صحار- الرؤية
حرصت جامعة صحار على تأسيس مركز بحثي وحضاري وثقافي رائد حمل اسم مركز العوتبي للدراسات الثقافية والتراثية، ليكون منارة إقليمية ودولية ترعى الفكر والثقافة والتراث، وبهدف توثيق الموروث العماني وتطوير البحث في المجالات الثقافية المتنوعة والتراثية والتي ستكون مرجعاً ثقافياً معتمداً للباحثين والزّوار.
ويتبنى المركز حماية النصوص التراثية والثقافية القديمة والمتجددة وصونها في ضوء اتصالها بالثقافات الأخرى، علاوة على التعرّف على أجناس التراث الثقافي العُماني وعناصره وأقسامه ومجالاته وتنوعاته وعلاقتها بالثقافة العالميّة، وتفعيل العمل الميداني في مجالات التراث والثقافة العُمانية، وتأسيس الفرق البحثية الناظمة لها، وصياغة مشروعات الثقافة العمانية وتراثها وإجادة إدارتها.
ويسهم المركز في المحافظة على التراث والثقافة والتعريف بهما وصونهما في إطار من التمكين المعرفيّ يُعزّز حضور الهُويّة، ويكون مركزاً قادراً على تفعيل البحث العلميّ، وتوثيق المعارف الوطنية، وتطوير المبادرات واستدامتها، وتعزيز سُبل التعاون الدوليّ وتفعيل الشراكة المجتمعيّة، علاوة على إعادة الثقافة المجتمعيّة المصونة إلى الواجهة المعرفيّة التي تستحقها وارتباطها بالثقافات العالميّة.
ويسعى مركز العوتبي إلى تأسيس أرشيف رقميّ للثقافة والتراث الوطني يكون مرجعاً للباحثين، وبناء أجندة ثقافيّة تراثيّة فنيّة وطنية تُعنى بالمكان والزمان وتكون حلقة وصل بين الماضي والحاضر، وتوثيق أدب الرحلات العُمانية الأدبيّة والشعبيّة ودراستها وفهرستها، ودراسة اللغات واللهجات الشائعة في عُمان والمتغيرات المصاحبة لها.
ويأتي هذا التأسيس انسجامًا مع استراتيجية الجامعة الرامية إلى تعزيز الشراكة المجتمعية ونقل المعرفة وتكامل جهود التعليم والبحث مع القطاعات الثقافية في السلطنة وخارجها، بما يسهم في تحقيق أهداف رؤية "عُمان 2040" في بناء مجتمع قائم على الثقافة والعلم والابتكار.
يشار إلى أن مركز العوتبي للدراسات الثقافية والتراثية الذي تأسس عام 2023 في الجامعة ويدار من قبل خبرات نوعية من أساتذة أكفاء، وقّع مؤخراً مذكرتي تعاون؛ الأولى مع متحف عمان عبر الزمان والثانية مع الجمعية العمانية للكتاب والأدباء. كما عكف المركز منذ تأسيسه على إقامة فعاليات نوعية تحقيقاً لأهدافه شملت المخطوطات العربية وتحقيقها والعناية بها، واللهجات المهددة بالاندثار، وتوثيق اللهجات في جنوبي الجزيرة العربية، وتفعيل الترجمة من أجل خدمة التراث، وأدب الرحلة في عُمان، والفنون الصخرية بمحافظة شمال الباطنة، والقوانين الحامية للتراث، وغيرها من الفعاليات.