غزة.. الجرائم المُركَّبة

لا تمُرُ لحظةٌ على الشعب الفلسطيني إلّا ويتجرع وَيلات ومرارات العدوان الإسرائيلي الإجرامي، فبَين تجويعٍ وإبادةٍ واعتقالٍ وتهجيرٍ قسري، لم يترك الاحتلال الإسرائيلي الخسيس جريمةً إلّا وارتكبها بدمٍ باردٍ، إمعانًا في تنفيذ مُخططات صهيونية قائمة على التطهير العرقي وتنفيذ هرطقات تلمودية، ما أنزل الله بها من سلطان، وإنما هي محض افتراءات وتحريفات في دينهم.

جرائم مُركّبة تُنفذها قوات الاحتلال على مرأى ومسمع من العالم أجمع، بينما يقف الجميع- بلا استثناء- إمَّا متواطئًا ومُشاركًا في الجرائم، أو عاجزًا عن اتخاذ موقف يمنع هذه الجرائم التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني الأعزل. لقد بلغ الوضع في غزة مبلغًا لم تعُد الكلمات كافية لوصفه، ولا أحداث التاريخ قابلة للمقارنة به؛ فالإبادة الجماعية لا تتوقف.. إبادة سكانية، وإبادة للبنية التحتية، وإبادة للصحافة، وإبادة للقطاع الصحي، وإبادة للمُسعفين وعمال الطوارئ.

يواصل الاحتلال الإسرائيلي البربري هذه الجرائم بغطاءٍ أمريكيٍّ فَجٍّ وصارخٍ، ودعم وتواطؤ غربي، بحُجة محاربة المقاومة في غزة، وهي مزاعم زائفة جملةً وتفصيلًا، فما يحدث في غزة يجري في صمتٍ وبعيدًا عن عدسات الإعلام في الضفة الغربية القابعة تحت نير الاحتلال منذ عقود. إبادة هنا وهناك، وجرائم في غزة والضفة، تشريدٌ وتهجيرٌ قسريٌ لأهل الأرض في كل مكان، فإلى أين يذهبون؟!

إنَّ المنظومة الدولية الجبانة والمتواطئة مع أسوأ احتلال إحلالي في تاريخ البشرية، يجب أن تُعاقب وتُحاسب؛ لوقوفها عاجزةً عن حماية الأبرياء وتوفير أدنى مقومات الحياة لهم؛ فمجلس الأمن ومن ورائه الأمم المتحدة وما على شاكلتهم من منظمات، أصبحت هي والعدم سواء في هذه الحرب... ولله الأمر من قبل ومن بعد!

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة