولات متسارعة على مختلف الأصعدة، تتضافر جهود العديد من المؤسسات من أجل طرح رؤى وأفكار وأطروحات لمختلف القضايا، من خلال تنظيم الندوات والمنتديات والملتقيات؛ باعتبارها منصات استراتيجية لتبادل تلك الرؤى، وصياغة المبادرات، واستكشاف الابتكارات في مجالات متعددة تشمل الاقتصاد، والسياحة، والتعليم، والبيئة، والصناعة، وغيرها من المجالات.

ورغم أن هذه الفعاليات تضم نخبًا فكرية وعلمية وعددًا من المسؤولين، وتطرح حلولًا ومقترحات متعددة، إلّا أن من المؤسف أن كثيرًا- إن لم يكن جميع- من مخرجاتها لا تتحقق على أرض الواقع، ولا تجد أي صدى لدى أي جهة، فأين يكمن الخطأ هنا؟

الحقيقة أن مؤسساتنا الحكومية لم تعتد على الاستماع إلى الرأي الآخر، وتستنكف في كثير من الأحيان عن الأخذ بمقترحات هذه الندوات والمؤتمرات، على اعتبار أنها صدرت من خارج كوادرها ومسؤوليها، دون أن يضعوا في عين الاعتبار أن هؤلاء المشاركين في المؤتمرات والمنتديات إنما يطرحون الأفكار من باب الحرص على مصلحة الوطن.

إن المنتديات والمؤتمرات التي تنفذها مؤسسات مختلفة، وعلى رأسهم جريدة الرؤية الغرّاء، تمثل في علم الاستراتيجيات "مركز بحثي Think Tank"؛ حيث إن نجاح المُؤسسة المُنظِّمة للمؤتمر أو الملتقى أو المنتدى، قد نجحت في استقطاب خبراء ومتخصصين في عديد المجالات، واستطاعت أن تطرح فكرة محورية للنقاش، ومن ثم الخروج بنتائج وتوصيات، يؤمل أن تتبلور في صورة قرارات وإجراءات لمعالجة التحديات والقضايا المختلفة.

ولا شك أن مثل هذه الفعاليات تعمل على تحفيز الحوار الوطني وإتاحة المجال لتفاعل الخبراء والمسؤولين وذوي الاختصاص، بما يضمن خلق بيئة خصبة لتبادل الأفكار وتوليد الحلول.

ولذلك نناشد الجهات المعنية وذوي الاختصاص، قراءة ما يخرج عن هذه المنتديات والمؤتمرات من نقاشات وما تشهده من طرح أوراق عمل نوعية، ومقترحات استثنائية في العديد من المجالات، حتى تعم الفائدة ويتحقق المزيد من الرخاء لوطننا الشامخ عُمان.

الأكثر قراءة