محمد بن رامس الرواس
في صباح يوم خريفي بديع حملت فيه السُحب بشائر تجدد أمطار الخريف وهطولها بالجبل والسهول والشواطئ شهدت مدينة صلالة، عاصمة الرذاذ والجمال، انطلاق النسخة الرابعة من مؤتمر القمة العالمية للابتكار الاجتماعي لتكون محطة فكرية وملتقى للخبرات الرائدة.
ونظَّمت القمة جريدة الرؤية العُمانية بالتعاون مع الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية وبرعاية مجموعة من شركات القطاع الخاص، ولقد تشرَّفت القمة بحضور صاحب السّمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار راعي المناسبة، وجمعت نخبة من قادة الفكر والخبراء لتبحث في كيفية توظيف الابتكار الاجتماعي لدفع عجلة التنمية المستدامة وتمكين المؤسسات والشباب في مجال الابتكار الاجتماعي.
قبل المؤتمر الرئيسي بيوم واحد، انطلقت ثلاث ورش عمل مكثفة استهدفت إثراء المشاركين بأدوات معرفية حديثة؛ حيث تناول الدكتور علي بن إبراهيم، نائب رئيس الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية، محور توظيف الذكاء الاصطناعي في الابتكار لخدمة المشاريع المجتمعية، بينما ركز الدكتور محمد بوحجي بورشة عمله على اقتصاد الإلهام كأداة لاكتشاف طاقات الشباب، من جهته، قدّم الدكتور حامد البلوشي ورشة عملية في تصميم المبادرات المجتمعية المبتكرة، هذه الورش أكدت على أهمية الاستثمار في القدرات الشبابية كعنصر استراتيجي للنهضة المجتمعية المستدامة؛ بما يتفق مع رؤية "عُمان 2040".
كانت كلمة الأستاذ حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية الأمين العام للقمة، في مستهل أعمالها، بمثابة خارطة طريق للعمل المهني في مسار الابتكار الاجتماعي؛ حيث شملت جوانب القوة والنجاح، وتسليط الضوء على مكامن الإلهام التي تقود نحو الوصول إلى جيل الشباب المبتكر المبدع. وهذا ما أكد عليه البروفيسور يوسف عبدالغفار رئيس مجلس إدارة الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية في كلمته. بعد ذلك، اتفق الجميع على أهمية الابتكار الاجتماعي كأحد أهم ركائز التنمية المعاصرة، ولقد ناقشت القمة على مدى يومين ثماني أوراق عمل تحت 3 محاور رئيسية؛ منها: دور تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تنمية في دعم ريادة الأعمال الاجتماعية، وأسس ريادة الأعمال الاجتماعية نحو الابتكار، وإعداد القيادات الشبابية التي تتبنى الابتكار الاجتماعي وغيرها من أوراق العمل الثرية.
لقد تميّزت القمة بحضور أكاديمي بارز ومستشارين متخصصين أثروا الجلسات بخبراتهم العميقة، بالإضافة إلى الجلسات الحوارية التي جمعت في نهاية القمة بين القيادات الشبابية ورواد العمل المجتمعي، مما أتاح منصة ثرية لتبادل الأفكار حول الفرص والتحديات المستقبلية.
في الختام.. لم تكن القمة العالمية للابتكار الاجتماعي في صلالة مجرد حدث عابر؛ بل كانت منصة فكرية وتدريبية أسهمت في تعزيز دور سلطنة عُمان كمحرك أساسي في مسار الابتكار المجتمعي، ولقد جمعت بين الرُّؤية العمانية ذات الامتداد الإعلامي والفكري، والشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية بخبراتها الممتدة؛ لتؤكد أنَّ الابتكار الاجتماعي هو الجسر الذي يعبُر بنا نحو مستقبلٍ أكثر استدامة يقوده الشباب الواعد.