مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الكيان الإسرائيلي وافق على مقترح تنفيذ هدنة لمدة 60 يومًا ووقف القتال الدائر في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، يأمل الجميع أن تُفضي هذه الهدنة المنتظرة إلى وقف تام وكامل لحرب الإبادة الجماعية التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في القطاع، الذي دُمِّر بالكامل تقريبًا.
ولا شك أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة قد تحمَّل الكثير وصبر كما لم يصبر شعب من قبل، لذلك لا بُد أن تعمل الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي على دعم هذه الهدنة والدفع نحو تثبيتها من أجل التوصل لاتفاق مستدام يوقف هذه الحرب المأساوية، التي دفعت المنطقة إلى أتون صراع مُخيف، بلغ ذروته بقصف مفاعلات نووية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في انتهاك صارخ للمواثيق والعهود الدولية.
لكنْ في الوقت نفسه، هذه الجهود يجب أن تتزامن مع توقُّف أمريكي عن النفخ في نيران الحرب، من خلال كَف واشنطن والبيت الأبيض عن دعم مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، وعدم إتاحة المجال له لاستعراض ما يظن أنها "انتصارات" على المقاومة الفلسطينية أو على إيران؛ لأن واقع الأمر يؤكد أن هذا المجرم هو المسؤول عمّا آلت إليه الأوضاع، بسبب عُنصريته وتطرفه وممارساته الإرهابية، والتي سدَّت الآفاق أمام أي أملٍ لإعلان السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة وعاصمتها القدس.
إنَّ الآمال معقودة على هذه الهدنة المرتقبة، حتى يستطيع أهل غزة أن ينعموا ولو بجزء يسير من الاستقرار، ويتطلعون نحو مستقبل يضمن لهم الحماية والعيش بأمان على أرضهم دون اقتلاعهم منها أو دفنهم فيها أحياءً.