د. سالم أحمد بخيت صفرار
لم يعد الأمر خافيا، بل أمام مرأى ومسمع العالم بأسره، يباد شعب جوعا وقتلا تحت وطأة ونيران كيان مجرم قذر تعدى كل حدود الإجرام، وتحت غطاء ودعم أكبر القوى في العالم أمريكا، هذا العالم ذو المعايير المزدوجة الذي ينادي بالإنسانية والديمقراطية، إنما يحدث في غزة إبادة جماعية ممنهجة من حصار وقتل وتجويع في نهج صارخ للكيان الصهيوني المجرم فوق كل القوانين والدولية، والأمرُّ من ذلك، الصمت العالمي أمام كل الذي يحدث، وأكثره مرارةً، الصمت والخذلان العربي والإسلامي الذي عجز حتى في إدخال قنينة ماء. فيا أسفاه على العروبة والإسلام والإنسانية.
إن المشاهد التي تأتي من غزة حول المجاعة المريعة، تقف عندها كل الكلمات عاجزةً، مشاهد تقشعر لها الأبدان ولا تُحتمل رؤيتها.
رؤية الأطفال يموتون جوعًا، والآباء يقفون عاجزين عن توفير رغيف لأطفالهم، ويا له من ألم حينما يقف الأب عاجزا ويرى أطفاله يموتون جوعا، تحت وطأة القصف والقتل، الجميع يقاتل لأجل الحصول على شيء يسد جوعهم، ولكنهم يختلطون بدماء الشهداء نتيجة القصف المتعمد الإجرامي الذي تقوم به طائرات الاحتلال.
أسوأ حقيقة سيسجلها التاريخ فظاعة، المجاعة التي عاشتها غزة وهي بين أمة المليار، التي عجزت عن إدخال رغيف خبز وقنينة ماء، بينما هذا الكيان الصهيوني المجرم يأتيه الدعم.. لن يمحى من التاريخ التقصير والخذلان والصمت، هذا الصمت والتخاذل الذي يعجز أمامه أي حديث أو تعبير، وتحت أي عذر ستكون المبررات.