الأمان الأسري وتداعياته

 

 

 

ناصر بن حمد العبري

مع ارتفاع أصوات أبناء الوطن من المُسرَّحين من أعمالهم والباحثين عن عمل، المطالبين بتوفير وظائف لهم أو إعطائهم راتبًا شهريًا إلى حين توظيفهم، علينا أن نُحافظ على التماسك الأسري وتجنُّب الانحراف الذي لا تُحمد عقباه، وقطع الطريق أمام المتربصين من خارج الحدود حتى لا يتم استغلال شبابنا في أعمال تتنافى مع قيم مجتمعنا.

تجار المخدرات والعصابات الأخرى تترصَّد لمثل هذه الفرص، لكن أمن الوطن واستقراره لهما الأهمية الأولى. لذلك فإن صرف راتب شهري لأبنائنا سيُعزِّز من اللحمة الوطنية وتماسكها، ويقطع الطريق على المتربصين بشبابنا، ويُعيد الثقة بين الشباب والمسؤولين في الحكومة. وكوني أحد الصحفيين المتابعين لملف الباحثين والمُسرَّحين من أبنائنا، فإنني أشعر بما يعانونه من الحاجة إلى العمل والراتب حتى يتمكنوا من أداء دورهم في خدمة الوطن.

والمؤكد أن حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم -أيَّده الله- يتابع هذا الملف، ويبذل الجهود الرامية إلى تحقيق أفضل الفرص لأبنائنا وضمان العيش الكريم لشبابنا الذين هم مستقبل الوطن. وعلى القطاع الخاص أن يُذلِّل كل الصعاب ويُعجِّل بإحلال المواطنين بدلًا من الأجانب في أقرب وقت ممكن؛ لأن أبناءنا لديهم الخبرة والمؤهلات التي تمكّنهم من تطوير مؤسسات القطاع الخاص كلٌّ في مجاله.

إن تأثيرات فقدان الأمان الوظيفي جعلت شبابنا بين المطرقة والسندان. فالشباب لديهم عائلات والتزامات وديون، وهم مقبلون على عام دراسي جديد. فمن أين سيوفرون المستلزمات المدرسية ومصاريف البيت والماء والكهرباء؟!

الأكثر قراءة