تعقيدات المؤامرة في لبنان وسوريا والعراق ومصر

 

 

د. عبدالله الأشعل **

هدف أساسي لترامب وهو إقامة إسرائيل الكبرى وإنهاء المقاومة وتكون إسرائيل مركز القرار في الشرق الأوسط الجديد، ولن يستريح ترامب إلا بإشاعة الهوية الصهيونية للشرق الأوسط الجديد؛ ولذلك فالموقف الأمريكي يدبّر مؤامرة للمنطقة تتكون من العناصر الآتية:

الأول: القضاء على حزب الله عبر حرب أهلية أشرس من سابقتها في الثمانينيات وهدفها قضاء الطوائف الأخرى السنية والمارونية على الطائفة الشيعية. ولذلك أنشأت أمريكا وإسرائيل مليشيات شعارها دعم الجيش اللبناني ومساندة الدولة اللبنانية. ومعلوم أن أمريكا سلطت الجيش اللبناني على حزب الله لتدمير مقدراته بحجة أن السلاح يجب أن يكون في جيش الدولة، ومعلوم أيضًا أن الدولة في لبنان وهم، وكان السياسيون اللبنانيون في الطائف عام 1989 يحلمون بإنشاء الدولة وتذويب الطوائف، والنتيجة أن الطائفية ازدهرت.

يقوم حزب الله بدورين: الأول أنه يحمي الطائفة الشيعية، فلكل طائفة ميليشيا تدافع عنها، والثاني أنه حزب مقاومة ويحمي لبنان بسبب تغوّل إسرائيل وضعف الجيش. ولهذا السبب كان الأمين العام لحزب الله محقًا عندما رفض نزع سلاح الحزب. أما ذريعة أن الحزب ذراع إيران في المنطقة فهي حجة داحضة وتميل إليها الدول الحليفة، كما إن الطوائف اللبنانية تخشى سلاح حزب الله الذي أخضعها ذات يوم منذ سنوات، كما تخشى نواب حزب الله وهو الوحيد المناهض لإسرائيل ولعقد اتفاقية سلام معها. ويرى الحزب بوضوح أن الحكومة تطبق خطة أمريكا وإسرائيل. فلماذا تقول أمريكا إن الحزب ذراع إيران ولم تقل إن إسرائيل ذراع أمريكا؟ والمهم: من يدعم الحق ومن يدعم الباطل؟

ثانيًا: يستحيل أن تتوافق إيران مع إسرائيل على حساب الأقصى، والشعوب الإسلامية والعربية تؤيد إيران ضد إسرائيل وترى إيران مدافعًا عن حرية المنطقة في وجه الاستعمار الصهيوني الجديد. وإيران حليف للعرب في معركتهم على هوية المنطقة. صحيح أن الحزب لم يعد يقوم بعمليات ضد إسرائيل نصرة لغزة على أساس "وحدة الساحات"، فإن محاصرة إيران والحزب لا يعني القضاء على هذه الوحدة. فالمعركة بين الحق والعدل الذي تمثله المقاومة، وبين الباطل والهجمة الصهيونية على المنطقة شرسة. كما إن أمريكا وإسرائيل ظنت أنها قضت على مقاومة حزب الله وحصاره داخل لبنان وحصار إيران وردعها بالهجمات الإسرائيلية. فالمعركة أصلًا بين إيران وأمريكا، وليس الصراع في المنطقة بين المشروعين الصهيوني والشيعي. فقد حسم الإمام الأكبر شيخ الأزهر هذا الأمر بدعمه إيران الإسلامية.

ثالثًا: المؤامرة على سوريا واضحة، وهي أن إسرائيل تريد فرض وصايتها على الدروز ضد الدولة السورية، كما تريد إسرائيل أن تضم الجولان وجنوب سوريا، وسوريا داخلة في مشروع إسرائيل الكبرى. موقفي هو دعم الحكومة السورية الجديدة في المحافظة على الشعب السوري بكل طوائفه، وأدعم صمود الحكومة ضد محاولات فرض معاهدة سلام بين سوريا وإسرائيل.

رابعًا: استخدام العراق عمقًا للهجوم على إيران.

خامسًا: المؤامرة على مصر قديمة؛ باعتبارها قلب الأمة العربية والإسلامية. ولذلك فالمؤامرة على مصر بدأت على الأقل منذ قيام إسرائيل، مما أثّر على الداخل المصري وعلى نظام الحكم والعلاقات الإقليمية العربية والإفريقية والمصالح المصرية خاصة مياه النيل.

ولن تكتفي إسرائيل بحبك معالم المؤامرة على البلدان العربية الأربعة، وهذا المقال يرصد المؤامرة، وإنما يتقدم بمقترحات التصدّي لها، ونقترح الإجراءات الآتية:

1. السعي لدى الطوائف اللبنانية بالحوار لتفادي الحرب الأهلية التي تدمر لبنان وتفيد إسرائيل.

2. دعم صمود مصر ضد إسرائيل وأمريكا وتحقيق وحدة الموقف العربي.

3. دعم الحكومة السورية والعراقية ضد القاعدة الأمريكية فيما يعد احتلالًا أمريكيًا لهما.

4. عدم التمييز بين إسرائيل وبين أمريكا والغرب.

5. دعم إيران والمقاومة بكل أجنحتها، ومعلوم أن المقاومة سوف تتقدم الصفوف للتصدّي للمؤامرة.

6. حشد الشعوب العربية والإسلامية.

** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا

الأكثر قراءة